آخر تحديث :الثلاثاء 11 مارس 2025 - الساعة:02:18:38
استهجان واسع لما تعرض له دكتور وأكاديمي جامعي في بريد خور مكسر
(الأمناء نت / رصد/ ياسين الرضوان :)

حالة استهجان كبيرة جراء الممارسات العشوائية التي يتم ممارستها في مكاتب البريد بعدن خاصة والمناطق المحررة عامة.  ويتعرض العديد من المواطنين لانتهاكات جسيمة وتهديدات من قبل بعض حراس البريد، جراء اعتراضهم على أساليب العشوائية في صرف المبالغ المالية والرواتب.

 

استغلال الوظيفة للكسب غير الشرعي

ويعاني الموظفون إزاء حالة الاستقطاعات غير المبررة، وتحول العديد من موظفي البريد أو بعض الوسطاء إلى تجار يمارسون أعمال الوساطة والنصب والاستقطاعات غير المبررة وغير القانونية، مستغلين الوظيفة الحكومية للكسب غير الشرعي، بتواطؤهم.

وشكا عدد من المواطنين مكاتب بريد عدن، جراء التعسفات التي يقومون بها تجاه الموظفين، وقيامهم بخصومات غير قانونية، ودون أن تتحرك قيادة بريد عدن، بعمل رقابة حازمة توقف هذا العبث الذي تسبب بحالات اعتداءات عديدة للموظفين.

وكان من بين آخر الاعتداءات التي شهدتها الفترة الأخيرة هي الاعتداء على الشخصية الأكاديمية في جامعة عدن الدكتور/ أمين صالح العلياني، نائب عميد كلية التربية صبر، لشؤون الدراسات العليا.

واعتبرتها الأوساط سابقة ومنزلقاً خطيراً تنحوه مكاتب البريد، التي يفترض أن تلتزم الحفاظ على أمانتها وسمعتها، التي باتت في الحظيظ بسبب توارد الشكاوى الكثيرة من قبل المواطنين..

وقَدِم الدكتور أمين العلياني إلى مقر صحيفة "الأمناء" لعرض شكواه وتعرضه للاعتداء الجسدي والألفاظ النابية والتهديد في حرمة بريد خور مكسر !..

 

التوقيع على مبلغ لم أستلمه !

وقال العلياني أنه أتى لاستلام مبلغ مالي من البريد، لكنه فوجئ بخصم مبلغ كبير من المبلغ الذي طلبه، مضيفاً: "يريدون إرغامي على التوقيع على مبلغ مالي، لم أستلمه كاملاً، مهددين إياي باستلامه، وحمد الله عليه، وكأنه أُعطية منهم، أو مصروف يتفضلون به عليّ ! ، وهذا ما يحدث مع الجميع من المواطنين؛ لكنني إنسان متعلم وأعي الصح من الخطأ، ولا أقبل ليّ الذراع، ولست ضعيفاً، وهنا الضعف المقصود، ليس ضعفي الشخصي بل ضعف الناس من حولي، لأنني إن رضيت بالممارسات الخاطئة فإن معنى ذلك أنني أسن على أبناء مجتمعي سننا سيئة، وسيحاسبنا الله على كل لحظة كان بإمكاننا الانتصار فيها للحق ولقيم العدالة والضعفاء، ولم نفعل ذلك".

وأتبع بقوله: " قمت بتحرير شكوى في إدارة أمن خورمكسر، وقمت بتسجيل بلاغ رسمي ضد مكتب بريد عدن وإدارته، منوهاً إلى أن ما حدث له من اعتداء لن يكون الأخير، كما لم يكن الأول، حتى يتم تمريره والتغاضي عنه".

وقدّم العلياني نسخا من شكاوى أخرى ضد البريد وكذا نسخا من الفحص الطبي بعد الاعتداء عليه، مطالباً الصحيفة برصد حالات الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون، وكذا القيام بنزولات عشوائية ليمارسوا أسلوب الرقابة الذي يفترض أن تقوم به إدارة بريد عدن، وليقوموا بعمل استطلاعات للرأي بين أوساط الموظفين والمتقاعدين، وما يتعرضون له من حالات تعسفية، وهو ما جعلني أتوقف هنا  - حسب قوله.

 

تجار وسماسرة

وأكد على أهمية تسليط الضوء على مثل هكذا قضايا تهم المواطنين والنزول المباشر، للبحث في أساليب الفساد الممارسة في مرافق حيوية كمكاتب البريد، مواصلا حديثه: " لقد قرأت لمرات عديدة في صحيفتكم، أساليب السمسرة التي يمارسها الموظفون هناك، والمقابل الذي يلاقيه موظف أو ما سميتموه أنتم في أحد استطلاعات الرأي (سمسار البريد)، وهنا نقول حتى لا نكون دقيقين في توصيفنا، البعض منهم الذين تحولوا إلى ممارسة المهنة بطريقة أخرى، وهذا ما يجعل الموظف العادي يدفع الثمن كاملاً ".

 متبعا حديثه بتأسف: "كلما أتت أموال، تم سحبها بغمضة عين، بسبب حجز المال لمن دفعوا لهم فقط، وكل واحد لديه شبكة من الموظفين الذين لديهم الاستعداد لدفع مبلغ بدلا من حالة المتابعة التي يتعمد كثير من الموظفين توليدها، حتى يتم الاستلام عن طريق وساطة تجار البريد، ولست أبالغ إن قلت (تجاراً) ولكم أن تحسبوها بالرياضيات والأرقام، فمقابل مائة موظف على أقل تقدير، يتم خصم خمسة ألف أو عشرة وبعضهم يأخذ على الموظف نصف الراتب، في حالة أخذ السمسار خمسة ألف على مائة سيكون الناتج الشهري نصف مليون، والعشرة ألف سيكون مليون، وعليها قيسوا الأرباح التي يدرها العديد من السماسرة في البريد، وأقولها لكم بالفم المليان، اذهبوا وتحسسوا أوضاع الناس وتحققوا مما أقوله، واسألوا الموظفين الذين يعانون أياما دون أن يتمكنوا من استلام مخصصاتهم، وقوت أولادهم، وكل ذلك بسبب ممارسات الفساد المجنونة، أرجوكم.. الناس في حالة يرثى لهم، والأمانة في أعناقكم كأصحاب أقلام وصحفيين، والناس يؤمّلون فيكم الخير، وليس لهم سند سواكم، فلا تخذلوهم ".

وتضامنت نقابة الهيئة التدريسية في كلية التربية ردفان مع الدكتور العلياني وعدد كبير من أساتذة جامعة عدن جراء ما تعرض له من اعتداء سافر على قيم الأكاديمية، وأنه إذا تم السكوت على هذا الموضوع فإننا بانتظار حادثة اعتداء أخرى على دكاترة جامعة عدن - حسب قولهم.

 

شكوى لمحافظ لحج

وبعث العلياني ببرقية شكوى لمحافظ لحج رئيس المجلس المحلي د. ناصر محمد ثابت الخبجي، يخبره بما تعرض له من اعتداء كونه من أبناء محافظة لحج.

وجاء في الشكوى التالي: ( قصتي مع بلاطجة بريد خور مكسر  بدأت بعد أن خرجت من الدورة الطرائقية التي أُقيمت الأسبوع الفائت في ديوان الجامعة .. خرجت مع الساعة الثانية عشر ونصف ظهرا ووصلت البريد في خور مكسر يوم الاثنين الفائت والناس محتشدة  تقول "كمّل الراتب وعاده جاء قبل ربع ساعة ! .. " ، سألت أحد العمال : "كيف كمل الراتب وما صرفتم إلا لأقل من ثلاثين حالة والمبلغ الذي جاءكم عشرة مليون ؟! " ...قالوا : "اسكت سنحل مشكلتك بطريقة خاصة" ..قلت : " كيف خاصة والنساء مفترشات الأرض والعجزة مثلهم ؟! "..قالوا :" ادخل أنت والغرفة الداخلية واستلم حقك"  ..راودني الشك في هذا الرضوخ للاهتمام بي والناس مفترشة الأرض ..قلت سأدخل ..فدخلت  هذه الغرفة الداخلية وإذا هناك محاسب  عليه ستة من السماسرة وهم يسقطون من الكمبيوتر أسماء كوم من صور بطاقات المعاش لأناس أغلبهم من المناطق من مختلف المحافظات الشمالية بينما يتم تجاهل من هم بداخل البريد، ولا نَتَجَنّى على الآخرين فهذه رواتب وقوت أولادهم، لكن المصيبة أنهم لا يقومون بعمل إنساني، بل من أجل ما يتحصلون عليه من مقابل جراء خصمهم رواتب الناس المساكين.. ومع ذلك التزمت الصمت وطلبت منهم استلام راتب شهري أغسطس وسبتمبر  لوالدي واثنين إخواني ..قالوا : " وقّع على الشيكات" ..قلت : " اعطوني الفلوس ثم أوقع " ..أعطوني مائة  وستين ألف ..وراتبهم الحقيقي مائة وستة وثمانون ألف ..قلت : "أنا لا أوقع إلا على المبلغ كاملا  والفلوس خلوها عندكم ..وأنا سأبلغ مدير البريد وإذا لم ينصفني اتجهت للشرطة " ..،وقالوا :" توقع الأن وإلا ‘‘مطيناك’’ هنا حتى توقّع بالقوة " .. استهجنت ما قالوه بحقي باستخدام القوة ضدي .. ومباشرة قام أحدهم ليضربني من الخلف بالرأس ليغمى عليّ ..فوقعت لكنني عندما أفقت ضربته بالجنب.. وقام الثاني من الاتجاه الأمامي يريد يلطمني مسكت يده وركلته بقدمي في أحشائه .. استنجدت بالناس الذين خارج الزجاج فدخل بعضهم.. وبعد أن كنت في حالة صدمة مما يجري خرجت للدفاع عن نفسي وأخذت أحجاراً صغيرة وقلت : " ادفعوا راتبي كاملا وإلا لرجمتكم إلى داخل الغرفة " ..رجمت  حجرة واحدة حتى أكون واقعيا بوصفي ما حدث وكان ذلك بسبب تجمعهم ضدي ما اضطرني الأمر لفعل ذلك.. وخرجت من البريد أريد أتوجه إلى الشرطة ..تعثرت عند النزول وارتميت على ظهري على الإسفلت ..قمت ألملم حقيبتي وبعض أوراقي وإذا بستة أفراد يهل واحد عليّ بالزبط والدكم.. وكان أحدهم  يضربني بحجر بالرأس والوجه والعين اليمنى والآخران ماسكان علي يداتي وأرجلي ..أُغمي عليّ ولا دريت إلا وأنا بمستشفى الجمهورية .. بعدها توجهنا إلى الشرطة وأخذوا أقوالي والشهود وأنجزت وأعطوني ورقة للفحص والتقرير الطبي الذي كُلفت بعمله من الشرطة.. وبعدها اتصلت بنجيب سالم لإنقاذي وإبلاغكم  وجاء وقام بواجب يشكر عليه لكن  اليوم الثاني أبلغت النقابة بهذا الفعل الجبان وأخبرت رئيس الجامعة ..رئيس الجامعة تجاوب بعض الشيء فاتصل بمدير البريد ..مدير البريد أجبره  رئيس الجامعة ليتصل بي ويحل المشكلة .إلى الآن لم تحرك شرطة خور مكسر ساكنا .ولا مدير البريد .. هل ترضون أن يفعل بعضو هيئة تعليمية ومستشار لكم  بهذا العمل الإجرامي الجبان ؟! ..أرجو مساعدتي لأنكم صوت الحقيقة المواجه لأصوات الفساد ومقارعته ).

 

  جريمة مكتملة الأركان

ووصف المحامي "عبدالله الوحيشي" تضامنا مع صديقه الأكاديمي العلياني بأنه لا ينبغي "تضميد الجرح دون تنظيف داخلي".

مضيفا: " كان وسيبقى القانون في كل بلاد العالم الراقي والمتحضر هو وسيلة لحماية الضعفاء والأقليات والمهمشين والبؤساء وليس لحماية القوي والسلطة الحاكمة والتي دوما ما تسعى لتحوير نصوصه وتسخيرها لصالح أن يصفق لها الشعب ويمجدوها فيثور النشطاء والشرفاء أن محاولات تجري لتحويل القانون إلى مسخرة ولذلك صُوِّنَت حرية الفرد العامة والخاصة وحرية المجتمع ومُنِحت الشعوب في تلك البلدان جميع الحقوق الفكرية والتعبير عن الرأي وصولا لحقوق المجتمع كاملة ، والحديث في ذلك يطول الشرح فيه لكني اتخذته مدخلا لألج في تضامني مع الدكتور أمين العلياني الأستاذ الجامعي والمنسق الأممي وما تعرض له من انتهاك وجريمة شنيعة جدا ، وتكمن الشناعة في المكانة العلمية والقيادية للمجني عليه والاختصاص الإداري والوظيفي للجناة وتحولهم من موظفين عامين إلى مجرمين في مرفق البريد الذي أُنيط به خدمة المتقاعد والجريح وأرملة الشهيد وابنه قبل الآخرين في تسليم رواتب تأتي بعد شق الأنفس ولذلك فإن الأمر ليس مقصوراً على بريد خور مكسر بل كل المكاتب في المحافظات والمديريات بل وتحوّل الدولة والحكومة إلى عصابة إجرامية ضد مواطنيها عن طريق موظفيها العاملين ".

وأتبع: " إن الجريمة التي تعرض لها الدكتور العلياني هي جريمة جنائية ربما تكون غير جسيمة وأركانها تشمل الاعتداء والسرقة والنصب والاحتيال إذا ما تم تكييفها جنائيا وتقديمها للقضاء ، غير أن الجريمة من منظور أخلاقي واجتماعي وسلطوي كبيرة جداً بحجم كبر الجراحات الغايرة في الوطن والتي تدمي أجساد البسطاء والعامة في كل الخدمات والحقوق المعيشية وليس السياسية والفكرية وأن السكوت عليها ليس في اختصاصها المكاني فقط بريد خور مكسر والذي يعتبرون مجرمين ومتهمين بل وضع كل المكاتب للبريد كمشبوهين يمارسون نفس ما مارسه مجرمو بريد خور مكسر غير أنهم لم يكشفوا حتى الآن نظراً لتقبل الناس الظلم الذي يمارسوه والذي رفضه الأكاديمي أمين والذي لا أعتبره مجنياً عليه بل جريحا ومناضلا انتفض ضد الظلم والفساد.. شكراً لك يا صديقي المناضل الصلب والأكاديمي الخلوق.. "









































شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل