آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
دماء جنوبية
عبدالقوي الأشول

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

منفذ عملية اغتيال الحريبي والجاوي يطالب بأجره المحدد بـ 200 مليون ريال يمني, عنوان بارز في بعض الصحف اليمنية، فما أشبه الليلة بالبارحة فما يجري حاليا من استهداف للقيادات الجنوبية يذكرنا بما كان عليه الحال بعد العام 1990م وما حصدت آلة القتل من أعداء لقيادات جنوبية قضايا لم يتم الكشف عن مرتكبيها ولم يتم محاسبة أحد عما حدث، ومسلسل الاغتيالات الراهنة لا تختلف في أهدافها وجوهرها عما كان وإن كانت تتم بسطوة متناهية وبطريقة أكثر استهتارا وانتقائية تخص قيادات جنوبية ليس بدايتها الشهيد العميد قطن ولا تنتهي بالعميد الشهيد فضل الردفاني، فحالة غياب الدولة التامة عما يجري واضحة إذا لم يتم إماطة اللثام عن حقيقة ما يجري ولا أظن أن هناك إمكانية لفعل ذلك، فالفعل الآثم المزهق للأرواح دون وجه حق يجري كما لو أنه استحقاق لابد أن يمارسه الطرف الفاعل ولا سبيل لكبح نوازعه العدوانية إذا لم يتوقف عن فعل ذلك طواعية, فهذا المجهل كما يزعمون يخص النفوس الجنوبية تحديدا ولم ترد السلطة أن تظهر خرمها هنا إلا أنها بدت مختلفة حين أرسلت قوام العسكر والمدرعات لدك بعض مساكن البسطاء التي بنيت عشوائيا في عدن بسبب ما ساد من نهب للأراضي وتجاهل احتياجات السكن في هذه المدينة .. حزم الدولة حاضر هنا وغائب هناك فهل من أولوياتهم مزيد من إزهاق الأرواح في الجنوب بالطريقة نفسها التي قتل فيها الشيخ العيسائي؟.. التي لا تختلف جرما عما جرى ويجري بحق أبناء الجنوب في العاصمة اليمنية صنعاء التي كما يظهر من مؤشرات كثيرة أنها لا تعير الأمر أهمية طالما والضحايا من الجهر الجنوبية فهم جميعا حصاد حرب وحصاد فوضى وحصاد فيد سواء أكانوا مع السلطة أم ضدها دماؤهم مستباحة ونموذج القتل للعميد الردفاني أحد أبرز القيادات العسكرية وسط سوق العاصمة حادثة هللت لها وسائل الاعلام التي انتهكت حرمة الميت .

ينشر صورة لقائد عسكري بعيون منطفئة في لحظة موته ولم تنبر الأيادي لحظتها لإسعافه التي تحترم النفس الإنسانية ..فكم كان نشر صورة هذا الشهيد مؤلمة والدماء تنزف من جسده بعد أن صوب أرذل القتلة رصاصات غادرة إليه.

وأجزم أن الحادثة تمر مثل سابقاتها ولا يمكن لنبش ما وراء هذه الجرائم التي ترتكب الآن الأمر محسوب ضمن نطاق الترفيه فكم هي ترضية بالغة الثمن حين تتعلق بإزهاق الأرواح.

كل هذا يجري في غابة العاصمة التي قيل أنها تتهيأ لاحتضان الحوار المزعوم ..فهل ما يحدث أيضا نمط من الحوار هو تكرار مقيت لما كان يجري بالنسبة للجنوبيين بعد إعلان الوحدة؟

أم هو توطئة بين الفرقاء لابد منها طالما والدماء جنوبية خالصة ليست مبعث إنكاء قبلي بين الفرقاء .

المثير في الأمر أن الاطراف المستهدفة تعيش أيضا حالة استسلام غريبة.. ربما أيضا لأن مغريات السلطة تستدعي منهم هذه الفدائية التي تتخطى الحرص على النفس.

إنه مشهد مريب تتكشف حلقاته على نحو مقيت ومؤلم ومع ذلك يبدو لدى الجهات المغيبة بحفظ الأمن نمطا من ممارسات يومية مألوفة لا نستدعى القلق ربما لأنها لم تتخط جاهزيتهم وبالتالي هي دماء جنوبية في كل الأحوال.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص