آخر تحديث :الاحد 20 اكتوبر 2024 - الساعة:13:39:13
لقاء مجتمعي عدني يدعو إلى عقد مؤتمر تربوي شامل للخروج بحلول جذرية..واقع التربية قبل الوحدة وبعدها وما تعرضت له خلال 30 سنة من تدمير ممنهج(تقرير)
(تقرير/ أحمد العقربي - منير مصطفى)

وقف عدد من الكوادر التربوية وممثلو السلطة المحلية وشخصيات اجتماعية وثقافية وصحية وإعلامية  وممثلون عن المجتمع المدني ومنظمات الطفولة أمس أمام واقع العمل التربوي في عدن والمستوى البائس المتردي والمنغصات التي سادته من اختلالات أمنية التي حالت دون استئناف الطلاب لدراستهم وانعكاسها سلبا على الطالب ومستواه العلمي والتربوي والقيمي والانتماء الوطني .. وتبصيره بدوره الوطني والإسلامي والأخلاقي والقومي وموقفه من الخدمات العامة والملكية العامة والخاصة وتأثره بالثقافة الدخيلة  على أخلاقيات أهالي عدن .

تحديات وصعوبات

وتطرق اللقاء الذي نظمته جمعية العيدروس النسوية الاجتماعية إلى عدد من التحديات والصعوبات التي تجاري العملية التربوية بدءا بمبنى المدرسة مرورا بضعف إدارتها وأيضا تدني مستوى المدرس العلمي والثقافي وحتى إخلاصه للمهنة إلى جانب مستوى الطالب المتردي والدور السلبي للأسرة والمجتمع.

كما لفت المشاركون إلى الكثافة الطلابية وقلة خبرة المدرسين الذين يدرسون في الصفوف الأولية الأساسية   الدراسية وغياب النشاط اللا صفي وانعدام الميادين المدرسية والمسارح المدرسية وعدم الاهتمام بمواد التربية الفنية والرياضية والموسيقية وكذلك التعامل مع المكتبة الحرة بالإضافة إلى غياب فرق الفتوة والفرق الكشفية ناهيك عن غياب النشاط الثقافي للطلاب وعدم تأهيل المدرس وغياب المرشد الثقافي إلى جانب عدم تأهيل الموجه الاجتماعي وشحة وسائل التعليم من الرسوم والكمبيوترات والمختبرات وأدوات الورش الفنية المدرسية ووسائل البيئة الحية لربط الدراسة النظرية بالعملية إلى جانب غياب الجمعيات الطلابية العلمية والثقافية والفنية في المدرسة مما سبب في تحويل المدرسة من مدرسة جاذبة إلى مدرسة طاردة فضلا عن مخاوف الطلاب الأمنية نتيجة لحالة الوضع الأمني لعدن .

كما بينت المناقشات عن تباين آراء المشاركين حول المفهوم التربوي والعلمي للمدرسة مجمعين على أن المدرسة هي مؤسسة تربوية وتعليمية واجتماعية وتثقيفية وتنموية وإنسانية وأخلاقية تبصر الطلاب  بواجباتهم الوطنية والدينية والقومية واحترام العمل والخدمات العامة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وحماية المعالم الثقافية والتراثية والنأي بالطالب عن التأثيرات الحزبية والمناطقة والطائفية واحترام المواطنة المتساوية واحترام الإنسان أغلى رأسمال في التنمية.

قضية وطنية ومصيرية

وأكد المجتمعون أن قضية التعليم قضية وطنية ومصيرية بالنسبة للوطن والشعب وتأتي في مقدمة التحديات التي يواجهها الوطن وعدن على وجه الخصوص.

وشدد المشاركون على اعتبار قضية التعليم قضية المجتمع ومؤسساته برمتها وليس مسؤولية إدارة التربية فقط وهي قضية لابد أن يشارك فيها المجتمع المدني ومكاتب الثقافة والإعلام الأهلي والحزبي والجامعة والسلطة المحلية .

وأوصى المشاركون بضرورة عقد مؤتمر تربوي شامل تحضره الكوادر التربوية المتخصصة وذوي الخبرة ومدراء مديريات المدارس والاختصاصيين الاجتماعيين وممثلون عن الشباب والرياضة والاعلاميون وممثلون عن المجتمع المدني واتحادات الشباب والطلاب ورجال الثقافة والفكر الاقتصادي والسلطة المحلية ومنظمات الطفولة للخروج بحلول جذرية تهدف لإصلاح العملية التربوية برمتها .

كما أكد المشاركون على تحديد أهداف علمية وواقعية وتربوية يشتغل عليها الجهات المعنية بالتنسيق مع المجتمع المدني وشددوا على ضرورة عقد لقاء مع مجلس الآباء وتفعيل نشاطه .

وأقرَّ المشاركون تشكيل مجموعة عمل من النخب الاجتماعية والمجتمع المدني مهمتها متابعة قضايا التعليم والقضايا الصحية والثقافية والأمنية لتأمين سير العملية التربوية كما اتفق المشاركون على عقد لقاء مع أئمة المساجد وعقال الحارات لنشر الوعي التربوي ومتابعة قضية التعليم ومستقبل الأجيال.

قبل الوحدة وبعدها

وكان الأخ رائد طه مدير عام التربية مديرية صيره قد شكر قيادة جمعية العيدروس ممثله بالأخت سمية القارمي  بالتنظيم والترتيب الناجح لهذا اللقاء ورحب بالحاضرين ثم استعرض واقع التربية قبل الوحدة وبعد الوحدة وما تعرضت له خلال 30 سنة من تدمير ممنهج استهدف تجهيل الجيل وتدمير الإنسان وأخلاقياته وسلوكياته في عدن والجنوب : كما تطرق إلى الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التربوية ومحتوياتها والاختلالات الأمنية المترتبة عن الحرب التدميرية التي شنتها مليشيات الحوتي والمخلوع صالح وانعكاسها سلبا على مستوى العملية التربوية برمتها .

كما تطرق إلى الموقف السلبي للأسرة والمجتمع تجاه مساعدة الأسرة في إصلاح الطالب وتعليمه ومحاربة ظاهرة الغش والتسرب المدرسي وانتشار تعاطي الوسائل المخدرة والعبث بممتلكات المدرسة والموقف السلبي اللا واعي للطلاب تجاه الممتلكات العامة فضلا عن عدم توفير وسائل النشاط اللا صفي لإبراز مواهب الطلاب في وقت الفراغ وتطرق إلى جهود وإدارة التربية في تطبيق سير العملية التربوية : وقال التعليم مسؤولية الجميع .. التربية والمجتمع المدني والسلطة المحلية من جانبها استهلت الناشطة المجتمعية سمية القارمي رئيسة جمعية العيدروس كلمتها الاستهلالية بالترحيب بالحاضرين مؤكدا بأن هذا اللقاء التي نظمته الجمعية هي خطوة على طريق فتح ملف واقع التربية وحماية الأجيال وهي من أولى التحديات الوطنية .. وقالت : علينا استهداف الإنسان وتنمية معارفه وحمايته من الانزلاقات الاجتماعية .. قائلةً : في أجيالنا هم رجال وامل المستقبل ومهمة التعليم هي مسؤولية الجميع كما حثت على تكاتف الجميع في حماية الأجيال من الأفكار المتطرفة والسلوكيات الدخيلة وهي مهمة وطنية بامتياز.



شارك برأيك