- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
زادت ظاهرة إطلاق الرصاص الحي في المناسبات، واتسعت بشكل أكبر في محافظة عدن، حيث كانت هذه المدينة من المدن الحضارية والمدنية صفة من صفاتها، إلا أن هذه الصفة تلاشت رويدا رويدا، وخيمت عليها ظاهرة مستجدة أصابت العديد من المدن، والآن تصيب عدن، وهكذا تصبح أصوات الرصاص مبعث فخر يتباهى بها الكثير من المواطنين أثناء المناسبات لا سيما الأعراس، وهذا ما جعل الكثير من سكان محافظة عدن يشكون من تفشي هذه الظاهرة التي أصبحت مشكلة يعانون منها.
تقرير/ عبدالسلام الجلال
يتحول إطلاق الأعيرة النارية بشتى أنواعها في المناسبات، إلى ظاهرة مغلقة لم تكن تعرفها عدن، إلا في السنوات القليلة الماضية، إبان الأحداث الأخيرة، التي شهدتها البلاد كما يقول المواطنون.
" الأمنــاء" وقفت إزاء هذه المشكلة الظاهرة، بإعداد هذا التقرير لتبين فيه مخاطر ونتائج هذه المشكلة من خلال الاستماع والمناقشة مع الأطراف المعنية وكذا المتضررة.
شكاوى ولكن..
جراء ما يمارس من مظاهر سيئة يشكو منها المواطنون في محافظة عدن، أصبح السكان يتخوفون من الخروج والجلوس أمام المقاهي وفي المتنزهات، والسبب ان يتعرضوا للإصابة بطلقة نارية راجعة تكون في الغالب من جهة مجهولة لا احد يعلم مصدرها، الحاج عياش علي" ذو الستينات من العمر يتحدث بحزن حيث يقول: أصبحنا في وقت نخاف من الخروج فيه الى أقرب مكان بغرض النزهة وتفريج الهم خاصة ونحن نعيش في أوضاع لا تبشر بخير، حيث ان الحياة المعيشية التي نعيشها في اسوى حالة من سابقاتها، لذلك ما زاد من المعاناة هو أننا اذا خرجنا نخاف ان يصيبنا أي مكروه بسبب الرصاص الراجعة من الهواء، وهذه الظاهرة لم نكن نعرفها في السابق غير انها ظهرة في السنوات القليلة الماضية" وأضاف علي" هناك الكثير أصيبوا برصاص راجعة لذلك نخاف ان نتعرض لإصابة في أي لحظة، نطلب من الأمن ان يقوم بدورة في منع إطلاق الرصاص الحي بالهواء في الأعراس وان يفرضوا عقوبات لمن يقوم بإطلاق الرصاص كما كان معروف في السابق.
جهات غير معنية
ولمعرفة دور الجهات المعنية تجاه هذه المشكلة، التي أضحت تشكل خطرا على الجميع والتي ظهرت مؤخراً، حيث قال أمين عام المجلس المحلي بمديرية التواهي "سعيد شيباني" أن مشكلة إطلاق الرصاص الحي في الأعراس أصبحت مشكلة يعاني منها المواطنون، نتيجة لما تخلفه من تبعات تودي بحياة أشخاص أو تسبب بإعاقة دائمة، لذلك يجب تظافر جهود الجميع في إيجاد حل لهذه الظاهرة التي عرفتها عدن مؤخرا وبصورة كبيرة.
أوضاع متدهورة
ونتيجة للأوضاع التي تشهدها البلاد منذ 2011 وغياب الأمن هناك من استغل هذه الأوضاع وبدأ بممارسات هذه السلوكيات الخطيرة التي يدفع ثمنها المواطنون أنفسهم، في السابق قبل الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد كان هناك قرارات تمنع إطلاق الرصاص وكان يتم ضبط من يقوم بطلاق الرصاص الحي في الأعراس او أي مناسبات، فكان المواطنون ملتزمين بهذه الضوابط والقرارات، لكن نتيجة للأوضاع السياسية التي ادت انعكاساتها على الجانب الأمني في البلاد بشكل عام، زادة من انتشار هذه الظاهرة.
دور مفقــــود
من جانبه، قال "رئيس مؤسسة فكر للتنمية" علي محروق: أن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس أصبحت عاده في المجتمع وتكون لها انعكاسات خطيرة ومتعددة مما تخلفه من إصابات ووفيات بسببها في الوقت الذي تقض الجهات المختصة الطرف عن تطبيق القانون ومحاسبة من يتسببون في إزعاج الناس وإغلاق السكينة في عدن المدينة الحضارية .
وأضاف" نحن في منظمات المجتمع المدني حذرنا اكثر من مرة من تبعات هده الظاهرة الدخيلة على عدن كما اننا قمنا بعدد من الوقفات المطالبة بضرورة قيام الأجهزة الأمنية بدورها لكن لا حياة لمن تنادي.
ويؤكد المختصون ان صوت الأعيرة النارية وخاصة التي تطلق في الليل له تبعات نفسية سيئة تنعكس سلبا على الأمراض من كبار السن ولاسيما الأطفال الذين يكون في نوم عميق، مؤكدين ان المصابين بأمراض القلب هم أكثر عرضة لتدهور حالتهم الصحية، بالإضافة الى النساء الحوامل هن الأخريات يعانين من انتشار هذه الظاهرة.
وتقول د/ سميرة محمد": إن جميع الأصوات القوية والمفزعة التي يمكن ان يتعرض لها أي إنسان أثناء نومه تعد من المشاكل التي تخلق حالة نفسية لدى من يتعرض الى مثل هكذا مصادر، وتجد ان أكثر من يتأثرون من هذه الظاهرة التي أصبحت مشكلة يعاني منها المواطنون هم فئة الأطفال والنساء الحوامل وكذا كبار السن وممن يعانون من مشاكل صحية مثل أمراض الضغط والسكر إضافة الى العوامل النفسية الأخرى.
سليم.. ضحية رصاصة مجهولة شلت يده
لم يكن يدور بخلد سليم انه في يوم تسعة يناير سيكون موعده مع القدر، عندما خرج كعادته من منزله بعد صلاة العشاء الى المقهى المكان الذي اعتاد فيه اللقاء بزملائه كل ليلة ليشرب معهم الشاهي.
ففي مساء ليلة التاسع من يناير المنصرم وأثناء خروجه من المنزل الى المقهى أو ما يسمى بالبوفيه وبينما هو جالس على الطاولة ليتناول كوب من الشاهي ودون سابق إنذار فوجئ بطلقة نارية تخترق يده اليسرى وتسكن فيه راجع من الهواء، لا يعلم أحد مصدرها غير أنها طائشة كما يسميها الكثيرون.
يقول سليم: خرجت من المنزل كعادتي في الساعة الثامنة مساء الى البوفيه المجاور لمنزلي وأثناء جلوسي على الطاولة الواقعة أمام البوفيه، تفاجأت بطلقة نارية من جهة مجهولة لا أحد يعرف مصدرها اخترقت يدي اليسرى، حيث تم اسعافي الى مستشفى الجمهورية لتلقي العلاج .
يواصل" سليم حديثة" رفض قسم الطوارئ بالجمهورية استقبالي، بمبرر عدم وجود جهاز تصفية، وتم تحويلي مباشرة الى مستشفى أطباء بلا حدود حيث تم استقبالي وعمل جميع الإجراءات الطبية من كشف ومعاينة حيث تبين من خلال الكشافة بأن العظام تعرض لكسور، ولازلتُ أتلقى العلاج.
وأضاف" الآن أصبح هناك مخاوف من تكرار هذه المشكلة التي يمكن ان يتعرض اليها أي شخص وهو في مأمن من هذا لم يكن في باله مثل هكذا كارثة يمكن ان يتعرض لها دون سابق إنذار، لذلك هذه ظاهرة انتشرت في السنوات القليلة الماضية، فلم تكن تعرفها محافظة عدن من سابق، كما نناشد الجهات المعنية بالحد من انتشار هذه الظاهرة التي يدفع ثمنها كثيرين من أبناء هذه المحافظة الذين يكونون في مأمن إلا أنهم يجدون أنفسهم في كارثة قد لا تحمد عقباها.
ملعون إلى يوم الدين
ويبقى لنا الإشارة إلى رأي مواطن يكتوي كل ليلة برصاصات الموت وهو رجل مسن اعتاد النوم في الهواء الطلق على سرير خشبي على حبال تعرف بعدن السرير "القعادة" قال : "ملعون من يمرره وملعون من يبيعه وملعون من يخزنه من غير الجهات المختصة وملعون من يسلح الأطفال بأدوات الموت" .. مختتماً حديثه : كم من ليلة أصحو والخراطيش وبقايا تلك المفرقعات فوق فراشي ".
صحيفة الامناء