آخر تحديث :الاربعاء 08 مايو 2024 - الساعة:11:43:49
رمضان على الأبواب.. أين المرتبات؟
"الأمناء" تدق ناقوس الخطر مجددًا وتحذر من كارثية تبعات استمرار انقطاع المرتبات..
("الأمناء" تقرير/ عــــلاء عـــادل حـــنش:)

انقطاع المرتبات.. أزمة أم سياسة؟

ماذا على الانتقالي فعله؟ هل يعلنها ويتحمل الجميع العواقب؟

ما وراء افتعال أزمات اقتصادية ومعيشية في الجنوب؟

(7) أشهر متوالية دون مرتبات.. هل يستمر صمود القوات المسلحة الجنوبية؟

مواطنون: للصبر حدود وكفى!

 

"متى سيُصرف الراتب؟"، ربما هذا السؤال الأكثر تداولًا في مجالس وشوارع العاصمة الجنوبية عدن خاصة، وكل محافظات الجنوب عامة، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك، من قبل عسكريين ومواطنين وموظفين، في حين أن الإجابات تكاد تكون معدومة.

فالراتب يُعد المصدر الوحيد للعسكري والمواطن البسيط، والذي يعتمد فيه كليًا لتوفير المأكل والمشرب والاحتياجات الضرورية للأفراد والأسر، وانقطاعه يعني انقطاع مصدر الدخل الوحيد، والذي يُصبح، مع انقطاعه، بلا دخل أو مصدر شهري، الأمر الذي يجعله في مأزق لا يُحسد عليه.

ويعيش أبطال القوات المسلحة الجنوبية للشهر السابع تواليًا دون مرتبات، بالإضافة إلى أن الموظفين في محافظات الجنوب بلا مرتبات لأشهر عديدة.

ورغم انقطاع المرتبات عن أبطال القوات المسلحة الجنوبية للشهر السابع إلا أنهم صامدون في مواقع القتال، والنقاط العسكرية، ويؤدون واجبهم بكل إخلاص، ضاربين أروع صور التفاني والإخلاص والصبر، لكن ما هو مؤكد أن للصبر حدود، وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع.

 

أزمة أم سياسة؟

مراقبون تساءلوا: هل انقطاع المرتبات أزمة عادية تحدث كما تحدث بأي دولة، أم أن الأمر لا يتعلق بأي أزمة، بل سياسة خبيثة هدفها الضغط، والحصول على مكاسب سياسية على حساب الجنوب وقضيته؟

وقالوا إن "استمرار انقطاع المرتبات عن القوات المسلحة الجنوبية، والموظفين في الجنوب، وافتعال أزمات اقتصادية ومعيشية، أمر لم يعد يُطاق أبدًا"، مؤكدين أن استخدام ورقة المرتبات أصبح أمرًا مفضوحًا، وله أغراض سياسية، وهدفه إخضاع الجنوب لتسويات سياسية بعيدًا عن قضية شعبه العادلة.

 

للصبر حدود

وسبَّب انقطاع المرتبات حالة من الهيجان الشعبي، فإلى جانب انقطاع المرتبات، ارتفعت أسعار المواد الغذائية وغيرها بفعل تدهور العملة المحلية، ما جعل المواطنين يعيشون في حالة يرثى لها، لا سيما مع قرب شهر رمضان.

واعتبر مواطنون أن "أمد أزمة انقطاع المرتبات على المواطنين والعسكريين طال، وأصبح لزامًا على الجميع استشعار المسؤولية الكاملة بما فيهم دول التحالف العربي، وحلها بأسرع وقت.. كما أن على المجلس الانتقالي الجنوبي إدراك أن جميع المواطنين، وكافة فئات شعب الجنوب يأملون منه كل خير، وينتظرون الفرج على يده، بعد الله، فشعب الجنوب لم يكن في يوم ينتظر الفرج من شرعية مُختطفة من قبل جماعة الإخوان التي لا تُضمر أي خير للجنوب وشعبه، أو من أي دولة أخرى".

وأضافوا: "نُدرك حساسية المرحلة التي يُمر بها الجنوب محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومدى تكالب الأعداء ضد الجنوب وشعبه وقواته المسلحة الجنوبية الباسلة، لكن يجب أن نعلم أن حل أزمة انقطاع المرتبات تُعتبر أولوية مُلحة وقصوى، فحرب المرتبات هدفها ضرب المجلس الانتقالي الجنوبي ولا غيره، وذلك يعود إلى أن الشرعية اليمنية، وكل أعداء الجنوب، أدركوا أن هزيمة الجنوب ومجلسه الانتقالي سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا بات صعبًا للغاية، لذا لجؤوا إلى استخدام سلاح الخدمات والمرتبات، فقطعوا كل شيء عن المواطن الجنوبي، بهدف تأليب الشارع ضد الانتقالي، وهم يعلمون أن الشارع الجنوبي لن يتخلى عن الانتقالي الجنوبي بأي حال من الأحوال، وهذا ما جعلهم يُصابون بمقتل".

واكتفى المواطنون بالتحذير بثلاث كلمات بقولهم: "للصبر حدود وكفى!".

ويكشف موقف المواطنين في محافظات الجنوب من تبعات كارثية في حال استمرار انقطاع المرتبات عن القوات المسلحة الجنوبية والموظفين.

وأغلب المواطنين في الجنوب يعملون في السك العسكري، والبعض موظفون مدنيون.

 

رمضان على الأبواب والمرتبات في مهب الرياح

وتساءل المواطنون: "هل يُعقل أن شهر رمضان على الأبواب في حين أن المرتبات في مهب الرياح؟".

 

استمرار صمود القوات المسلحة الجنوبية

بدورهم، أكد محللون عسكريون أن القوات المسلحة الجنوبية صامدة رغم انقطاع المرتبات لـ(7) أشهر متوالية، لإدراكهم أن الوطن فوق كل شيء.

وقالوا: "من يريد هزيمة الجنوب وأبنائه فعليه ترك الحرب الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وليأتِ بجيش إلى ساحة الميدان، وليواجه الجنوبيين وجهًا لوجه".

غير أن المحللين العسكريين استبعدوا استمرار الصمود لا سيما وأن كل الأفراد يعيلون أسر كبيرة، ما يعني سرعة تدارك الأمر وحل معضلة المرتبات بأي طريقة كانت.

 

ماذا على الانتقالي فعله؟

فيما أكد مراقبون أن لا أحد ينكر أن القيادة الجنوبية تضع نصب أعينها الوضع المعيشي للمواطنين، وتحديدًا بعدما سجّل تردياً خطيرًا خلال الفترة الماضية".

غير أنهم أكدوا أن الحلول يجب أن تكون سريعة خصوصا فيما يتعلق بصرف المرتبات".

وقالوا إن على الانتقالي الجنوبي فعل أي شيء في سبيل المواطن الجنوبي"، محذرين من أن أي فعل سيقدم عليه الانتقالي فإن الجميع سيتحمل العواقب، فليس معقولًا ترك الانتقالي يواجه التبعات لوحده".

وتوقع المراقبون أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيقدم على خطوات مصيرية.

 

افتعال أزمات اقتصادية ومعيشية بالجنوب

متابعون أكدوا أن افتعال الأزمات الاقتصادية والمعيشية بالجنوب هدفه تركيع الجنوب والمجلس الانتقالي، مشيرين إلى أن "هناك محاولات لإسقاط القضية الجنوبية".

وتابعوا: "هناك أيادٍ خبيثة حاقدة تستغل معاناة الشارع الجنوبي وتثير غضبه بشن سهام تطال الرئيس عيدروس الزُبيدي لتفقد الثقة بالزبيدي بالإضافة إلى الوضع المأساوي وقطع رواتب القوات المُسلحة وإنشاء معسكرات بهدف سحب القوة بمغريات راتب شهري وبالريال السعودي"، مؤكدين أن: "الحرب ليست بالساحات القتالية فحسب بل إعلامية ومعنوية وما يمارسه أعداء الجنوب اليوم حرب معنوية أشد فتكًا تفتك بمعنويات الشارع الجنوبي".

 

انتفاضة الغضب الشعبية

في ذات السياق، صدر بيان عن اللقاء العام للقوى الوطنية الجنوبية حذروا فيه من استمرار الأزمات في الجنوب.

وقال البيان: "إن الأوضاع القاسية والمأساوية التي يعيشها شعب الجنوب المكافح امتدادًا طبيعياً ممنهجا منذ الوحدة المشؤومة ومنذ ما بعد حرب صيف ١٩٩٤م، وازدادت حدتها بعد عدوان وحرب ٢٠١٥م، مستهدفة الجنوب كوطن وشعب وقضية وهوية وتاريخ وثورة وانتصارات ومكاسب محققة ومنها الانتصار التنظيمي بإعلان الإطار الوطني الثوري الجنوبي (المجلس الانتقالي الجنوبي) وبناء القوات المسلحة والأمن التي أصبحت صمام الأمان للوطن والثورة والأهداف التحررية لاستعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة على حدودها المعترف بها دوليا قبل 21 مايو ١٩٩٠م".

وأكد أن "ممثلي الطرف الشمالي الباطل بالمجلس الرئاسي والحكومة تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وتمادوا كثيرًا غير مكترثين بالنتائج، ولم يراعوا شركاءهم الجنوبيين أصحاب الحق والأرض، ورغم كل معاناة الجنوبيين وتدهور الأحوال المعيشية للشعب بسبب رئيس الحكومة المقرب لرئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، وقد أكدت الوقائع تخادم سياساتهم مع نصفهم الآخر الحوثيين (حكام صنعاء)، وما تصريحات العليمي الأخيرة المستفزة للجنوبيين وتضحياتهم إلا خير دليل".

وأشار إلى أن "شعب الجنوب عزم على المضي قدماً لمواجهة منظومة ما تسمى بالشرعية وحلفائها التي أنتجت هذا الواقع المرير والقاسي، وعاثت بالأرض فسادا وخرابا، وفي الوقت نفسه عزم شعب الجنوب على إسناد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي منحها الثقة والتفويض لفك الطوق عنه، الذي وضع فيه لحسن نواياه، وتجاوبه مع جهود الإخوة الأشقاء بدول التحالف، والتي لم تثبت جليًا حرصها على تنفيذ مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض التي دعت إليها ورعتها بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبقايا الشرعية، وبدلا أن تكون مخرجات الاتفاقيات مخرجًا لتحسين الأوضاع السياسية والأمنية والمعيشية والاقتصادية بالجنوب صارت كابوسًا ووبالًا على شعب الجنوب وتضاعفت معاناته".

وتابع: "وإزاء عبث عصابات بقايا الشرعية فإن شعب الجنوب لن يستمر بالصمت والقبول بحياة الذل والمهانة والتجويع، بل سيقف بحزم وحسم تجاه تلك السلوكيات العدائية السافرة".

وأكد البيان أن المجلس الانتقالي الجنوبي أحد المكاسب والانتصارات المحققة، وهو الإطار الوطني الجنوبي الشامل، والحامل السياسي لقضية الجنوب، والقائد لكافة التحولات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية حتى الاستقلال الناجز واستعادة دولة الجنوب، وندعو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بكامل قوامها للعودة إلى أرض الوطن، وملازمة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، والبقاء بحالة استعداد وانعقاد ومتابعة لكل طارئ والإسراع بتشكيل المجلس الاستشاري ليستوعب عديد القيادات الجنوبية بالداخل والخارج، ونقترح أن يكون المناضل د. محمد حيدرة مسدوس رئيسًا".

ودعا إلى إقالة معين عبدالملك من رئاسة الحكومة وتعيين رئيس حكومة جنوبي نزيه، وإعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي بحيث يكون الرئيس جنوبي وفقا لمساحات الجغرافيا المحررة جنوبا وشمالا، وتحديد مدة زمنية واضحة لإقرار الحل النهائي لقضية الجنوب ومنح شعب الجنوب حقه بتقرير مصيره، وتشكيل الفريق الجنوبي التفاوضي المستقل، وتشكيل حكومتين محليتين كلٌ على حده، بالجنوب والشمال، وتحرير وتطهير مكيراس وحضرموت الوادي والصحراء والمهرة من قوات حزب الإصلاح المتدثرة باسم الجيش الوطني، وتشغيل مصافي عدن وتوريد الخامات النفطية من حقول النفط الجنوبية لتكريرها واستخراج المشتقات النفطية، ومحاربة الفساد والمفسدين العابثين بالمال العام، وصرف فوري لكافة مرتبات موظفي الدولة في محافظات الجنوب (مدنيين وعسكريين)، وصرف المرتبات المتأخرة للعسكريين.

وخرج اللقاء بتشكيل قيادة مشتركة ولجنة تحضيرية لانتفاضة الغضب الشعبية.



شارك برأيك