آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:20:29:20
آخر الأخبار
عرفات وهدى لوثة عشق مبررة
عبدالقوي الأشول

الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

لوثات العشق قديمة قدم البشرية وهي حاضرة بكثافة في تاريخنا الشعري العربي بحكايات حزينة اضافت لها المخيلة الكثير والكثير ويقترن شعراء كثر بمحبوباتهم بقرائح ألهبت الوجد والفراق عطاءها الشعري المفعم بعذوبة تلك الأبيات التي تفيض بأسمى معاني الحب والوفاء والتضحية لمن هاموا عشقا ووجدا بتلابيب المحبوبة – سحناتهم المشعثة – كانتا محط استعطاف كما هي حكايات حبهم نحيب وبكاء ولوعة وشوق تفجرت أثرها كل تلك الينابيع الشعرية العذبة المرتبطة بحالة الممانعة في القبول بمثل هذا الحب باعتباره مخالفا لأعراف القبيلة ومتعديا على قوانينها متجاوزا المكانة الاجتماعية اذ لم تشفع لهؤلاء العشاق نبضات قلوبهم الرطبة ومآقيهم الدامعة تركوا ليفنوا على اطراف الحي ومضارب القبيلة التي اعتبرت حبهم خطيئة ونكوصا عن العادات كما هو الحال عند مجنون ليلى وجميل بثينة وكثير عزة وعنترة.

وكل تلك الاسماء التي خلدها الشعر في حقب التاريخ المختلفة ، كما هو الحال في معلقاتنا التليذة .

حين طالعتني مثل غيري حكاية الشابين هدى وعرفات بكل ذلك الضجيج الذي يتحدث عن حكاياتهم قلت في نفسي لماذا كل تلك الجوقة التي تدعو للرثاء ولما لا نعتبر ما حصل امتدادا للوثات العشق والوجد والغرام.. وهي في نهاية الأمر سلوك بشري لا يمكن منع وقوعه في كل زمان ومكان .

فما الخطأ المرتكب من قبل شابين مقبلين على الحياة ليس لهما تجربة حياتية كبيرة حتى يستدعي إعطاء المسألة بعدا كونها أكبر من قصة عشق ليس إلا!.

فالأمر الطبيعي في مثل هذه الحالة تمكينهما من بناء حياتهما كما ارتأيا ثم لماذا تلفت الانتباه قصة وحكاية بمفصلية صغيرة كهذه، اهتمام سلطات البلدين الجارين اليمن والسعودية؟!.

في حين أن هناك قضايا جدا هامة لا تلقى مثل هذا الحجم من الاهتمام .

عرفات القاضي الشاب الذي لم يتخط العشرينات من العمر وابن إحدى الاسر العريقة في مرتفعات جبال حالمين ، إحدى مديريات ردفان ، لم يكن يخطط أصلا لمثل هذا الحب كما لم يكن يدرك أن حكايته ستأخذ كل هذا البعد ، ربما ستجسد يوما في فيلم يحكي تفاصيلها العجيبة التي وجدت تعاطفا واسعا .

وهكذا هو الحال بالنسبة لهدى الفتاة السعودية التي لم تكن تعلم ان حكايتها ستأخذ بعدا اجتماعيا وسياسيا أو أنها تسيء لبلدها كما صورها البعض !ن عبر هذه المجاهرة الصريحة البريئة في هاتف الحب الذي دون ريب يعمي البصر والبصيرة او هو يهز قلب البعير وفق قول شاعرنا الراحل المحضار طيب الله ثراه.. فكيف بقلبين شابين مثل هدى وعرفات حديثي التجربة في الحياة.

إنه حب عذري لم يعتد بأي حال من الاحوال لا على عذرية المجتمع اليمني أو السعودي ان كان لهما عذرية تذكر.. أعني البلدين الجارين كما لم يتخطيا اعراف القبيلة لماذا؟ لانهما يعيشان في عصر واقع مختلف تماما إذ لا تعيش هدى حسب ما قرأت في مجتمع بدوي إنما في حاضرة مدينة عصرية تتسع لروايات وحكايات كثيرة من هذا النوع لم تتخط هدى أطراف حيها ومضاربه في هودج بعير بقدر ما استقلت سيارة حديثة أقلتها لحيث تريد هي ..حكايتها ليست اول ولا أخر حكاية وحين هاتفت من تعلق وجدها به استخدمت وسيلة عصرية تنتمي للثورة الرقمية المتاحة اليوم في كل بيت عربي ، ثم كم من حادثة من هذا النوع تخطت الحدود ولم يعلن عنها ، كم قصة عشق لم يكتب عنها، ولم يشار إليها إنكم تحاولون عبثا القبض على الماء بين قبضة ايديكم وشعوبنا مثل الماء تأخذ سبيلها من منظور ما يحيط بواقعها من تبدل ليس لنا يد في السيطرة عليه، إلا اذا انتحينا للعيش في كوكب ارضي اخر غير الذي نعيش اليوم على صهوته ثم ألم يقل شاعر اليتيمة ..

ان تتهمي فأن تهامة وطني

وإن تنجدي إن الهوى نجدي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص