آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:17:38:02
(13 يناير – يوماً لإنطلاقة الجنوب الكبرى)
صالح شائف

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00


يستعد ابناء شعبنا المكافح الصبور في الجنوب، ممن أختاروا طوعاً وبوعي وطني ناضج وبذكاء شديد الإحساس والإدراك العميق لخطورة التمترس خلف أسوار الماضي، وأعلنوا وبجرأة وشجاعة إنحيازهم الكامل للمستقبل الذي لن يأتي إليهم وكما يتمنون إلا بعد تحررهم الكامل من إرث الماضي المصبوغ بلون الدم والدموع والمعاناة الكثيرة التي طبعت ببصمتها بعض جوانبه وفي محطات معينه شوهت الصورة المشرقة لتجربة الدولة ونظامها السياسي على وسعها وثرائها وتفردها المثير للإعجاب عند من ينصفون التاريخ ويقدرون الحقيقة ويثمنون التضحيات التي قدمت من أجل حرية وكرامة الشعب وصيانة الإستقلال الوطني، والحفاظ وبشرف رفيع على الكبرياء الوطني الشامخ للشعب ولدي كل جنوبية وجنوبي، على إمتداد خارطة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية – التي تعذر علينا مع الأسف إستعادتها حتى الأن لأسباب وعوامل كثيرة ولعل أبرزها ما ينضح به المشهد السياسي الجنوبي المؤسف – يستعدون للإحتفال بمناسبة يوم التصالح والتسامح الوطني، لا بصفته ( ذكرى ) بل كمحطة جنوبية وبإمتياز للإنطلاق نحو االغد وبأيادي متشابكة وبأقدام ثابتة على الأرض التي ولدوا عليها وعاشوا وسيعشون بها ومن أجلها وفي سبيل عزتها ومجدها التاريخي كوطن وشعب ...

ولا أجد في هذه العجالة – الرسالة – إلا أن أنحني إعتزازاً وفخراً بتلك الكوكبة الرائعة التي أحتضنتها قاعة منظمة الحزب الإشتراكي بعدن، الكوكبة التي كان لها شرف السبق في إختيار اليوم والعنوان ذات الأبعاد الوطنية والسياسية والأخلاقية، ومعهم كل نساء ورجال وشباب وأطفال بلادي الذين منحوا هذا اليوم – الإنطلاقة – الزخم والتواصل الحي والدائم وبترابط إبداعي من بين كل دوائر الفعل المترجمة لكل تلك الأبعاد، وأقول مخلصاً وأدعو صادقاً إلى جعل هذا اليوم محطة حقيقية تتجسد فيها الإرادة الوطنية بتحقيق وحدة الصفوف والموقف المعبر عن آمال الشعب وطموحاته ونبل تسامحه، وأن يصدر بياناً واحداً من القيادات الجنوبية الرئيسية في الداخل والخارج، يعكس المضمون الحقيقي لهذا اليوم وينتصر للمستقبل والمستقبل وحده وأن لا نشهد تعدداً في البيانات التي ستعكس وبكل أسف حالة عدم الثقة القائمة والإختلافات المعلنة منها والمخفية حول إدارة الموقف النضالي والوطني الذي يتصاعد وبصفة نوعية ومتسعة على الدوام، وتعبر مثل هذه البيانات المتعددة إن هي صدرت وبتعدد الكيانات والأشخاص عن حالة غير سوية – وطنياً – وتسيء إلى من يصدرها أو يقف خلفها وعلى طريقة (( كُـــلٌ يُـــغَــنٍــي عَــلَــىَ لَــيْــلَآه )) وتعكس وبوضوح وجلاء تمكن حالة – الشخصنة – من أصحابها وهي حالة تحسب عليهم وليس لهم إن هم لا يعلمون ؟!
كما نأمل أن نجعل من هذه المحطة فرصة للتقييم والمراجعة وفي كل الجوانب لإستكمال هذه المسيرة الوطنية النبيلة وصولاً إلى المرجعية الوطنية وبوثيقة حاكمة يتوافق عليها الجميع وعلى قاعدة الندية الوطنية والمسئولية المشتركة الضامنة للحقوق والكفيلة بالإغلاق النهائي لكل ملفات الماضي المثيرة للحقد والإنتقام والثأر بأنواعه.. فتحية لكل من سيشارك في مليونية الجنوب القادمة، تحضيراً وحضوراً ولكل من سيساهم بجهده أو ماله في سبيل نجاحها الذي سيكون تأكيداً جديداً على عزيمة الشعب في إستعادة حقه وحقوقة وكيانه وهويته الدالة عليه والمعمدة بتاريخ ممتد ناصع غير قابل للإنكار أو شطبه من سجل الأمم والشعوب أو من خارطة المجتمع الدولي...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص