آخر تحديث :الخميس 08 اغسطس 2024 - الساعة:02:57:29
لأننا بدون قيادة موحدة!
صالح محمد قحطان

الخميس 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

لأننا بدون قيادة موحدة لم نستطع أن ننتهج عملاً مؤسسياً منظماً ولم نمتلك رؤيةً وبرنامج عمل وخارطة طريق موحدة بل ظلت العشوائية والتخبط والمزاجية والعواطف هي التي تتحكم بعملنا ونشاطنا وأصبح الكل يخبص في السياسة من يفهم ومن لا يفهم والذى أطلق على هذه الحالة الدكتور الزامكي مصطلح سوق السمك ...

لأننا بدون قيادة موحدة لم نمتلك توصيف علمي قانوني موحد لقضيتنا نقنع فيه العالم بل ظلينا منذ بداية الحراك وحتى اليوم في جدل وصراع لا نعرف ما هو مشروعنا وماهي الدولة التي نناظل من أجلها ؟!هل نريد جنوبي عربي ؟!! أم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ؟!! هل فك ارتباط أم تحرير واستقلال  ؟!! ومن هو القائد؟!ومن هو الزعيم ؟!ومن هو الرئيس الشرعى؟!.. فإذا كنا لم نتفق ونقتنع بمشروع جنوبي موحد فكيف يمكن لنا أن نقنع الآخرين والعالم؟!..

لأننا بدون قيادة موحدة سمحنا للشارع والعواطف هي من تقود السياسة والنخب السياسية وباتت النخب السياسية تلهث خلف الشارع وليس هي من تقوده وتوجهه..

لأننا بدون قيادة موحدة سمحنا للأعداء والسماسرة والعملاء من اختراق الحراك وتمزيقه وتقسيم المقسم وتجزئة المُجزّأ وتفريخ المكونات وإشغالها بخلافاتها وصراعاتها وفي التضارب والتسابق على استحقاقات السلطة القادمة ولم نستطع أن نحدد من هو العدو؟! ومن هم الأصدقاء والحلفاء؟! ومن هي القوى التي ينبغي تحييدها في الداخل والخارج؟!

لأننا بدون قيادة موحدة سمحنا للمزايدين أن يزايدون باسم القضية الجنوبية.. وللسماسرة أن يتاجرون بالقضية الجنوبية .. ولأجندات صنعاء والخارج استخدم القضية الجنوبية ورقة لمصالحهم ، ولم نستطع أن نميز بين إقامة التحالفات والشراكة وبين التبعية واستقلال القرار الوطني الجنوبي ...

لأننا بدون قيادة موحدة أهدرنا الكثير من الإمكانات والطاقات التي لو وحِدت ونُظِمت لاختصرت الزمن والمعاناة والمسافات ، واستهلكنا الكثير من الوقت في خلافات وقضايا  ثانوية وذاتية مع الأسف والذي لو تم الاستفادة من هذا الوقت لما كان هذا حالنا..

لأننا بدون قيادة موحدة لم نستفد من الكثير من الأحداث والفرص لصالح قضيتنا أو أن يكون لنا فيها حضور ودور فاعل عدى حرب 2015م وحتى عاصفه الحزم لم يتم الاستفادة منها بشكل كامل وأفضل ؛ لأننا لم نمتلك قيادة تمتلك خارطة عمل حسب الأولويات وتتفاهم مع دول التحالف بصدد القضية الجنوبية وإقامة علاقات شراكة حقيقة لليوم وللمستقبل ؛ لأننا بدون قيادة موحدة لم نستطع أن نوجد فريق عمل جنوبي سياسي للتحرك الخارجي لشرح القضية الجنوبية للعالم. ..

لأننا بدون قيادة موحدة لم نستطع أن نوجد إعلام جنوني فاعل يخدم القضية الجنوبية عالميا ولم نستطع أن نمتلك خطاباً سياسياً وأعلامياً جنوبياً موحداً ...

لأننا بدون قيادة موحدة لم نستطع أن نحول شعار التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة ولم نستطع أن نتصدى لثقافة التعصب والتمترس والتخوين. ..

ولأننا بدون قيادة جنوبية موحدة لن نستطيع من تأمين مسيرة الثورة وترتيب البيت الجنوبي الموحد ومن مجابهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها الجنوب وتهدد حياته ومصيره ومستقبله. .

وأخيرا لأننا بدون قيادة جنوبية موحدة لم ولن يلتفت العالم لنا أو يتفاهم معنا لأن عند العالم مخاوف وحسابات ومصالح تحتاج إلى أن يقدم الجنوب لهم قيادة تمثله لكي يتفاهم العالم معها ...

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص