آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:20:29:20
آخر الأخبار
أقاليم الفيد
عبدالقوي الأشول

الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

رغم أن المشكلة ليست في التقسيم الإداري الذي عملت سلطات صنعاء على اللعب بورقته لتمزيق أوصال الجنوب، بعد أن أمعنت في نهب ثرواته وطمس تاريخه وكل ما يتصل بمقومات الدولة الجنوبية التي تناهش مثلث نظام صنعاء موجوداتها وأصول مؤسساتها الثابتة وتحول كل شيء إلى أملاك لرموز صنعاء ولم يستطع هؤلاء إقامة أي مشاريع اقتصادية على الأرض الجنوبية يحكم نفسهم الاستحواذي وآلية نظام عتيق فاسد ليس في أجندته إلا تسخير كل شيء لمنافعهم.

ففكرة المنطقة الحرة في عدن فشلت لأنها تعارضت مع سلطاتهم المهيمنة المتعذر معها بعث مشاريع حيوية لا تكون في محصلتها النهائية تذهب إلى أرصدتهم, لذلك غلبوا فكرة الاستحواذ على عقارات أرضها كخيار يلبي شهية الطمع لديهم.

وها هي فكرة الأقاليم تظل يرأسها كخيار جديد لتمزيق الجنوب متجاوزين ثورته السلمية المرتبطة بهذا الإجماع الشعبي واسع النطاق.

ورغم أن فكرة أو مخطط تآمري من هذا النوع لا يطمس معالم وحدود الدولة الجنوبية من ذاكرة الشعب الذي يعبر بجلاء واضح عن خيار الحرية والاستقلال، فإن الأطراف التي ترتبط مصالحها ببقاء الجنوب تحت الهيمنة بعد أن تلاشت المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وتجاوزت القضية المحورية للتغيير ألا وهي الهيكلة وبعد أن عبر طرفا الحكم في صنعاء عن رفضهما القاطع لذلك.. لم يجد هؤلاء إلا الضغط على الطرف الجنوبي لأنه وببساطة أعزل من السلاح.. ويمكن هنا اللعب على أوراق كثيرة بمحاولات بعثرة الإجماع الشعبي والنيل من تعاظم الشعور الوطني المترسخ في الذاكرة الجنوبية بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة.. إذن هم يستخدمون المال والثروات الجنوبية المنهوبة للسيطرة على الشعب الجنوبي الموحد تجاه القضية, ولا يمتلكون سبيلا إلا عبر محاولات شراء الذمم والتشتيت بالشخصيات التي تتعاطى معهم وإن كانت لا تحظى بأي شعبية أو ثقل.

والثابت أن منظومة حكم فاسدة كما هو حال نظام صنعاء لا يمكنها أن تأتي بجديد عصري يستوعب تطلعات الشعب في الشمال أما حال عدميتهم في إحياء أي فكرة مثمرة في الجنوب فمن سابع المستحيلات.. نظام الأقاليم المقترحة لم يكن يستهدف كرسي الحكم الأسري في صنعاء ولا يمكنه فعل ذلك إنما يستهدف الجنوب وتمزيق أوصاله وما إقليم عدن الذي يذهب مخططه ليشمل لحج وأبين إلا نمط من محاولات بائسة لخلق وهم بأن جنة اليمن الأرضية تؤتي أكلها من هذا الجمع الذي لو قدر له النجاح لمثل كارثة حقيقية لهذه المدن الثلاث التي ستشكل دون ريب مساحة أوسع للنهب والفيد الذي يشمل عقار الأرض بدرجة أساسية وغيرها من الأطماع سريعا ما تتخلق في إقليم فيد سهلي بتلك الامتدادات والمقومات .

وهكذا تذهب مخيلتهم صوب إقليم النفط والغاز في حضرموت والمهرة أما بقية الأشلاء فيمكن التعاطي معها بصورة مختلفة فهي في نهاية المطاف أقاليم سكنية تشكل عبئا على أمراء الإقليم الحاكم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص