آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:20:49:51
آخر الأخبار
سميع.. من يحاوره؟
عبدالقوي الأشول

الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

رغم توجيهات الرئيس اليمني هادي بحل مشكلة الكهرباء في عدن، فإن الجهات المعطلة للاتفاقيات بدت شديدة السطوة ولم يخترق جدارها الفولاذي توجيهات الرئيس وفي الوقت الذي تواجه عدن ومعظم مدن الجنوب صيفا حارا لا تتوفر معه الطاقة الكهربائية.

فالمتفائلون ممن تم انتقاؤهم من سلطة صنعاء لحضور مؤتمر الحوار العقيم لا يجدون حرجا من القول بأنهم سيأتون لنا بالدولة الجنوبية أو هكذا تقول خطاباتهم في قاعة الهرج والمرج الحوارية التي قيل إن بمقدور الجنوبيين فيها قول كل شيء أي أن لا سقف محدد للأقوال في حين أن (فرمة) المشاريع المعدة سلفا للالتفاف على الجنوب هي جوهر مخرجات الحوار المزعوم الذي ليس فيه أي تمثيل للجنوب لأن الحامل الأساس لقضيتهم هو الحراك الجنوبي بمختلف مكوناته، إلا أن المضي في تجاوز الحق الجنوبي هو ما دأبت عليه صنعاء منذ زمن.

وحبذا لو أن الأشخاص الذين حضروا جلسات الحوار يجربون إمكاناتهم بجزئية بسيطة أي إقناع وزير الكهرباء سميع بضرورة إنارة مدينة عدن التي تعيش وضعا كارثيا في واحد من أهم الجوانب الخدمية الضرورية للسكان فلو أنهم أنجزوا ذلك لاعتبرناهم أبطالا خارقين، مع أن شطحاتهم الخيالية ومفرداتهم الخطابية وعدت باستعادة الدولة.. هذا البؤس في التفكير والافتقار للمنطق والواقعية جعل الكثير منهم وليس الكل يعتبر نفسه هو الجنوب والجنوب هو مسفه المليونيات التي خرجت في الساحات تعلن إرادتها القاطعة بالحرية والاستقلال.. مؤكدة بما لاشك فيه أن لا مساومة على قضية الوطن ولا رضوخ لكافة الضغوطات الإقليمية والدولية التي للأسف تكافئ الاحتلال وهي سابقة تاريخية وندبة سوداء في عمل الهيئات الدولية المعنية بتنفيذ المبادئ والأسس والقيم التي أنشئت من أجلها.

 ما يحدث هو العكس تماما بل حال أشبه بوعد بلفور آخر جرى تكريسه في المنطقة ولم يكتب له النجاح قط لأنهم ببساطة تجاهلوا إرادة الشعب الجنوبي وأغفلوا معرفة قواه الحية التي لا ولن تقبل بهذا النمط من الإملاءات الإذلالية بعدالة لا تنم إلا عن اختلال فاضح في المعايير وشرخ عميق في الضمير الإنساني لدى ممثلي تلك الهيئات التي تلزم شعبا بحضور جلسات حوار الهدف منها طمس تاريخه ووجوده ومستقبل أجياله.. فكم هو الأمر مستفز للمشاعر الجنوبية!

ولا ندري كيف تمضي عملية حوار لسنا طرفا فيها وماهي مخرجات قاعة الهرج التي نجزم أن بعض من ذهبوا إليها بحسن نية من الجنوبيين سيجدون أنفسهم في وضع حرج وستتوالى انسحابات الشرفاء منهم، أما أدوات الاحتلال المنسجمة مع نهجه فلا نتوقع منها إلا المضي في سبيلها الذي هو في نهاية المطاف لا يمثل الجنوب وثورته السلمية العملاقة وبالمنطق عملية الحوار الجارية هي التفاف على ثورة التغيير أولا ثم على الجنوب، ولا يخلو الأمر من توجسات أطراف الحكم في صنعاء منها أيضا ليقينهم أن فكرة الدولة العصرية غير ممكنة التحقيق، طالما وهي تتجاوزهم ولا يوجد في الأفق ما يوحي بشيء من ذلك.

لأجل ذلك لابد من استفزاز الجنوب وخلق الفوضى في ساحته ولعل  الطاقة الكهربائية واحدة من تلك المراهنات, والمهم أن يحظى المتحاورون بالإقامة بفنادق خمسة نجوم وجو صنعاني ممطر ولا حرج لديهم من أن تعيش عدن ليلا مظلما ونهارات قائظة لأن ذلك لا يعنيهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص