آخر تحديث :السبت 04 مايو 2024 - الساعة:23:41:14
عصيان طوعي أم قسري
باسم الشعبي

السبت 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

جرب الحراك العصيان المدني مرات ومرات منذ أربعة أعوام تقريبا، وفي كل مرة كنا نقول :في المرة القادمة سوف تنضج الفكرة وسيترشد الأسلوب، لكن هذا لم يحدث فما شاهدناه اليوم يوحي ، بأن العيال لم تتعلم لا بالتجربة ولا بالتكرار الذي يعلم الشطار، ولم يعلم القيادات التي جعلت من العصيان مجرد أسلوب وأداة كما لو كانت توظفه القوى المتصارعة على السلطة ضد بعضها البعض، فيضيع الهدف السامي والنبيل للعصيان بما هو شكل احتجاجي مدني وسلمي وسط ركام الفوضى ومنطق العنف والقوة والتهديد التي يفرض بها العصيان في عدن، وما حدث اليوم يؤكد الفرضية القائلة إننا شعب لم يتعلم من أخطائه.
العصيان بدون حاضن اجتماعي منذ أربع سنوات ونيف تقريبا.. هل تعرفون ما هو الحاضن الاجتماعي؟؟ إنهم الناس والمجتمع الذي يفترض أنه يتجاوب تلقائيا مع دعوة كهذه، لكن هذا لم يحدث فيتحول العصيان من كونه سلمي إلى عصيان قسري بالقوة، فتقطع الشوارع وتحرق الإطارات وتغلق المحلات، تحت التهديد والوعيد وكذا المرافق الحكومية كما حدث اليوم في خور مكسر وكريتر وقلك العصيان نجح مائة بالمائة.
الحراك حركة اجتماعية فتية ينبغي أن تصدق في الأقوال والأفعال وإلا خسرت الناس والمجتمع، وأصبحت بلا حاضن وغطاء اجتماعي، ثم عليها أن تسال نفسها ما الذي حققه العصيان منذ أربع سنوات؟ ما هو المكسب السياسي الذي حققه العصيان؟ وهل نجح الحراك بالعصيان في كسب الناس أم في تنفيرهم ؟
العصيان أسلوب مدني وحضاري وشكل راق من أشكال النضال السلمي، ومن حق الحراك أن ينفذه متى شاء، لكن بما هو مدني وسلمي لا بما يتعارض ويتقاطع مع الفكرة أساسا، فتبدو مشوهة ومنبوذة، وبدلا من أن تحمل نتائج ايجابية تزيد من رصيد الحراك شعبيا، تأتي بنتائج سلبية وعكسية.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل