آخر تحديث :السبت 09 نوفمبر 2024 - الساعة:00:10:23
اليمنيون بين الثورات والثارات
عبدالكريم الرازحي

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

    الشباب الذين خرجوا للساحات ثائرين ذهبت ثورتهم وتضحياتهم أدراج الرياح.

أما أولئك الذين لديهم ثارات مع نظام علي عبدالله صالح فهم الذين قطفوا ثمار الثورة وأخذوا بثأرهم من النظام ومن الشباب الثائر.

بمعنى آخر فإن الذين لديهم ثأر ولديهم ثارات هم الثوار اليوم وهم من خطف الثورة وخطف السلطة وضرب عصفورين بحجر.

ولكن ليس هذا بشيء جديد علينا، فالعادة أن الثورات في اليمن يتم خطفها من قبل القبيلة وتحويلها بعملية جراحية بسيطة من ثورات إلى ثارات .

وعلى سبيل المثال فإن ثورة 1948 خطفتها القبيلة ووأدتها في مهدها، وفوق كل ذلك راحت القبيلة تثأر من صنعاء الثائرة وتنتقم منها.

ثورة 26 سبتمبر تم اختطافها لصالح القبيلة التي استغلت أحداث أغسطس للثأر من القوى المدنية الحديثة ومن كل الحالمين بدولة النظام والقانون.

ثورة 14 أكتوبر تعرضت للاختطاف من قبل القبائل الماركسية التي راحت تثأر من بعضها البعض في أحداث يناير.

أما بالنسبة للوحدة اليمنية فقد تم اختطافها هي الأخرى في حرب 94 وتحويل مسارها لصالح القبيلة التي لا تعرف غير منطق الثأر.

وقد مثلت حرب 94 ذروة انتصار القبيلة وذروة ثأرها من المجتمع المدني.

حيث خرجت القبيلة من هذه الحرب مزهوة بنصرها، ومزهوة بما غنمت من غنائم، ومزهوة بكونها أخذت بثأرها من عدن التي ترمز للقيم المدنية، ومزهوة أكثر بكون قِيَمِها وأعرافها وتقاليدها القبلية هي التي انتصرت وهي التي انتشرت ، وهي التي شاعت وأصبحت مرجعاً لكل اليمنيين في الشمال والجنوب.

ليس هذا وحسب بل إن القبيلة بعد أن خطفت الوحدة في حرب 94 خطفت كل شيء بما في ذلك السُّياح والساحات.

وقديماً قال الشاعر الرازحي :

من بني خطفان نحنُ نخطفُ السُّياح والساحات

أحلام الشباب.

*صحيفة اليمن اليوم

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص