آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
وستظل هويتنا جنوبية
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كيف يكون من أصحاب المشاريع الصغيرة من يطالب بوطنه ودولته؟..لماذا انتم على حق فيما تقولون وتنظرون في حين أننا كجنوبيين بمجموعنا مخطئون حتى حين نشير إلى هويتنا الجنوبية ودولتنا؟.

الم نكن كيانا مستقلا على مدى التاريخ بغض النظر ان نكون الجنوب اليمني او الجنوب العربي.. نحن في الأصل كيان مستقل تاريخيا.. فلماذا كل هذه الحملات المسعورة التي تسفه المطالب الجنوبية وتحصرها في بعض ما ترون من مظالم على الرغم من انكم في الاصل لا ترون حتى المظالم بحقنا وهذا رأيكم منذ زمن بعيد.

 

غايتكم ليس التحرر من ربقة الظلم والقهر والعبودية غايتكم ان تستقر الجنوب هامدة ساكنة غير مقاومة في كنف ألا دولة لديكم وان تضم مقدراتها الى ممتلكات اطراف النفوذ وهذا كل شيء رغم ان المحصلة النهائية بقاء الظلم والاستعباد وغياب العدل والتنمية في ظل دولة متخلفة تعتمد النهب سبيلا للبقاء والحكم وتعتمد الظلم والجبروت والقمع والقوة طريقا لتكميم الافواه.

 

فعندما يشير الجنوبيون إلى هويتهم ووطنهم وثقافتهم المختلفة إنما هم يؤكدون ان من عرف الحرية وعاشها جيلا بعد جيل لا يقبل الاستعباد والاخضاع بل سيحضر تاريخه في مقاومة القهر والظلم.

 

لقد تلخص مفهوم التحرري لديكم باحتواء الجنوب وهذا كل شيء بينما ان منطق العقل والعصر يشير بجلاء من إن الثروات والمساحات الجغرافية للأوطان لم تكن قط وراء تحقيق الرفاه والتطور والنماء طالما بقيت هذه البلدان تحت سلطة استبدادية استعبادية متخلفة.

 

إن معاناتكم قائمة وباقية من بقية عصابة الحكم المستأثرة وبقاء الجنوب تحت قبضة هؤلاء لن يزيدهم الا عتوا ويمنحهم عمرا للبقاء بحكم ما مثلت الثروة الجنوبية من مغنم وفيد لديهم الا ان كل ما سلف لم يعد محور اهتمامكم.. بل الجنوب وما يريده الجنوبيون هو القاسم المشترك بين كافة الأطياف والمكونات التي لا تكف عن اطلاق اساءاتها للجنوبيين.. لا لإنهم مصدر للإرهاب او يمارسون الاعمال الإرهابية ويزهقون ارواح الابرياء ولا لان لهم صلة وثيقة بتنظيم القاعدة او المحاور المذهبية التي يجري العمل على تغذيتها كبؤر حروب مستديمة ويشرف على ادارة صراعها حكامكم المبجلون.

 

ولكن لإنهم يشيرون إلى دولة ووطن واستعادة حقهم في السيادة على ارضهم.. ما يجعلكم تعلنون بصراحة انكم لا تريدون مثل هذه الاساءة للجنوبيين تجاه انفسهم التي يمثل ذكرها مخالفة للثوابت الوطنية فهل يا ترى لدينا نحن وطن منذ فجر التاريخ وهل حري بنا الذود عنه لانه عنوان عزة وكرامة أم اننا جماعة ضالة اعدتموها الى كنف دولتكم الام المهيبة؟

 

هكذا يضعون الجنوب امام خياراتكم القريبة اما القبول بسياسة الامر الواقع وفرض ما ترون من حلول لا ترتقي الى مستوى ادنى حقوقهم، والا فان التقسيم لديكم هو الوجه الاخر للمعادلة بحيث تخلقون واقعا جنوبيا في مواجهة داخلية على غرار صعدة ودماج عندئذ تتولون وكعادتكم الاشراف على تغذية هذه البؤر المتفجرة ويكون مركز النفوذ في صنعاء في حل من مواجهة الجنوبيين وتكفلهم بمواجهتهم انفسهم، وهذا سعي يتم العمل على تحقيقه منذ زمن متناسين ان الكثير من الحقائق تفرض نفسها وان عامل اللحمة الجنوبية الذين تسعون لتمزيقه والبناء عليه هو الاقدر على الانتصار في نهاية المطاف وان تخلف مارده عبر حملة العراقيل والصعوبات التي تضعونها في سبيل النيل من وحدة الجنوب وثورته التحررية.

 

لقد بينت السنوات الماضية مدى فشل السياسات المتبعة لديكم بهدف احتواء الجنوب وانتم تشارفون على رمي الاوراق الاخيرة ربما تفاجأكم الايام بان الحق هو المنتصر في نهاية المطاف والثابت ان ما يمارس من ظلم وقمع وسفك للدماء في الجنوب لا تحرك ضمائركم لانكم ببساطة لا ترون الجنوب إلا من زاوية الثروات لهذا تخوضون معركة ابقاء القبضة على الجنوب وأهله.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل