آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:16:59:41
طغاة إلى مزبلة التاريخ
حسن بن حسينون

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 

في حالة أراد شخص ما ان يظلم الآخرين , ويخضعهم لسلطانه ليكونوا مستضعفين له , عبيدا له , فإن الإنسان مأمور بمقاومة ذلك ومجابهته , لأنه من غير الجائز أن يقبل المؤمن بعبودية لغير الله , وإذا ما ارتضى لنفسه الذل , وقبل بالظلم دون أن يثور عليه, فإن عقابه لا يقل عمن مارس الطغيان. فالطاغية كالقابل بالطغيان , والظالم كمن ارتضى الظلم . فالنار هي كالاثنين معا . وهذا الحكم نراه في قول الله تعالى : ( فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى) النازعات. وكذلك قوله تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) هود .

عبد الرحمن الكواكبي.

فمع الأخذ بما قاله تعالى انتفض الشعب اليمني واندلعت ثورته المباركة ضد طغيان علي عبد الله صالح ونظام العائلة والنفوذ القبلي الذي دام لأكثر من ثلاثة وثلاثين عاما والذي لم يجلب لليمن واليمنيين سوى الفقر والجهل والتخلف والحروب والصراعات وإدارة الأزمات طيلة تلك السنوات العجاف التي أطاحت بكل الإنجازات والقيم الوطنية والأخلاقية وتحديدا السنوات القصيرة من حكم القائد الوطني الرمز إبراهيم الحمدي الذي تم اغتياله مع أخيه عبد الله غدرا وبصورة بشعة ,تلك الفترة التي تميزت بإحلال الامن والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية على كافة المستويات بارزة وشاهدة للعيان حتى يومنا هذا , بالرغم من محاولات الشطب لكل تلك المنجزات التي اقدم عليها نظام علي عبد الله صالح الذي حل محل الحمدي سيرا على نفس النهج الذي سار عليه انور السادات في شطب ومسح إنجازات وأعمال عبد الناصر بالأستيكة .

انتصرت ثورة شباب التغيير التي التفت حولها ودعمتها مختلف قطاعات الشعب اليمني في جميع محافظات ومناطق اليمن وقد توج انتصارها الاول بالإطاحة برأس النظام . تزامن ذلك مع المبادرة الخليجية التي جاءت لانقاذ الرئيس المخلوع ومنحه حصانة كاملة تعفيه من المساءلة والمحاكمة جراء الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني طيلة سنوات حكمه سواء في ما يتعلق بالحق العام او الخاص بما في ذلك المليارات التي نهبها وتتوزع في العديد من بنوك العالم عربية كانت ام اجنبية اضافة للعقارات التي تنتشر في اكثر من بلد . اعطيت له تلك الحصانة شريطة ان يعتزل السياسة ويغادر اليمن .

قبل بكل ما جاءت به المبادرة الخليجية المدعومة دوليا ووقع عليها. ومع مرور الوقت شيئا فشيئا بداء يتمرد على ما جاءت به .وبالأمس القريب نشرت بعض الصحف المحلية بأن علي عبد الله صالح قد صرح وأصر بأنه لن يغادر اليمن إلا الى القبر.

ليس من المستغرب ان تقال مثل هذه التصريحات على ألسنة الطغاة وقد سبق ان قالها من أصبح في مزبلة التاريخ الذين اطاحت بهم ثورات الربيع العربي , وان علي عبد الله صالح لن يكون حالة استثناء عن صدام حسين , ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وحسني مبارك الذي قال يوما من أيامه الاخيرة في سدة الحكم بأنه لن يغادر تراب مصر إلا الى القبر.

وانتهاءا بنيرون طاغية الشام بشار الأسد الذي يواجه اليوم نفس مصير من سبقه من الطغاة وهذه إرادة إلهية أرادها الله أن تكون نهاية الطغاة واحدة : بين معلق بين السماء والأرض في انتظار مصيره المحتوم وبين من وجدوه وسط حفرة تحت الأرض بعد أن تغير شكله ومظهره كشكل الرجل البدائي الأول الذي ظهر على الأرض , او بين من أتهم شعبه يوما بأنهم جرذان وتم القبض عليه كالفأر بين بيارات وأنابيب مياه الصرف الصحي وكيف كانت نهايته وكيف اوصلته سياسة الظلم والطغيان الى ذلك المصير , وبين فرعون مصر الذي ظل يشاهد محمولا على نقالة طبية ذهابا وإيابا بين السجون ومحكمة الشعب. أما ما قاله علي عبد الله صالح من تصريحات بأنه لن يغادر اليمن إلا الى القبر فإن ذلك يؤكد بأنه لن يكون حالة استثناء عن أولئك الذين تم ذكرهم انفا وسيكون مصيره نفس مصيرهم بعد أن أبى وطغى وأستكبر .

قال تعالى : ((ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون )) صدق الله العظيم **سورة يونس .

 

أحلام اليقظة

1-    من المزايدات بشعارات الوحدة كذبا وبهتانا أثناء الحرب الباردة إلى الهرولة اليها بعد كارثة يناير 1986م وانهيار المنظومة الاشتراكية .

2-    بعد هزيمة يوليو 94م وبعد سبات طويل كانت المطالب حقوقية للمتقاعدين العسكريين . وبعد أن اندلعت الثورة السلمية لشباب التغيير وبدلا من المشاركة فيها لإسقاط النظام ورأس النظام انتقلت المطالب من حقوقية الى الانفصال وفك الارتباط بعد خروج حصان طروادة من سلطنة عمان الى اروبا ومن ثم حط به الرحال في بيروت , فأصبح العداء للثورة ولشباب الثورة وليس لمن اذاقهم مرارة الهزيمة في الحرب وما بعدها في مختلف بلدان الشتات تحت شعار (ثورتهم شمالية خاصة بهم وثورتنا جنوبية) وتحولت شعاراتهم من وحدوية الى انفصالية .

3-    لم تكف السنتهم السليطة ليل نهار عن القول بأن الشعب الجنوبي كله مع الانفصال وضد الوحدة ,فيا للمهزلة ويا لغرائب الأقدار متى كان لهذا الشعب رأي في الوحدة وغير ذلك من تلك السياسات الإجرامية و التدميرية التي ارتكبها دعاة الوحدة وشعاراتها في الماضي والانفصال وفك الارتباط اليوم. أما المضحك المبكي فأن بعض تلك القيادات العائدة دائما ما تكون وجهتهم لبعوس والضالع والحبيلين بدلا من الذهاب الى محافظاتهم ليس الى الوضيع ومودية ولودر ,ويمكن لأي انسان أن يسأل هؤلاء هل تم الاستفتاء من قبل الجنوبيين على الوحدة قبل اعلانها؟

4-    دون خجل او الشعور بوخزة ضمير فها هم اليوم يهددون كل من يخالفهم الرأي , يتشدقون بالديمقراطية وهم بعيدين عنها بعد السماء عن الأرض فثقافة الاستبداد وعقلية الموروث القبلي لا تزال تتحكم بسلوكهم وممارساتهم وفي عروقهم ودوراتهم الدموية . فتاريخهم في حكم الجنوب وما جرى من دورات عنف وحروب أهلية تؤكد على ذلك.

5-المثل يقول الغريق يتمسك بقشة للنجاة من الغرق , فبعد أن سدت الأبواب في وجوههم لم يجدوا سوى أبواب طهران وقم المقدسة لا لتحرير الجنوب بل للارتزاق والإثراء على حساب القضية الجنوبية .

الله يكون في عون شعب الجنوب الذين تعاملوا معه كقطيع من البهائم طيلة سنوات حكمهم الاستبدادي الدموي .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل