آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
ثقافة الاستبداد والخنوع!
ابراهيم ناجي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

جوع كلبك يتبعك عقيدة (لاشعورية) مستقرة في نفوس الطغاة المستبدين وإن نفوا عن أنفسهم تلك الأفكار لكن حين تنظر في سلوكهم وممارساتهم العملية تعلم يقينا مدى تأصل هذه الثقافة في أعماق نفوسهم فقد يتبرأ مستبد بلسانه من ثقافة الاستبداد ويطيل الحديث عن الحرية والديمقراطية وحينما تنظر إلى الواقع ترى عكس ذلك تماما (يهذي بما لا يدري) القصد من  حديثه وخطاباته تخدير من حوله وإيهام الإتباع وإنصاف المتعلمين بضرورة الطاعة ظانا في نفسه أن ما يقوم به سببا لتحريرهم من الذل والهوان ولهذا يتعمد إفقار الناس وحرمانهم بطريقة (لاشعورية) فيمارس هو وأتباعه  كل أصناف القهر والإقصاء والتهميش والإلغاء ويصادر الحقوق والحريات ويكمم الأفواه مع هذا يخرج إلى الشعب يحدثهم  عن الحرية والمساواة والعدل والرخاء والتقدم وهلم جرى من الكلمات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ليتحدث عمن صادر الحقوق ونهب الأموال وأذل الشعب وووو محذرا منهم وبلاشعور يبرء نفسه  فيصدقه الأتباع الجوعى وتراهم يلهثون وراء الفتات التي يرميها لهم من حقوقهم وهم يهتفون باسمه  لهذا رأينا الفقر يعمل عمايله في تقبل هذه الثقافة التي يطلقها هؤلاء الطغاة المستبدون وخاصة في البيئات والمجتمعات القابلة لذلك والتي  تكون فريسة سهلة للاستبداد بكل أنواعه وبغض النظر عن صاحبه كان رئيسا أو مسؤولا أو قائد عسكريا أو شيخ قبيلة أو سيداً "لا يأتيه الباطل من بين يديه" فالمشكلة هنا ليس بشخص المستبد ولكن في القابلية الموجودة لدى المجتمع ولهذا رأينا مجتمعات ترفض الاستبداد لم يكن  للطغاة المستبدون وجود  فيها وإن وجدوا سرعان ما تجبرهم شعوبهم على التنازل و الرحيل من دنياهم ,فلابد  من أن تكون خطوات العمل الأولى نسف هذه القابلية من نفوس الناس وزرع روح المقاومة والنضال وغرس ثقافة الحرية والتجرد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص