آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:17:38:02
إتفاق الشمال مع الشمال .. شهادة وفاة ( للوحدة ) وإعلان صريح بدفنها رسميا !
صالح شائف

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كنا قد أشرنا في موضوعات سابقة بشأن المشاورات التي تمت بالكويت وما قبلها ؛ بأن هناك صفقات تطبخ ويحضر لها في مكان بعيدا عن طاولة ( المخاورات ) وبأن الإتفاق المنتظر حدوثه -- وهو ماتم يوم أمس --- رغم هشاشته سيكون عنوانا جديدا لمرحلة أخرى من الصراع وسيفتح الأبواب واسعة أمام خيارات وإحتمالات كثيرة وسيكون أحلاها بطعم العلقم ؛ بالنظر لما تركته وتتركه الحرب من أثار وتداعيات خطيرة مازالت تتوالى حلقاتها تباعا وعلى أكثر من صعيد ؛ وأشرنا كذلك بأن القفز على حقائق الواقع التي فرضت نفسها على الأرض في اليمن وفي الجنوب تحديدا لا يمكن لها أن تسمح بمرور مخططات التجاوز أو التهميش أو الترحيل لقضية الجنوب التي يقف خلفها شعب وتاريخ وتضحيات قدمت في سبيل إستعادة الجنوب لدولته وسيادته على أرضه ولا يمكن أن تقدم هدية لحل مشكلة الحكم في صنعاء أو الإقتناع بما تجود به عاصمة القبائل على الجنوب وأهله مهما ٱتقن ٱصحاب هذه المشاريع في إخراجها ؛ ومهما لبسوا من ٱقنعة لإخفاء مشروعهم الثابت ( الوحدة ٱو الموت ) وهو ما يوحدهم عمليا في مواجهة الجنوب ويجعل من خلافاتهم وإختلافاتهم محصورة في نطاق تقاسم الحكم في صنعاء وعلى نصيب كل منهم من غنائم الجنوب الذي حولوة إلى ضيعة للإستثمار الخاص بٱصحاب النفوذ على تنوع عناوينهم وبٱبشع صورة عرفها الجنوب في تاريخه .
لذلك فٱن الجنوبيين --- جميعهم وٱينما كانت مواقعهم في اللحظة الراهنة --- ٱمام تحدي كبير مع ٱنفسهم ومع خصومهم في آن واحد ومع إيقاع الزمن المتسارع وتقلبات المواقف هنا وهناك ( إقليميا ودوليا ) وهو الٱمر الذي لا يسمح بالمزيد من الإنتظار حتى يٱتي المنقذون من كوكب ٱخر ٱو يتكرم الغير بخوض معركتنا التاريخية نيابة عنا ونحن قاعدون على مقاعد الأنتظار والمشاهدة !
ومع كل ذلك لننتظر وبترقب وحذر وإستعداد جدي لما هو قادم وكيف سيترجم هذا الإتفاق عمليا وما عواقب تداعياته ( شمالا ) وكيف سنستمثره ( جنوبا ) وبعيدا عن الإنفعالات والحسابات غير المدروسه ؛ لٱن كل الخيارات مفتوحه ٱمام الجميع ( شمالا وجنوبا ) إن لم يكن ذلك ضمن صفقة شمالية شمالية وتتويجا لمصالحات تمت بالسر بين مختلف الٱطراف الشمالية ( بما فيها جناح الشرعية ) وهو مانبهنا له ولخطورته مرارا ومنذ وقت مبكر ؛ وسيصب ذلك رغم خطورته في خدمة الجنوب إذا ما صحت الضمائر وهزمنا الذات القاتلة في نفوسنا وٱشتغل العقل السياسي الجنوبي بتفاعل وإيجابية وبتناغم وطني يحقق القدر المعقول من التوافق والمسؤولية المشتركة ؛ والطريق إلى تحقيق كل ذلك يعرفه الجميع إذا ما توفرت الإرادة الوطنية والسياسية وصدقت النوايا وٱنتصر الجميع لمبدٱ التصالح والتسامح حقا وفعلا وهو مانحتاجه ٱكثر من ٱي وقت مضى .!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص