آخر تحديث :الثلاثاء 25 مارس 2025 - الساعة:23:19:25
تقرير خاص : تحرير عدن من الميليشيات الحوثية.. ملحمة بطولية ونضال مستمر لاستعادة الدولة الجنوبية
(الأمناء نت / تقرير: فاطمة اليزيدي :)


كيف تصدى أبناء الجنوب بأسلحتهم البسيطة لآلة الحرب الحوثية؟
"لن ننسى ولن نسامح".. الجنوبيون يؤكدون استمرار النضال
الدماء الإماراتية تمتزج بدماء الجنوبيين في معركة التحرير .. شراكة في التحرير والتضحية
تضحيات الأبطال.. قصص بطولية من ساحات المعركة في عدن
27 رمضان 2015.. يومٌ لا يُنسى في تاريخ الجنوب

 


يمثل يوم 27 رمضان 2015 محطة مفصلية في تاريخ الجنوب، حيث سطر أبناؤه ملحمة بطولية دفاعًا عن دولتهم، وقدموا التضحيات الجسام في معركة تحررية ضد الميليشيات الحوثية التي حاولت فرض سيطرتها بالقوة. ارتوت أرض الجنوب بدماء الأبطال الذين رفضوا الاستسلام، مؤكدين أن الجنوب عصيّ على الغزو والاحتلال.
شنت الميليشيات الحوثية هجومًا شرسًا على مدن الجنوب، مستخدمةً أسلحة محرمة دوليًا، وقصفت الأحياء السكنية عشوائيًا بالصواريخ والمدفعية الثقيلة. كما استهدفت العاصمة عدن بالطيران الحربي في الأيام الأولى للاجتياح، في محاولة لإحكام السيطرة عليها. لكن المفاجأة الكبرى كانت في مواجهة أبناء الجنوب الذين تصدوا ببسالة رغم قلة العتاد، ليحولوا عدن إلى قلعة مقاومة عصية على السقوط.

عملية "السهم الذهبي".. الانتصار الحاسم

لم يتأخر الرد الجنوبي، حيث أُطلقت عملية "السهم الذهبي"، والتي شكلت نقطة تحول حاسمة في المعركة، مسجلة نصرًا عسكريًا كبيرًا أعاد عدن إلى أهلها. بدأت العمليات باستعادة مطار عدن، ثم تواصلت المعارك حتى تم تحرير كافة مديريات العاصمة، لترتفع راية النصر عالية، مؤذنةً بانتهاء الاحتلال الحوثي لعاصمة الجنوب.

صمود أسطوري في وجه العدوان

واجه الجنوبيون كل أشكال القمع والتنكيل، بدءًا من ممارسات النظام اليمني في 2014، مرورًا باجتياح الحوثيين للجنوب في 2015. وعلى الرغم من ذلك، وقف أبناء الجنوب بكل شموخ، مؤكدين أن الحرية والاستقلال هي خيارات لا تقبل التراجع.
لم تكن معركة عدن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت عنوانًا للصمود والتحدي. رجال الجنوب قاتلوا بقلوبهم قبل أسلحتهم، فدافعوا عن الأرض والعرض، وقدموا التضحيات بروح ملؤها الإيمان بالحق والكرامة.

الجيش الإماراتي.. شراكة في التضحية والانتصار

لن ينسى الجنوب الدور الكبير الذي لعبته القوات الإماراتية في معركة تحرير عدن، حيث وقفت كتفًا إلى كتف مع المقاومة الجنوبية، وساهمت بشكل مباشر في تحقيق النصر.
كانت مدرعات الجيش الإماراتي تجوب شوارع خور مكسر والمطار، بينما يقاتل جنوده جنبًا إلى جنب مع أبطال المقاومة. قدمت الإمارات شهداء وجرحى في سبيل تحرير الجنوب، وامتزجت دماؤهم بدماء أبناء عدن، ليصبحوا جزءًا من تاريخ هذه الأرض. واليوم، تخليدًا لهذه التضحيات، تحمل العديد من شوارع ومدن الجنوب أسماء شهداء الإمارات والجنوب الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية.

الجنوب.. فخر بالنصر وعزيمة لا تلين

مع حلول الذكرى العاشرة لتحرير عدن، يستعيد الجنوبيون ذكريات تلك الأيام الخالدة التي انتصروا فيها على قوى الغزو. لم يكن النصر مجرد صد عدوان، بل كان خطوة أولى في مسيرة طويلة لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
حقق الجنوبيون هذا الإنجاز بإمكانات بسيطة، وأسلحة فردية، قبل أن يأتي دعم التحالف العربي ليعزز من صمودهم. دفع الجنوب قوافل من الشهداء والجرحى، لكنه استطاع أن يحول هذا التحدي إلى فرصة لإعادة بناء مستقبله، بإرادة لا تعرف الانكسار.

نضال مستمر من أجل الاستقلال

في الذكرى العاشرة للتحرير، يردد الجنوبيون: "لن ننسى ولن نسامح.. وعهد الرجال للرجال"، تأكيدًا على تمسكهم بحقهم في الاستقلال الكامل، وإيمانهم بأن نضالهم لن يتوقف حتى استعادة دولتهم.
بهذه المناسبة، أكد حسين عبد الله حسين الواحدي، عضو مجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي الجنوبي، أن معركة تحرير عدن "غيرت مجرى التاريخ، وكانت لحظة فاصلة في مسيرة الجنوب نحو استعادة دولته". وأشاد الواحدي بتضحيات أبطال الجنوب، الذين خاضوا معاركهم إلى جانب القوات الإماراتية، مؤكدًا أن هذه اللحظات ستظل محفورة في وجدان الأجيال القادمة.

لحظات تاريخية لا تُنسى

وأضاف الواحدي: "نقف اليوم وقفة إجلال لشهدائنا الأبرار، الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن والدين والأرض. ونتذكر تلك اللحظات التي انتفض فيها شعب الجنوب بأكمله لدعم معركة التحرير، سواء بالمقاتلين أو الإمدادات العسكرية والغذائية، أو حتى بالدعم الطبي الذي ساند الجرحى والمصابين".
واختتم حديثه قائلاً: "إنها معركة أسطورية تستحق أن تُدرّس في الكليات والمعاهد العسكرية، لأنها مثال على الصمود والتضحية. الرحمة لشهدائنا الأبرار، والمجد لكل من ساهم في تحقيق هذا النصر العظيم.. ومن نصر إلى نصر بإذن الله".

عدن عنوان الحرية والصمود

تحرير عدن لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان شهادة على إرادة الجنوب التي لا تُقهر. لقد دفع الجنوبيون أرواحهم وحياتهم ثمنًا للحرية، فكانت هذه المعركة درسًا في الصمود والتضحية.
رغم الإمكانيات المحدودة، يعمل المجلس الانتقالي الجنوبي على رعاية أسر الشهداء والجرحى، وتقديم العناية الطبية لهم داخل وخارج البلاد، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي النهاية، يظل تحرير عدن علامة فارقة في مسيرة الجنوب، وتأكيدًا على أن النضال من أجل الاستقلال مستمر، وأن تضحيات الأبطال لن تذهب هباءً، بل ستكون وقودًا لمسيرة بناء الدولة الجنوبية المستقلة.




شارك برأيك