آخر تحديث :الثلاثاء 30 ابريل 2024 - الساعة:01:08:44
ما يؤذيك إلا قمل ثوبك
كمال باوزير

الاثنين 10 ابريل 2021 - الساعة:20:01:19

نستغرب أن بعضا من إخوتنا وأبناء جلدتنا هم أول من ينبري  ليهاجم المجلس الانتقالي بالاتهامات ابتداءً من العنصرية ومرورًا بالتخوين والعمالة وانتهاءً ببيع القضية الأهم (استعادة الدولة).

فنحن لا ننكر أن جميعنا هتف وفرح وصفق للوحدة، ولم نكن نعلم أن ذلك سيجرنا إلى ضم وإلحاق، فتعاملنا بحسن النوايا بأن أبناء الشطر الشمالي إخوتنا وتربطنا بهم علاقات اجتماعية ومواقف نضالية، فتشاركنا معهم في الحفاظ على جمهوريتهم وفك حصار صنعاء، وتشاركوا معنا في النضال ضد المستعمر البريطاني حتى جلاء آخر جندي بريطاني من الجنوب، ولكن سارت الأمور باتجاهات غير متوقعة من ضم وإلحاق وتكفير وهيمنة رأس المال الشمالي، وتم خصخصة مصانعنا ومؤسساتنا وتملك مباني المصانع والمؤسسات الحكومية لمتنفذين شماليين، والبسط على أراضي الدولة دون مراعاة أن هناك شعبا تحمل وصبر لينال ولو اليسير من دولة الوحدة.

إن المكونات السياسية والمجتمعية في الجنوب هدفها واحد في الأخير وإن اختلفت المسميات، وهو استعادة الدولة، فالآن صار المجتمع الدولي يدرك أن هناك شعبا ظلم واضطهد يريد استعادة دولته، فلماذا لا نلتف جميعا ونتشارك في وحدة وطنية جنوبية بكافة مكوناتها لاستعادة الدولة ونترك الخلافات ونفتح صفحة جديدة ونمد أيدينا لبعض؟ فالجنوب ملك للكل، الحضرمي والأبيني والضالعي والشبواني والمهري والسقطري والميوني واللحجي والصبيحي والردفاني واليافعي والعولقي والعدني... فكلنا ننصهر في تجمع سياسي وطني واحد، نتقارب جميعا.

حقيقة إن المجلس الانتقالي في خطابه فتح ذراعيه للجميع، ولكنا نطلب من الانتقالي بحكم أنه الأكبر والموجود على الأرض عسكريا وسياسيا أكثر من خطاب الانفتاح على كل المكونات السياسية والمجتمعية الجنوبية، وأن يبادر هو بالتواصل مع كل الجنوبيين بغض النظر عن مشاربهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم؛ لأنه في الأول والأخير جنوبي وهدفه واحد.

وبهذا الصدد نقول لقيادة الانتقالي العليا برجاء المبادرة بالتحاور مع القيادات الجنوبية التي وجدت نفسها في الطرف الآخر مقتنعة أو مرغمة، وفتح وسيلة للحوار بصدر رحب وأيد ممدودة صادقة ومشاركتهم في تولي مهام قيادية في المجلس الانتقالي بعد الاقتناع بالرؤية الموحدة لاستعادة الدولة أولا، ومن ثم التفاعل السياسي ووضع دستور الدولة القادمة والاتفاق على مشروع بناء المؤسسات، والدخول في انتخابات حرة وشريفة وكل مكون سياسي أو مجتمعي يثبت وجوده عبر صناديق الاقتراع.

لكن إن ظللنا نجرح  ببعض وننتقص من الآخرين ومحاولة شق الصفوف والتقسيم المناطقي ونأكل في جلد بعض، فهذا يخدم الأجندات المعادية لاستعادة الدولة، ولن تقوم لنا دولة أبدا، فرجاء أن نسمو ونترفع عن الصغائر ونتجه نحو رؤية جنوبية سياسية موحدة لاستعادة دولتنا، وسيحملكم شعب الجنوب على الأكتاف وسيكتب التاريخ بأسطر من نور: (هؤلاء هم بناة الدولة الجنوبية)، دولة المؤسسات وبناة الدولة الديمقراطية الحديثة.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص