آخر تحديث :الجمعة 27 سبتمبر 2024 - الساعة:22:16:04
رجال وأطفال ينوبون عن الدولة في إصلاح الطريق الموصلة بين أبين وعدن (تقرير وصور)
(تقرير / الخضر عبدالله )

كغيرهم من الناس الواقعين في دائرة الفقر والحرمان، رجال في العقد السادس من العمر، وأطفال لا تتجاوز أعمارهم سن البلوغ, إلا أنهم لم يتركوا أنفسهم بدون أي عمل ولم يرتضِوا لأنفسهم أيضاً الركون إلى حياة الفراغ، بل جعلوا من حياتهم حياةُ مكللة بالعمل حتى لو لم يكن ذلك العمل يدر لهم بالدخل مقارنة بالجهود المبذولة في سبيل إصلاح وتمهيد الطريق الموصلة بين عدن وأبين, فالطريق  تعاني من حفر وأكوام ترابية تعرض المارة للحوادث المرورية  والتي سبق وأن نجمت عن خسائر فادحة في الطريق نفسها.

"الأمناء" تسلط الضوء على هذه الظاهرة وتوافيكم بالتفاصيل التالية في الأسفل ..

رجال في العقد السادس

ومع إشراقة كل صباح يغادر الرجال والأطفال منازلهم ليبدؤوا يوماً جديداً مع العمل في تسوية وطمر الحفر الموجودة في الطريق, فهم يبذلون جهوداً جبارة في إصلاح الطريق نظير ما يتحصلون عليه من  سائقي السيارات من أموال جميعها مبالغ زهيدة جداً، وعند لقائنا بهم كانوا حاملين المعاول ويقومون بإصلاح الطريق بكل تفانٍ  في طريق "عدن أبين " الذي يربط المحافظات الجنوبية مع دولة سلطنة عمان الشقيقة وبفضل جهودهم في العمل كانت الحفر التي  قد تسببت بأكثر من انقلاب سيارة في  الطريق ،هو اليوم أقل بكثير مما كان عليه في السابق من خطورة..

رغم أنهم يعانون من الظروف المعيشية القاسية جداً وليس لديهم أي دخل حتى من صندوق الرعاية الاجتماعية، حد قوله .

منذ عام من الزمن تماماً وتقريباً بعد الحرب المشؤمة التي شنتها مليشيا الحوثي وعفاش وهم يعملون صباحاً ومساءً و يقول أحدهم  يبلغ  من العمر 60 عاماً لم يعرف عن اسمه : "أنا لي عام من العمل في هذه الطريق، أعمل فيه بكل جد وتفان في الطريق الموصلة بين عدن وأبين وكونه خط دولي، نردم الحفر ونبعد الاحجار وأكوام التراب من الطريق حتى تمر السيارات بشكل مريح جداً".

أطفال صغار في مقتبل العمر

وعلى طول الطريق الرابطة بين عدن وأبين  تصادفك جماعات متفرقة من الأطفال دون الـ15، أطفال يحملون معدات بسيطة من فؤوس ومعاول، يحملون التراب والحصى ويشتغلون بملء تلك الحفر العديدة التي يعج بها الطريق.

ومنذ الساعات الأولى من كل صباح وهؤلاء الأطفال يعملون بكد من أجل  مال زهيد من الريالات قليلة قد يجود بها سائق سيارة  وقد ينطلق بسيارته وأعينهم تتابع اختفاءه في انتظار سيارة أخرى..

أطفال يعيشون على قارعة الطريق التي تربط الجنوب بدولة عمان لا مكان يقضون فيه فراغهم الطويل سوى هذا العمل الاختياري الذي لا شيء يحدد مداخيله البسيطة سوى عدد عابري الطريق وأمزجتهم الرائقة.

ومن جانب آخر يأمل أصحاب السيارات في استصلاح الطريق حتى يتسنى المرور فيها بأمان وراحة ،أما بقاؤها على هذه الحال أمر يزعج السائقين على وجه عام, لا سيما المارون في تلك الطريق الرابطة بين عدن وأبين



شارك برأيك