آخر تحديث :الاحد 02 يونيو 2024 - الساعة:16:34:15
أيام الزعيم
محمود ياسين

الاحد 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00

لدى علي عبدالله صالح من النقود ما يتجاوز موازنة الدولة اليمنية، ولا يبدو أنه ينوي المغادرة, والأهم لا يبدو أن الرجل من النوع الذي ينسى ثأره, وهو بالتأكيد يعتبره ثأراً شخصياً.

بمرور الوقت تكتسب أنشطة الرئيس السابق صفة القبول بالعام والاعتياد، والمهرجان الذي كان عند الكثيرين نوعاً من التهريج، سيصبح في المحاولة الثانية مهرجاناً واقعياً بدرجة ما، وفكرة الاعتياد هذه هي للكاتب نبيل سبيع، الذي يعتقد أن الوقت وتكرار الأنشطة للرئيس السابق، ستكسبها قوة واقعية لها علاقة بالاعتياد وتغيير عناصر معادلة السياسة في ذهن الشعب.

هذا ليس تحذيراً أو دعوة لوضع حد، بقدر ما هو استقراء لزمن قادم بدأه الرئيس السابق بالتقاط أنفاسه، وتنامى الأمل الداخلي لديه ليس باستعادة السلطة بأي شكل، ولكن باستعادة كرامته السياسية ومكاسب مفتوحة على كل الاحتمالات.

يتحول الرؤساء السابقون إلى وجود وجل يتجول في ضيق المساحة الممنوحة في عاصمة كانت صديقة.. يلعب الجولف أو يلاعب الكنغر لعبة النطة, وغالباً ما يستعيد كل عاداته السيئة التي كان قد تخلى عنها, يدخن بشراهة، ويتجاهل نصائح الأطباء بشأن الوقاية من أمراض الشيخوخة.

لدينا رئيس سابق بعناد مشارع لديه استعداد للموت بباب المحكمة، وليس على فراشه الدافئ، كما كنت أظن علي عبدالله صالح سيفعل، واقترحت له نقل المال لبنوك دبي، فهناك لا تصادر أي أموال من أي نوع, قلت إنه سيجد هناك الوقت الكافي ليلعب "البولينج" (لعبته المفضلة)، ويدخن سيجاراً كوبياً، ويتابع بابتسامة متشفية أخبار مظاهراتنا ضد علي محسن والمشترك وهادي.

لست من ذلك النوع الذي يحرض ضد رئيس سابق أعزل, ذلك أنه ليس أعزل البتة. وهو من النوع الذي يحب أن تحذر من خطره، ويكره أية نبرة استرحام لأجله.

والمهم أن تبيان قدراته هنا لن تفضي إلى شيء من ذلك النوع الذي يمكن تسميته "نتائج التحريض".

هو بالإضافة لموارده المالية الهائلة، سيتلقى حوافز أخطاء خصومه الحاكمين الآن، وبدون عناء، وأظنه يفكر في هذا، ويراهن عليه، مدركاً أن الجماعة سيقدمون له بأخطائهم النواة الصلبة التي تتجمع حولها عناصر حالة مضادة مكتملة.

لا يتنبه الكثيرون لكون الثورة أصلاً مزاجاً في مدى زمني, وما كان في تلك اللحظات الثورية الجارفة خيانة، سيتحول بمرور الوقت إلى سياسة. ذلك أنه عندما يتكاثر الأشرار يفقدون الحق في إطلاق وحصر صفة الشرير في شخص أو جماعة.

هو الآن في مرحلة تالية لمرحلة حماية نفسه، إذ بدأ يستعذب أملاً مبهماً بالوجود على حساب الفشل الذريع للجماعة. لا أستبعد فكرة المطبخ الإعلامي، على ما في استخدام فكرة المطبخ من الفاسدين التاريخيين ضد أي صوت صحفي وطني يكشف أخطاءهم.

وهكذا تستعيد آلة المعسكرين حركتها، وبدأت تدور ببطء وحذر، وقد نحصل على حرب باردة بين طرفين يرددان نغمتين مختلفتين لزامل واحد, أو على الأقل لفكرة بدائية واحدة.

كانت التوافقية هذه حيلة الجماعة بادئ الأمر، وأصبحت ملاذه الآن. وعندما أصادف مظاهرة بائسة ترفع شعار "ارحل يا عفاش"، أستدعي بأسى لكنة الفجاجة السياسية من أولها، وبؤس الفكرة الثورية في أيامها الأخيرة، وهي تستخدم على هذا النحو اليائس ضمن مزاج من الفشل العام، وبين كل الأطراف.

في تصورك للأيام القادمة، يمكنك التفكير في سيناريو التعسفيات المتبادلة والتصالح في نهاية المطاف.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل