- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- الداعري : فوضى القتل والبلطجة في مدينة تعز تتحملها الاجهزة الأمنية والمحافظ شمسان
- بمشاركة أمريكية .. إسرائيل تكشف عن تحرك جديد ضد الحوثيين في اليمن
- السفير قاسم عسكر : انسحاب الرئيس الزبيدي من اجتماع الرياض يعلق شراكتنا مع الحكومة اليمنية
- تصعيد عمالي جنوبي جديد في مواجهة حرب الخدمات وتصدير الأزمات
- رسائل حازمة من السلطة المحلية بعدن.. النزولات الميدانية تكشف القصور وتفرض هيبة الدولة
- تعز: تعاطي مدمني القات المصحوب برفع الأغاني الهابطة أمام منازل المواطنين يضاعف من معاناتهم وسط صمت سلطة الإخوان
- وزير النقل يطلع على إجراءات سير تنفيذ مشروع مركز الصيانة والهندسة الإقليمي بمطار عدن الدولي
- العميد الحاج يدشن المرحلة الأولى من العام التدريبي الجديد ٢٠٢٥م بلواء بارشيد غرب المكلا
- حزام لحج يدشن العام التدريبي والعملياتي 2025
ما سر غياب الأجهزة الأمنية لسلطات إخوان تعز عن ضبط الخارجين على القانون والأعراف الاجتماعية
مواطنون : نطالب باتخاذ إجراءات أمنية صارمة وإعادة تفعيل الدوريات الليلية لاعتقال المتورطين في إزعاج الناس
باتت مدينة تعز اليمنية التي عُرفت تاريخياً بأنها منارة للثقافة والمدنية في اليمن، مدينة غير آمنة ولا مسالمة كما كانت من قبل ، إذ برزت فيها - مؤخراً - ظاهرة مقلقة تزعزع استقرار المجتمع وتدمّر السكينة العامة، وتتمثل بوجود مجاميع من الشباب المستهترين بالقيم الإنسانية ممن يجلسون تحت نوافذ منازل الناس إلى ساعات متأخرة من الليل، وهم يتعاطون القات والسجائر بل والمخدرات، ويتلفظون بألفاظ نابية، ويرفعون أصوات الأغاني الهابطة، متحدين بذلك الأعراف الاجتماعية والإنسانية والذوقية، ويتعمدون إثارة الفوضى في الأحياء السكنية.
هذه الظاهرة التي تزداد انتشارا وسط غياب القانون وتهاون المجتمع؛ وصلت إلى ذروتها بجريمة مروعة تمثلت في مقتل المواطن سيف الشرعبي الذي قُتل بدم بارد أمام منزله لمجرد أنه خرج يطالب هؤلاء الشباب بالابتعاد عن منزله احتراماً لحرمة البيت.
واقع مقلق يتطلب إنكاراً وردعاً
قال المواطن محمد مدهش لـ "صحيفة الأمناء" : " تعكس هذه الظاهرة ليس فقط انحرافاً أخلاقياً بين بعض الشباب، بل أيضاً فشلاً مجتمعياً وأمنياً في مواجهة هذا الانحدار الخطير .
وأضاف "مدهش" " أصبحت الليالي في بعض أحياء تعز جحيماً لبعض الأسر، إذ يستحيل النوم بسبب الإزعاج المستمر، فيما تُطعن القيم الاجتماعية والدينية في صميمها عبر سلوكيات لا تمت بأي صلة لتقاليد المدينة ولثقافتها أو هويتها.
ملامح الظاهرة وتحليلها وأسباب انتشارها
أولا: سلوكيات غير مسؤولة تتمثل بالآتي :
التجمعات في أماكن غير لائقة بالقرب من المنازل، وسط صخب وصياح وتطاول ، وتعاطي القات والمخدرات والسجائر، ما يعكس حالة من الإدمان والفراغ الروحي ، والتلفظ بألفاظ نابية، وشتائم وقحة تخدش الحياء العام، وتؤذي الأسر المجاورة ، ورفع أصوات الأغاني الهابطة التي تروج لثقافة منحطة وتشجع على الانحلال ، وكذا الجرأة على استفزاز الأهالي وإرهابهم، بحيث يخشى المواطنون مجرد الاعتراض، وجريمة مقتل المواطن سيف الشرعبي مثال حي على هذا الانحطاط ، حيث تحولت مطالبة بسيطة بحق احترام خصوصية المنزل إلى سببٍ لجريمة قتل بشعة، تكشف عن انهيار القيم الإنسانية لدى الجناة.
ثانيا: غياب الردع المجتمعي والرسمي ويتمثل بما يلي :
صمت السلطة المحلية من خلال ضعف الرقابة، وغياب المساءلة القانونية، ما فتح المجال أمام هذه التجاوزات ، وغياب الأمن بانسحاب الأجهزة الأمنية من دورها الأساسي في حفظ النظام العام داخل الحارات ، وتهاون عقال الحارات وعدم القيام بدورهم التوجيهي والذي يعتبر شبه معدوم، رغم قربهم من الأحداث ، وخوف الأهالي من الإبلاغ بسبب تزايد التهديدات والانتقام جعل الأهالي أسرى للخوف، مما يفاقم انتشار هذه الظاهرة.
الجذور الاجتماعية والاقتصادية للمشكلة :
البطالة حيث يعاني هؤلاء الشباب من انعدام الفرص الاقتصادية، ما يدفعهم إلى قضاء أوقاتهم في السلوكيات الهدامة ، وغياب التوجيه الأسري وضعف دور الأسرة في غرس القيم والمسؤولية لدى أبنائها ، والثقافة السلبية بتصاعد تأثير ثقافة الأغاني الهابطة والتقليد الأعمى، التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام ، وتآكل هيبة القانون حيث أصبح القانون في أذهان البعض غائبا أو ضعيفاً ، ما يشجع على التمادي في الانتهاكات.
نداء لإنقاذ تعز بحلول جذرية وحازمة تتمثل بـالآتي :
اتخاذ إجراءات أمنية صارمة وذلك بإعادة تفعيل الدوريات الليلية لضبط الأمن في الأحياء المتضررة ، واعتقال المتورطين في الفوضى وتقديمهم لمحاكمات عادلة لتكون رادعاً للجميع ، وإصدار قرارات محلية صارمة تعاقب على تناول القات في الشوارع والإزقة، وعلى الإزعاج العام أمام المنازل في الأحياء السكنية، مع فرض غرامات وعقوبات مشددة على من يتعمد الإخلال بالنظام العام ، وتفعيل دور عقال الحارات، وذلك بإلزام العقال برصد التجمعات غير القانونية وإبلاغ الجهات الأمنية أولا بأول، مع تشكيل لجان أحياء تتكون من وجهاء المجتمع لمساعدة العقال وللمشاركة في منع هذه الظاهرة.
وكذادعم برامج توعوية وتأهيلية، مع تنظيم حملات توعية تستهدف الشباب لتوضيح مخاطر الإدمان، وعواقب التعدي على حقوق الآخرين، مع التنبيه على عدم ممارسة السلوكيات السلبية.
وتشجيع الإبلاغ وحماية المبلّغين، من خلال توفير قنوات سرية وآمنة للإبلاغ عن التجمعات غير القانونية أو التصرفات المزعجة، مع ضمان حماية الأهالي الذين يبلغون عن المخالفات من أي اعتداء أو تهديد.
وأختتم " مدهش " حديثه لـصحيفة الأمناء القول : بإن مدينة تعز التي كانت رمزاً للتعايش والثقافة، تقف اليوم أمام تحدٍ وجودي بسبب ظاهرة الانفلات الأخلاقي لدى بعض شبابها، وإن التغاضي عن هذه التصرفات يعني فتح الباب لمزيد من الجرائم والفوضى، مما سيؤدي إلى تقويض الأمن والاستقرار المجتمعي، وللحد من هذه الظاهرة يتطلب الأمر تحركاً عاجلاً وحازماً من الجميع : السلطات، المجتمع المدني، والأفراد، لإعادة بناء منظومة القيم التي لطالما ميّزت تعز عن غيرها.