آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:21:26:00
لا مجال لإهدار الفرص
باسم الشعبي

الاثنين 15 اكتوبر 2022 - الساعة:20:13:06

الفرصة التي أهدرها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، تلوح من جديد أمام الرئيس الحالي الدكتور رشاد محمد العليمي، وبصورة قد تكون أفضل وأثمن.

كل ما هو موجود اليوم من شراكة في السلطة بين الجنوب والشمال، وكل ما هو معلن ومتاح من دعم التحالف والمجتمع الدولي، وكل ما هو موجود من التفاف حزبي وسياسي خلف فخامة الرئيس، وكل ما هو موجود من ترحيب وتفاؤل وآمال عريضة لدى الشعب اليمني، كل هذا وغيره هو بمثابة فرص وأوراق مهمة، وعوامل مساعدة على النجاح، تحتاج لاستغلال ذكي وحقيقي، وتوظيف قادر على تحويل الفرص إلى قصص نجاح ملهمة ومفيدة، والعبرة في النتائج.

الكل يتابع تحركات المجلس الرئاسي بما فيهم الشعب بكل فئاته وتوجهاته، والكل يريد أن يقيس مدى نجاحه من عدمه خلال مدة معينة قد تصل إلى ستة أشهر أو أكثر أو أقل من خلالها يمكن قياس مدى النجاح والإنجاز، وهذا النجاح سيأتي من خلال أولويات المجلس واهتماماته. ما هي الأولويات المهمة التي سيشتغل عليها؟ ما نوع القرارات التي سيصدرها؟ ما أهميتها ومضمونها وجدواها وفائدتها؟ كيف سيتعامل مع الأزمات والمشكلات الكثيرة والتركة الثقيلة؟ أمور عدة بإمكانها أن تكشف عن هوية المجلس واهتماماته وأولوياته ومدى نجاحه من عدمه مع مرور الأيام.

سيتحمل التحالف العربي جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن نجاح المجلس الرئاسي كونه المخرج الذي أراد للمجلس أن يخرج بهذا الشكل والصورة، والذي أراد له أن يلعب الدور السياسي المأمول الذي يؤدي إلى تحقيق السلام في اليمن وإنهاء الحرب إما بالحوار أو بمواصلة المعركة.

وهناك أيضا مسؤوليات أخرى تتعلق بالملف الاقتصادي، فالتحالف مسؤول عن إيجاد حلول للازمة الاقتصادية التي تعيشها المناطق المحررة، بالإضافة إلى تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض الرامي إلى توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتوحيد هدف المعركة ضد الإرهاب والمليشيات.

ويمكن القول إنه ليس من اللائق أن يظل المجلس الرئاسي مكتوف الأيدي غير قادر على تحريك المياه الراكدة، بل عليه العمل وفق الفرص المتاحة التي توفرها مؤسسات الدولة، ووفق الإيرادات والموارد التي تصل للبنك المركزي، وذلك لتوسيع رقعة نشاطه للحصول على نتائج إيجابية تساعد على توفير قدر أكبر من الموارد المهدرة، وتوريد كافة الايرادات المالية من المحافظات والضرائب والنفط والغاز والجمارك وغيرها للبنك المركزي، حتى لا يظل ينتظر ما يأتي من الخارج دون حراك، كما فعلت القيادة السابقة للدولة، والحكومة، التي استسلمت وعبثت فأدخلت البلد مأزق خطير.

إن القرارات التي سيصدرها المجلس الرئاسي ستكون مصدر تقييم ومتابعة كافة المراقبين والمهتمين، ومن خلالها سيفهم توجه المجلس وماذا يريد ان يفعل.. لقد كان قرار تعيين الدكتور يحي الشعيبي مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية أكثر من موفق، وعلى المجلس الرئاسي ان ينقب عن رجال الدولة، والطاقات الشبابية المبدعة، ومنحها الفرصة لخدمة بلدها دون تحيز سياسي او حزبي او مناطقي، بل وفق شروط ومعايير، وقدرات وامكانات ذاتية ومنفتحة.

لقد لعبت المملكة دورا كبيرا في مساعدة اليمن، وصبرت كثيرا على القيادة السابقة التي اهدرت كافة الفرص المتاحة، والذهبية، لإخراج اليمن من ازماته المركبة، حتى حان الوقت للتغيير ولإيجاد حامل سياسي جديد لليمن، وفق شروط المرحلة، وكان للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والسفير محمد ال جابر الدور الاكبر في التقريب بين الاخوة اليمنيين، وانتاج المجلس الرئاسي الذي يضم الجميع، وفق شروط وطنية، لا تقبل سوى النجاح على كافة المستويات والجبهات.

إن إهدار الفرص مرفوض هذه المرة، فالبلد تعاني، والشعب يعاني كثيرا من الجوع والفقر والتشرد والنزوح، فالأمل يبدو كبيرا في الدكتور رشاد العليمي ورفاقه في عضوية المجلس، وفي كل الفريق الذي سيختاره للعمل معه، نريده ان يكون مجلسا متوافقا، ومتفاهما، ومنسجما، ومركزا على الاولويات المهمة لاستعادة الدولة وهيبتها في وجدان الناس، وعلى ارض الواقع.

وهذه الفرص المتاحة والعديدة، توفر ايضا مسار جديد لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية، ومن خلالها اعادة صياغة عقد جديد لليمن، بجنوبه وشماله، في شكل دولة اتحادية جديدة، علينا ان نبرز معالمها، واعلامها، وان نناضل من اجلها، ومن اجل مضمون جديد للدولة ايضا في صورة مدنية وعصرية، تلبي تطلعات كافة اليمنيين في العدالة والمساواة والمواطنة والحرية.

وأخيرا علينا ان نركز وان نستفيد من الاخطاء السابقة ونمنع تكرارها، وان لا نسرف في اهدار الفرص كما اهدرت من سابق، وان نركز في اختيار الحكومة واعضاءها وكافة موظفي الدولة، فالدولة ليست بحاجة للمسافرين والعائشين في الخارج، ولا للفاشلين والفاسدين، بل هي بحاجة لمن يعمل من الداخل، ومن لديه قدر عالي من الثقة، والأمانة، والنزاهة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص