- بمشاركة أمريكية .. إسرائيل تكشف عن تحرك جديد ضد الحوثيين في اليمن
- السفير قاسم عسكر : انسحاب الرئيس الزبيدي من اجتماع الرياض يعلق شراكتنا مع الحكومة اليمنية
- تصعيد عمالي جنوبي جديد في مواجهة حرب الخدمات وتصدير الأزمات
- رسائل حازمة من السلطة المحلية بعدن.. النزولات الميدانية تكشف القصور وتفرض هيبة الدولة
- تعز: تعاطي مدمني القات المصحوب برفع الأغاني الهابطة أمام منازل المواطنين يضاعف من معاناتهم وسط صمت سلطة الإخوان
- وزير النقل يطلع على إجراءات سير تنفيذ مشروع مركز الصيانة والهندسة الإقليمي بمطار عدن الدولي
- العميد الحاج يدشن المرحلة الأولى من العام التدريبي الجديد ٢٠٢٥م بلواء بارشيد غرب المكلا
- حزام لحج يدشن العام التدريبي والعملياتي 2025
- الكثيري يستقبل أفراد بعثة منتخب رفع الأثقال ويشيد بإنجازهم العربي
- الخُبجي يشيد بدور المتقاعدين العسكريين ويؤكد أهمية التواصل السياسي وتعزيز الوحدة الجنوبية
الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00
لا يمكن للمرء أن يتعلم السباحة على اليابسة
ولا يمكن للشعب أن يتعلم السياسة دون ممارسة!
السياسة فن يٌكتسب بالخبرة والتجربة في عالم الممارسة ، وهي تشبه فن السباحة في المياة الصالحة ، فكما إن أهل المدينة يتعلمون فن السباحة في شواطئ البحار القريبة أو في المسابح العامة التي يتم إنشاءها لهذا الغرض ، فكذلك يفترض أن يتعلم الناس فن السياسة وقواعد لعبتها الخاصة في المدينة بالميدان العام المباح لجميع الراشدين ذكورا واناثا بدرجة متساوية من الأهلية والفرص.
في البلاد العربية وفي ظل النخب السياسية الاستبدادية لم تمنح النخب الحاكمة هذا الحق الطبيعي لرعايها بوصفهم مواطنيين احرارا كما هو حال الدول الديمقراطية الحديثة في الغرب والشرق بل أخضعتها بقوة النار والحديد لتحقيق مشيئتها، والنتيجة هي هذا التخبط والخراب التي بلغته المجتمعات العربية اليوم, إذ باتت اليوم تهيم على وجوهها في دوامة مهلكة من الانفجارات الغاضبة العنيفة والهستيريا الجمعية المسدودة الآفاق! وهكذا يكون الحال حينما يتم تجفيف المسبح المدني السياسي من الشروط الصالحة للممارسة السياسة بحرية وعدالة وسلاسة ليستحيل إلى قاع صفف أو مرتع للمياة الضحلة وبؤرة للأسرار والأساطير والمخاوف والمخاطر والأوهام كما هو حال السياسة في بلدان الطغيان العربية المعاصرة التي تكتب على المواطن أن يسير جنب الحائط وتنذره بإن الجدران لها عيون وأدان ! ويمنع الاقتراب والكلام بحيث أن كل من يحاول السباحة في المسبح السياسي الحرام يرتطم رأسه في الصخرة التي تخفيها المياه الآسنة؛ مرتع الطفيليات والأفاعي والكائنات السامة !
فهل أدركنا من أي الأوكار تتطلع رؤوس الأفاعي وكل هذه الشرور التي تعصف بحياتنا في هذا الأصقاع المسممة بالعنف والخوف والفساد والجريمة ؟!
وهكذا يكون أثر الخراب السياسي في حياة المجتمعات أشد وأخطر من أثر الكوارث الطبيعية: المناخ والحر والبر والجفاف والعواصف والزلازل والبراكين وكل ما يمكن تخيله من الكوارث الطبيعية. فإذا قارننا ما حل بالبلدان العربية الإسلامية في العقود القليلة الماضية ولازال يفتك بها من فواجع سياسية عاصفة مع ما يمكن تخيله من كوارث طبيعية ممكنة لتبين لنا كم هي السياسة كارثية إذ لم يتم تقعيدها بقواعد قانونية مؤسسية عادلة وراسخة ومستقرة وأمنة في مجالها الخاص .
ولا تدوم الدول الإ بعدل صحيح وأمن راسخ وأمل فسيح ! الماوردي