آخر تحديث :الخميس 23 مايو 2024 - الساعة:09:14:42
رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية: افتقاد العرب الى استراتيجية موحدة لحماية مضايقهم المائية خلق طمع ايراني بها
(الأمناء نت / خاص )

 

قال رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والاحصاء ان افتقاد العرب لاستراتيجية موحدة لحماية المضايق المائية العربية اكسب ايران فرصة للسيطرة عليها.

 

 

 

وقال حسين الحنشي في ورقة عمل قدمها الى ندوة علمية عن القرصنة والامن العربي نظمتها جامعة عدن : عدم اتملاك الدول العربية استراتيجية مشتركة وواضحة لحماية مضايقها المائية هو هو امر غريب في ظل الصراعات احالية والتهاب الشرق الاوسط بصرعات اقليمية ودولية وهو ماسمح لايران بتنفيذ استراتيجيتها التي كلنا نعرفها منذ قيام ثورة ايران عام79م.

 

 

 

وأضاف الحنشي:استمرار الدول العربية في مرحلة "معالجة الازمات" وانتظار اخرى امر يجب مراجعته فترك بعض الدول العربية المكتظة بالسكان للفشل النسيان اوجد فرص لتكوين صداقات واحلاف لبعض القوى المحلية داخل كل دولة مع ايران وغيرها.

 

 

 

وأكمل : يفترض ان تكون هناك استراتيجيات عربية شاملة في مجال حل النزاعات وتحصين الدول العربية الهشة وعدم ايجاد ثغور وهو السبل التي يمكن لدول محورية محمية بانظمة متماسكة ووفرة اقتصادية طرقها لتحصين العالم العربي من الاطماع الاقليمية والعالمية.

 

 

 

واردف: حتى بعض الدول المجاورة للعرب يجب ان تسملهم "دوائر امان" في افريقيا واسيا حتى نضمن عدم وجود قدم ايرانية او اسرائيلية حتى في دول القرن الافريقي الفقيرة كارتريا واثيوبيا .

 

 

 

وكان الحنشي يتحدث ضمن الندوة العلمية التي قدمت فيها اوراق علمية رصينة عن القرصنة وامن المضايق العربية واقيمت بقاعة كلية الطب بحضور نائب رئيس الوزراء ووزراء التعليم العالي والسياحة ووكلاء المحافظة ورئيس الجامعة وعمداء الكليات وباحثين مهتمين بالشان البحري وامن المضايق وطلبة الجامعة.

 

 

 

نص ورقة العمل:

 

 

 

 

 

 

مخاطر المخطط الإيراني على الممرات المائية والأمن العربي وسبل مكافحة أدواتها !

 

مـقــدمــــة:

اشكر رئاسة الجامعة للتطرق إلى مثل هذه الأمور التي تعد مطلبا مهما وآنيا لأي صانع قرار وخطوة في الاتجاه الصحيح من أي بيت فكر أو مؤسسة للأبحاث الاستراتيجية أو مؤسسة يراد منها الإسهام في صنع رؤية واضحة للباحثين وصناع القرار، وجامعة عدن احدى تلك المؤسسات العريقة.

تعتمد الدول التي قطعت شوطا في التنمية السياسية وفي استراتيجيات التخطيط على ما يعرف بخزانات الفكر أو (الثنك تانك) لإيجاد رؤى تضع المخطط والمنفذ على طريق صحيح وأتمنى أن يلتفت صناع القرار إلى ما تقوم به الجامعة وما تكتنزه من عقول أكاديمية وخبرات يهمها رسم طرق جلية لصنع مستقبل افضل.

والسواحل اليمنية (2500 كيلو متر) لاسيما الجنوبية منها محاذية لأهم خطوط نقل الطاقة العالمية كما تعد المضايق لاسيما (باب المندب) احد اكثر المضايق التي تمر من خلالها خطوط نقل الطاقة وتعد السيطرة عليها سيطرة على إمدادات الطاقة إلى اوربا والقسم الغربي من العالم جزئياً.

تبني ايران استراتيجيتها للسيطرة على المضايق المائية من خلال سيطرتها على مضيق هرمز في الخليج العربي لتضمن في زمن قياسي خنق الإمدادات رغم كونها تمثل تحديا كبيرا حيث بإمكان المملكة استخدام موانئها على البحر الأحمر في الجهة الغربية ولن تستكمل استراتيجية ضرب المدن الحرة والدول المطلة على الخليج ومنتجاتها من الطاقة إلا بضمان السيطرة أيضا على باب المندب وهو هدف استراتيجي إيراني.

وفي هذا الخصوص نشرت صحيفة عالمية تصدر من لندن تصريحا لمصدر في نظام الحكم الإيراني قوله "الاستراتيجية الإيرانية الجديدة تضع في اعتبارها مسألة التحكم بالممرات المائية الدولية، وتريد الوجود في البحر الأحمر وبحر العرب لتتمكن من ضم مضيق باب المندب إلى مضيق هرمز، ومن ثم يسهل عليها التحكم بحركة التجارة العالمية، وخطوط الطاقة عبر هذه الممرات".

وتطرق الأساتذة في أوراقهم إلى الهدف من السيطرة على تلك المضايق أو حتى السواحل ككل رغم كون خليج عدن والبحر العربي يعج بالقوات الدولية لمكافحة القرصنة والتهريب...

أدوات السيطرة الإيرانية:

تعتمد السياسية الإيرانية منذ الثورة في 79م على (استراتيجية كسب النقاط) ضد الخصوم وتصدير الأفكار وصنع الكيانات الموالية على مدى زمني طويل قبل قطف الثمار وعلى عدم التصادم مع القوى الكبرى رغم التصريحات الإعلامية المتشنجة من القيادات الإيرانية إلا أن دبلوماسية ايران تعمل على الواقع عكس ذلك.

 

لإيران أدوات يمكن حصرها كخطر حقيقي، واهمها:

 

1. الاعتماد على استراتيجية "ملء الفراغ" في بعض البلدان التي تعاني من المشاكل الداخلية والفشل أو حتى الفقر والإهمال من قبل المحيط العربي لاسيما دول في القرن الأفريقي (أرتيريا مثال) كما تتواجد ايران مع مجموعات خارجة عن القانون تعمل بصورة منفردة في الصومال مثلاً..

2. اللعب على الوتر الطائفي أو المجموعات المتروكة في البلدان العربية وتنميتها ودعمها وجعلها أداة تتبع المحور الإيراني (حزب الله اللبناني حزب الله الكويتي حركة انصار الله في اليمن ومجموعات صغيرة مخالفة حتى لإيران في المذهب والطائفة) واللعب على التباينات العربية في الأنظمة (كالعداء بين أنظمة الممانعة والمقاومة) وبين النظام السعودي مثلاً.

3. استخدام الجماعات المصنفة عالمياً (إرهابية) رغم الاختلاف المذهبي وإيواء قيادات وتقديم الدعم بطرق ملتوية وعبر أنظمة عربية وأجهزة مخابرات لأنظمة عربية علمانية.

4. العمل على مشاركة العالم في جهود مكافحة القرصنة لضمان التواجد في الممرات المائية بصورة قانونية مع العمل على استغلال ذلك لإيجاد طرق تهريب للمجموعات المحاصرة التي تدور في فلك ايران.

5. اللعب على التباينات العالمية في نظام عالمي يتشكل من أقطاب متعددة بعد عودة روسيا لأخذ دور عالمي والصين كقادم قوي وتقديم مقابل لأخذ غطاء من هؤلاء.

سبل المكافحة:

 

بعد معرفة الأدوات الإيرانية المستخدمة في الاستراتيجية الشاملة للتعامل مع المنطقة ككل وفي الشأن المائي خصوصا، يمكن بناء استراتيجية عربية موحدة لتأمين المضايق العربية والسواحل ككل.

ويمكن أن تعتمد الاستراتيجية العربية على الاتي :

 

أ‌- إجراءات قصيرة المدى (تكتيكية):

 

1. ضمان تحرير المناطق اليمنية المطلة على مضيق باب المندب من يد الانقلابين وتركيز الجهد العسكري لأجل ذلك واستثمار القرارات الأممية فيما يخص تامين السواحل اليمنية وعدم إيصال السلاح إلى المتمردين والعمل على كشف ضلوع ايران في ذلك بالأدلة.

 

2. العمل الدبلوماسي لإيجاد قرارات إدانة واستصدار عقوبات بحق ايران بعد أثبات ضلوعها في انتهاك القرارات الأممية الصادرة قبيل عاصفة الحزم واهمها القرار 2216.

 

3. دعم قوات خفر السواحل اليمنية وإيجاد استراتيجية يمنية ومعاهدة دفاع عربية عن السواحل في سبيل الحد من القرصنة والتهريب.

 

4. إيجاد نظام مستدام وقائم على ضفتي خليج عدن وبحر العرب في (اليمن والصومال) وضمان تنمية مستدامة وعدم تجدد الحروب وإدماج النظامين في الكيان العربي.

 

 

 

ب‌- إجراءات طويلة المدى (استراتيجية):

 

1. تامين السواحل ابتداء بتامين الداخل عبر إيجاد استراتيجية تنهي التباين و(تصفر) المشاكل في البلدان العربية، واحتواء الكيانات التي تشعر "بالضيم" وجعل البعد "القومي" العامل الرئيسي في التعامل وليس البعد "الطائفي" أو المذهبي، لضمان عدم حصول ايران على "أصدقاء" في الداخل العربي.

2. بناء استراتيجية الدوائر للنظم العربية ثم للوطن العربي ككل، بحيث تشمل المحيط الأفريقي أو الأسيوي القريب من العرب يكون "جوار صديق" وغير قابل للاستخدام من قبل ايران وغيرها.

3. إيجاد اتفاقية عربية مشتركة للدفاع عن المضايق "الاستراتيجية" بحث نضمن أن الدول العربية الأقوى تشارك في تأمين ممرات ومضايق في الدول العربية الأضعف والأقل مناعة ضد الاختراق.

4. الاعتماد على القانون الدولي في تامين المضايق وربط "منافع العالم" باستراتيجية دفاع وتأمين لتلك المضايق والاستفادة من كون العالم الغربي مستفيدا رئيسيا منها.

5. استخدام علاقات العرب حتى من "الدول غير المطلة على المضايق" مع الدول ذات الثقل العالمي للضغط على ايران للحد من تواجدها على البر والبحر العربي وعدم إيجاد دعم للقوى المتمردة في الداخل.

6. إيجاد استراتيجية "هجومية" يمكنها حشر ايران في الزاوية، والانطلاق من وضع الدفاع المزمن لدى العرب إلى وضع الهجوم الرادع، ونقل بعض الصراعات التي يمكن خلقها إلى الداخل الإيراني.

7. تنقية الأجواء العربية ككل بين الأنظمة وعدم إيجاد فرص تباين ومشاحنات تضطر بعض الأنظمة العربية إلى مد يدها لإيران في سبيل الدفاع عن نفسها.

 

 

خـــتـــــام :

 

وفي الختام يمكن القول أن إيجاد حلول للمشاكل العربية واحتواء النعرات الطائفية والمذهبية وتحصين الجسد العربي في الداخل هو الضمانة الأكيدة لإيجاد سواحل عربية أمنة وتحت تصرف العرب.

وفي استراتيجية المعركة الطويلة وغير المنتهة مع ايران يجب التأكيد أن السماح بوجود "ظلم" وفوارق كبيرة بين الدول العربية وترك دول فاشلة منسية مكتظة بالسكان هو المدخل والثغرة التي تتسلل منها ايران وغيرها وان المعالجات الأمنية والعسكرية ليست حلا نهائياً ولا قابلة للنجاح في كل مرة.

لن تكف ايران عن استغلال تباينات العرب ومشاكلهم الداخلية والعربية العربية للوجود وإيجاد موطئ قدم في اي بقعة، ويبقى لصانعي القرار الاعتماد على مركز الفكر والاكاديميين لصنع استراتيجية تأمين عربية تنهي استغلال الغير لمشاكل الوطن العربي المزمنة.



شارك برأيك