آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:21:46:06
شيخ زين العيدروس .. (كيف اودعك وانت الحاضر بيننا؟)
أحمد محسن أحمد

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا اعرف كيف ضاعت مني كل تلك الكلمات والجمل التي اعتدنا على شرح حجم الحزن والاسى عندما نفقد عزيز على قلوبنا ..لكن واي عزيز انت ايها الاخ والحبيب والصديق الصدوق /شيخ زين العيدروس.. فلقد كان الخبر الذي جائني عبر الهاتف قد هد كياني.. ولم افق من الصدمة الا بعد حين.. ولولا ايماني بالحق وبالقضاء والقدر لترددت في تصديق الخبر.. ولكنها مشيئات المولى عز وجل وحكمه الذي لا يعلو عليه أي حكم ايها العزيز الغالي شيخ.. فلقد رافقني الحزن منذ اللحظات التي عرفت فيها لسفرك – الاجباري للعلاج.. وجعلت يدي على قلبي خوفا من القادم.. وجعلت ايضا ذكراك تسود في كل ذرة من بقايا ذهني وفكري ، ابتهل خلالها للمولى عز وجل ان يحفظك من كل مكروه ونتضرع لله سبحانه وتعالى لان لا يحرمنا منك وانت صاحب الحضور الذي يملئ مساحة العمل الذي كنت تشاركنا فيه بفعالية منقطعة النظير.. ولكن اثر الخالق سبحانه وتعالى الا ان تكون الى جواره ويجعلنا نخضع لحكمه وقدره الذي لا يرد.

ايها العزيز شيخ لقد بلغ عندي الحزن حد لا يوصف.. ولن ابالغ اذا قلت انك ستترك فراغ كبير في حياتي العملية ونشاطي الاجتماعي والخيري الذي نتشارك معا في اطار جمعيتك (جمعية عدن الخيرية الاجتماعية) فيا ترى من سيعوضني عن تلك اللحظات التي لا ولن تنسى ونحن معا نتجاذب الحديث والافكار والاراء التي كنت رجلها الاول في مساق النشاط الاجتماعي والخيري للجمعية.. بل من سيأتيني يا صديقي الحبيب بتلك النتائج التي كنا نخرج بها في نشاطنا الاجتماعي والخيري وكذا نشاطنا العام والذي نصل به حد استعراض مجريات الامور واهمها قضايا عدن حبيبتك الغالية التي كنت تعشقها وتجعلها قبلة نشاطك وعملك اليومي.

يا ترى ايها الحبيب شيخ من سيجعلني احرص على خوض غمار القضايا الوطنية الشائكة.. هل كنت تعرف بان قربك للمولى عز وجل حبيبك الاعلى قد حان عندما كنت تحرص على تناول وجبة فطورك البسيط بحضوري واصرارك على مقاسمتي تلك الوجبات البسيطة والغنية التي كنا نتناولها في مكتبك العامر وخلال تناولنا لتلك (اللقيمات) تحرص على ان تشيع المرح وخفة الدم التي كنت تمتاز بها فلا نعرف كيف انتهت تلك الوجبات البسيطة وتبدأ بمماحكاتك الظريفة واللطيفة تتساءل عن من كان الاكثر استحواذا على وجبة الفطور التي سافتقدها مع فقداني لك ايها العزيز الغالي شيخ .

بالمناسبة ايها العزيز الغالي شيخ زين العيدروس ماذا ساقوله للطلبة الفقراء في المدارس الابتدائية الذين اعتادوا على حضورك مع زملائك في عضوية الهيئة الادارية لجمعية عدن الخيرية الاجتماعية عند توزيع الحقيبة المدرسية ووجبة الافطار للطالب الفقير في مدارس عدن لعلمك لن اخبرهم بانك قد رحلت حتى لا ازيد من حزنهم.. ساقول لهم انك فقط مشغول باعداد البرنامج الخاص بنشاط الجمعية..او ما رايك ساقول لهم انك مسافر وستعود الينا قريبا.. الم اقل لك انني لولا ايماني العميق بالله عز وجل لقلت انك لم ترحل.. وانك لازلت حاضرا بيننا.

عزيزنا وحبيبنا شيخ.. انني هنا ساكون مقصرا وبعيدا عن ذكر صفاتك الحميدة اذا ما اغفلت عن ذكر اروع الصفات التي لا يملكها سوى الرجال الاوفياء وانت واحدا منهم.. فماذا عساي ان اقول عن مواقفك الشجاعة في حشد ابناء عدن في الاعتصام الاول والثاني لاستعادة الجزء المنهوب من مقر جمعيتك جمعية عدن الخيرية الاجتماعية .. فقد كنت السباق في اختيار موقعك في الصفوف الامامية للتعبير عن رفضك لما اقدم عليه البعض من بسط غير قانوني للجزء الهام من مقر الجمعية.. حتى ان هناك تحديات ومواجهات اقدمت عليها ولم تشأ تشعرنا بردود الفعل الذي تعرضت له.

اخيرا.. ايها الحبيب شيخ ساحاول جهدي لتقبل وطأة المفاجأة وأٌُعَود النفس المتعبة على الحقيقة المرة بان الرحيل حق.. وانك قد سبقتنا الى جوار ربك العلي القدير ونحن اللاحقون باذنه تعالى..

باركك الله ايها الصديق الخلوق شيخ زين وجعلك من اهل الجنة ومن الخيرين احباب الله ..فرحمة الله عليك وسلامه واسكنك فسيح جناته والهم اهلك وذويك الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل