- مسؤول أمريكي يكشف عن "نهج جديد" من إدارة ترامب للتعامل مع الملف اليمني
- "الأمناء" تنشر الجزء الثاني من شهادة الرئيس علي سالم البيض حول أحداث الجنوب :
- تقرير خاص لـ"الأمناء" يكشف تفاصيل الصراع السياسي بين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة : التداعيات والمآلات ..
- "الأمناء" في حوار مع السياسي الجنوبي والقيادي البارز في المجلس الانتقالي السفير قاسم عسكر : اتفاق الرياض انتهى.. والانتقالي أمام معركة مصيرية لكسر القيد
- حلف قبائل حضرموت يوجه بتوقيف خروج النفط الخام
- تقرير أممي صادم: نصف الولادات في اليمن تجري بطريقة غير آمنة
- رغم اختطاف موظفيها.. الأمم المتحدة تستأنف عملها بمناطق الحوثيين
- تنفيذي سقطرى يقر منع الأعمال المخالفة على السواحل والمواقع البيئية الأثرية
- نيابة سيئون تنفذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص بحق المدان حسن محمد عبدالله بن سلم
- البحسني يدشن الفصل الدراسي الثاني بكلية الشرطة بحضرموت
الاحد 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00
نجح المصريون خلال الأيام الماضية في إعطاء تعريف دقيق للديمقراطية الصحيحة لأول مرة واستطاعوا أن يجعلوا من مصر "البلد المحوري" الذي تولي إليه وجوه كل العالم، في لحظة تاريخية فارقة صفق لها الدهر، مما يعزز في نفوس الآمة الثقة بحق ريادة هذا القطر العزيز في صناعة التحولات الكبيرة والوقوف على عتبة باب التاريخ الذي لا يؤذن له بالفتح والإغلاق بدون إشارة من أهل مصر الأحرار.
ولما كانت ثورة 25يناير قد سجلت في سفر الأيام أنه لا مجال لإطالة عمر الطواغيت بعد الآن، شهد العالم بكل حواسه مصير الرؤساء الذين أرهقوا شعوبهم ودمروا أوطانهم بدءا برئيس هرب فوق الأرض منكسر الرأس وفار يحاول النجاة بالاختباء في أنابيب الصرف الصحي "تحت الأرض" فيقتص منه هناك..وآخر يحترق بصاروخ يشوي وجهه ويأتي على جلده من فروة رأسه إلى أخمص قدميه، وزعيم يواري خلف القضبان يتحرك إلى حبسه المؤبد بظهره بعد أن أبت رجلاه أن تحملاه، وآخر سفاح أرهقه شعبه صمودا فهو يموت في اليوم مائة مرة قبل أن يلقى مصيره المحتوم فوق الأرض أو تحتها حسب اختياره.
لكن من أين كان المبتدأ ومن أي جهة بدأت العاصفة التي جعلت من هؤلاء الطواغيت أشبه بورق التوت تسقط بمجرد هبة ريح واحدة؟
إن هذا المصير الذي جاء على رؤوس هؤلاء الرؤساء كان مبعثه الأمل في التحرر والانعتاق من عائلات الحكم الاستبدادية الذي بدأ يرسل شعاعه أبناء الجنوب من مدينة عدن ملهمة شعوب الربيع العربي الفواح، لقد كانت البداية من حراك الجنوب، هذا القطب البارز في سفر تاريخ الثورات العربية ضد الاستبداد والفساد، ولكي يحافظ أبناء الجنوب على هذا الإرث النضالي الكبير فإن عليهم اليوم واجب توحيد صفهم أكثر من أي وقت مضى، وأن يتخذوا قرارهم الشجاع في الانخراط مع كل الكيانات التي تشكل منظومة الحوار الوطني للخروج بحلول مشتركة ترضي جميع الأطراف لرسم ملامح المستقبل لهذا الوطن الذي تمثل القضية الجنوبية عموده الفقري بل عقله وقلبه أيضا.
لا نقول ذلك من باب المبالغة وإنما لأن مدينة عدن هي التي رسمت ملامح الوطن الجديد في 22مايو1990م وهو التاريخ الذي يقبل به أبناء الجنوب لقيام اليمن الموحد، وما عداه من أرقام تاريخ فهي في حكم "الاستعمار" بحسب تصنيف الجنرال علي محسن الأحمر لنظام حكم علي صالح على أبناء الشمال والجنوب، وكان الجنرال عمودا رئيسا في ذلك النظام قبل أن ينشق عنه لصالح شباب الثورة. وعليه فإن مسيرة النضال لم تتوقف بعد، وقد آتت أكلها اليوم بعد أن نضجت ثمرات هذا الربيع وخاضت مصر بشعبها الكبير المغوار نضالات انحنى لها جبين التاريخ شكلت إضافة نوعية لهذا الربيع الخالد، وكان الإخوان المسلمون يمثلون روح هذا النضال وعقله المفكر لاسيما وأن تجربتهم في النضال عريقة بدأت منذ تأسيس الإمام الشهيد حسين البناء لهذه الحركة في 1928م وتوجت هذه النضالات بحسب صحيفة لوس انجلوس الأمريكية بوصول أحد قادة الجماعة الكبار وهو الدكتور محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة في درس كبير يقدمه الإخوان المسلمون لكل حركات التحرر في العالم عنوانه "اشتدي أزمة تنفرجي".