- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
لم يحدث في تاريخ عدن، المدينة الحضارية، أن ارتكبت أعمال قتل على نحو ما يجرى في سنوات العقدين الماضيين، فبدون أسباب منطقية او قاهرة تزهق الأرواح، وكأن شيئا لم يحدث.. أياد مطلقة لا تجد حرجا في الإقدام على مثل هذه الجرائم، لأنهم يدركون سلفا ان لا سبيل لمحاسبتهم عن تلك الأفعال إذا لم تكن حادثة مقتل الشاب أدهم حسين، التي حدثت مؤخرا في عدن، أعني في قلب الحي السكني، منفصلة عن حوادث استهتار مماثلة ادت الى مقتل الكثير من الشباب بكل برود أعصاب، ومع ذلك مرت تلك البشاعات دون ان تجرى حولها المحاسبة! فأعمال التحقيق وإن حدثت غير جدية بالمطلق، كما ان الأمر لا يستدعي الاكتراث من قبل السلطات التي غالبا ما تتعاطى مع مثل هذه الحوادث الفجة بمناطقية فجة، خصوصا حين يكون الضحية منتمياً للجنوب!!
مثل هذه الأرواح ليست محط اهتمام السلطات التي غالبا ما تجير الأمور لصالح المعتدي، خصوصا والمعتدين الآثمين من أجهزتها الأمنية والعسكرية.
السؤال المنطقي: ما الذي دفع رجال الشرطة لقتل الشاب (أدهم) ودهس جسده على نحو ما حدث، بينما كان أعزل من السلاح؟! في تقديري؛ أن الجريمة هي امتداد واضح لحالة السادية التي يتميز بها هؤلاء العسكر.. المستخفين بأرواح الآخرين، فهم - كعادتهم - يظهرون قدرا من العنجهية، والاستعراض باستخدام الرصاص الحي دون أن تكون للأمر ضرورة!! وما حدث للشاب (أدهم) هو في نطاق هذا الوضع المنفلت، الذي عليك تجنبه قدر الامكان حتى مع ما تمارس ضدك من تصرفات مستفزة من قبل العسكر، سواء في النقاط الكثيرة على الطرقات او في ارجاء المدينة.
فالمواطن في نهاية المطاف يمكنه ان يواجه مثل هذا العنف لأتفه سبب، كما لا يتورع مثل هؤلاء العسكر عن استخدام السلاح وممارسة نزهة القتل؛ لأنهم فوق القانون.
ما حدث مع آخر ضحايا هؤلاء - أعني الشاب (أدهم)- هو قتل مع سبق الإصرار والترصد!.. فحين وجهوا طلقاتهم بصورة بشعة الى رأس الضحية كان المجني عليه لا يحمل السلاح حتى يبرروا جريمتهم، كما أن دهس جسده بواسطة الطقم نمط آخر من العدوان، وبما أن الضحية ينتمي لإحدى الأسر البسيطة في المدينة؛ فإن حادثة مقتله ربما تمر مثل سابقاتها من جرائم ارتكبت!!
فالعكسر الذين يتمنطقون السلاح محشواً بالذخيرة الحية لم يكونوا في احدى مقاطعات كولومبيا، والمهمة التي ربما كلفوا بها لا تستدعي منهم ارتكاب جرماً بهذا المستوى من البشاعة المطلقة.. ما يعني أن حالة استباحة دماء السكان في مدينة آمنة مثل عدن بدا نسقا مألوفا على امتداد السنوات الماضية، بحكم حالة الانفلات الأمني ووجود السلاح ولعلعة الاعيرة النارية، التي بدت كما لو انها من تقاليد الحياة اليومية لدينا.
والثابت أن لدينا نمطا غريبا من العسكر المستهترين، الذين يمثلون في نهاية المطاف الوجه الجديد للسلطة المتعاطية مع حوادث القتل بطرق لا تنم عن الحزم والمسؤولية، واقع لم نكن لنصل إليه لو أن هنالك سلطات تمارس مسؤوليتها بعناية تجاه الآخرين.. ولكن ما يحدث هو العكس، فغالبا ما يكون الجناة من منتسبي الأجهزة الأمنية والعسكرية.. الحال الذي تستبعد معه المحاسبة الجادة والدقيقة، فالدماء الجنوبية تنزف كل يوم بينما القتلة يتمتعون بكامل الحماية.. ذلك ما هو معهود عبر سنوات من الفوضى العارمة!!