آخر تحديث :الاربعاء 08 يناير 2025 - الساعة:21:08:34
عدن الشرعية وصنعاء المتمردة ..
د. قاسم المحبشي

الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00

بمنطق قواعد اللعبة السياسية يمكن أن تكون استراتيجية عبدربه منصور هادي في تقديم الاستقالة والفرار من صنعاء الى عدن وإعلان التمسك بالشرعية الدستورية أو التوافقية و والعدول عن الاستقالة التي قدمها تحت الضغط والتهديد  ، ربما تكون استراتيجية ذكية جداً في المعايير السياسية وقواعد لعبتها بالقياس الى  ما فعله علي البيض ٩٤ فهذا الأخير اعتكف في عدن وأعلن فك الارتباط منها واعتبر حينها انفصاليا ومتمردا ومرتدا على الشرعية الدستورية ، وهذا ما منح صنعاء ذريعة ومبرر شن الحرب التكفيرية الهمجية بمباركة دولية وإقليمية وشعبية شمالية بينما عبدربه منصور هادي وهو الخبير والمجرب لا ألاعيب أفاعي السياسة في صنعاء على العكس من البيض اعتكف في صنعاء محتجا على ما سماها بالانقلاب الحوثي ضد الشرعية والعملية السياسية ، وتحين الفرصة المناسبة وربما بمساعدة خبراء دوليين في السياسة ، تم تدبير أمر هروبه  الى عدن  قبل ان يقر مجلس النواب قبول استقالته من الرئاسة ، لأن ذلك لو كان تم لفقد هادي كل وزن وقيمة ولترك وحال سبيله من ذات اللحظة بلا ضجة ولا ضجيج ، لكنه هرب بشرعيته الرئاسية الى عدن عاصمة دولة الجنوب المغدور  وأعلن من قصر الرئاسة في التواهي بيانه أمس الذي تناقلته كل وكالات وقنوات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في معظم العالم ، الذي أدان فيه الانقلاب العسكري لمليشيات الحوثي على الشرعية الدستورية والسيطرة على مؤسساتها وأعلن تمسكه بالشرعية التوافقية وبالعملية السياسية والمبادرة الخليجية وبقرارات الشرعية الدولية مجددا التزامه بنتائج مؤتمر الحوار وهذا ما جعله يسدد ضربة قاسمة لصنعاء التي  تحتضن المنقلبين المتمردين  وبذلك تبادلت عدن وصنعاء المواقع والأدوار ، فعدن هادي صارت هي الشرعية وصنعاء هي المتمردة والانفصالية ، بدلا من أن كانت عدن  في ٩٤ هي  الانفصالية والمتمردة والخارجة على الشرعية الدستورية  التي شنت الحرب تحت رايتها ! ها هي النتيجة النهائية للحكاية صنعاء تمردت على الشرعية الدستورية التوافقية والدولية والإقليمية اليوم العالم كله مع شرعية الرئيس منصور هادي ضد تمرد الحوثي ومن معه من جماعة عفاش ، وهذا ما يفسر موقفي الحوثي والمؤتمر الذين  جن جنونهما من خروجه هادي  من صنعاء ووصوله سالما الى عدن !!

هذه الفكرة هي ما توصلت اليها الآن الساعة الرابعة صباحا بعد يومين من الحيرة والقلق وتقليب الأمر والوساوس والتكهنات والظنون، وقد كتبت عدة منشورات في صفحتي هي على عكس هذه الفكرة تماماً ولكن لأني لا أكتب إلا ما أعتقد أنه صوابا ، ربما كانت رؤية للأمر فيما سبق ، وما توصلت إليه الآن هو نتيجة تفكير واقتناع ذاتي خالص ، وهكذا صرت أعتقد الآن وهنا أن عودة هادي الى عدن باسم ((الشرعية وتحت رايتها ))  كانت استراتيجية موفقة الى حدا كبير بالقياس الى ما لديه من ممكنات وأوراق لعبة سياسية يستطيع المناورة بها وبقوة ، وأتصور أنه بذلك وضع صنعاء في زاوية ضيقة جدا ، فهي متمردة وعدن شرعية ومن ثم فقد قيد أي حركة لها باتجاه غزو الجنوب أو اجتياحه تحت أي ذريعة وليس لدى صنعاء خيارات كثير في الواقع وربما كان  هذا الموقف في المحصلة الأخيرة يصب في صالح القضية الجنوبية  وتعزيز مكانتها وفرص انتصارها في المستقبل اذا لم تحدث لخبطة من أي نوع . والله ..


 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص