آخر تحديث :الاحد 20 اكتوبر 2024 - الساعة:13:39:13
الذكرى الأولى لاستشهاد القائد في الثورة والمقاومة الجنوبية أحمد فضل العسل (‏أبو خيران)
(كتب/منصور المرقشي)

هلت علينا يوم أمس الاثنين الذكرى الأولى لاستشهاد القائد في الثورة والمقاومة الجنوبية أحمد فضل العسل (‏أبو خيران) .

أحمد العسل ذلك الشاب الخلوق والطيب والكريم والعزيز، كل الأوصاف الحميدة تنطبق عليه وقلّ أن تلقى مثيله في هذا الزمن، عرفته منذ سنين مضت، عرفتني به ثورة شعب الجنوب، كان من أنشط الشباب الثائرين ثآر ضد الظلم والطغيان ناضل بشتى الوسائل ومن يعرف أحمد يعرف ماذا أريد أن أكتب عنه، ولكني أعجز عن التعبير ولا أستطيع أن أصفه وإن وصفته فلن أوفيه حقه .

كان الشخص الوحيد الذي أرى فيه الأمل بإطلاق سراح أبي الأسير الجنوبي أحمد المرقشي كان الحامل الأول لقضيته كان هو من يكتب وهو من ينشر وهو من يخرج المسيرات وهو من يحشد لها ويوثقها ويغطيها إعلاميا.

عشت أول أيامه النضالية وعشت آخر أيام حياته، وكان شرفا لي أن أكون بجانبه في أصعب الأيام، بدأت الحرب في تاريخ 19/3/2015 أول معركة للمقاومة الجنوبية معركة الصولبان وبعد دحر قوات الأمن المركزي بقيت برفقته كنا نرابط سويا في جبهة المطار كنا ننام سويا ونأكل ونخرج حيث ما ذهب كنت رفيقه كان لي شرف أن نكون أنا والشهيد القائد ‏أحمد العسل والشهيد القائد مجيد الكردمي أول المقتحمين لمطار عدن بمعية بعض الشباب ومنهم أيضا الشهيد الحبيب ‏علي الحسني ابن عم الشهيد أحمد العسل .

آخر ليلة للشهيد.

بعد معركة حامية الوطيس وبعد ثلاثة أيام من السهر والمرابطة والقتال في جبهة المطار ذهبت أنا والشهيد أحمد والشهيد مجيد الكردمي إلى حي السعادة {بيت البيض} وكان مقر تجمعنا وتجهزنا واسترحنا هناك، كنا نشرب الشاي حينها قمت وأخرجت جوالي وقمت بالتقاط الصور لي وللشهيد أحمد والشهيد ‏مجيد فابتسم أخي الحبيب أحمد وقال هذه آخر صورة لي احتفظ بها، عندها تكلم مجيد وقال لي بلهجته العامية ايش تتفاول على أحمد ضحك حينها أحمد وابتسم ولم أكن أعلم أنها ستكون آخر صورة له.

انطلقت أنا والشهيد أحمد إلى حي السلام حوالي الساعة 11 مساء وبدأنا بجمع الشباب في الحي وتوزيعهم على مداخل الحي ومخارجه ولبثنا إلى الفجر وهو يتنقل بين منازل الحي يتفقدها ويتفقد الأمور قبل أذان الفجر جهز لنا بعض شباب الحي الطعام وبعد الانتهاء ذهبنا إلى الصلاة في المسجد وانطلقنا إلى منزل الشهيد لكي ننام بضع ساعات قمنا من نومنا الساعة 1 ظهرا صلينا الظهر وأتى لنا بالغداء جلسنا نتحاور إلى أذان العصر بعدها انطلقنا إلى مسجد ال البيت لنصلي العصر وبعد خروجنا من المسجد مباشرة أتى بعض الشباب وأخبروا أحمد أن هناك قوة ودبابة خرجت من معسكر بدر أمام جولة المعسكر حينها فز الشهيد رحمة الله عليه وبدأ بالتواصل مع الشباب وجمعهم لم تكن لدينا ذخيرة كافية أتى لنا بعض الإخوة بذخيرة وانطلقنا بدأت المعركة الساعة 4/30عصرآ استبسل فيها الشهيد أحمد رحمة الله عليه وتمركز في أحد الأبنية التي تطل على بوابة معسكر بدر وقاوم بشدة كان هناك بعض القناصة لا نعرف مواقعهم وكانوا يرمون علينا ولم نستطع تحديد مكانهم لقلة الخبرة انسحب الجنود من البوابة بعد مقاومة قوية منا ورجعوا أدراجهم إلى داخل المعسكر حينها تقدم بعض الإخوة وتم اقتحام البوابة وصالة الألعاب التي بداخل المعسكر حينها طلبنا التعزيز جاءت مدرعة خاصة بنا حاولنا التقدم بعدها لكي نخرج إخواننا من داخل الصالة لكن لم نستطع انسحبت المدرعة وبقينا بمعية الشهيد ببوابة المعسكر حتى تم قنص أحد أبطال حي السلام وهو محمد المرفدي حينها تقدم الشهيد أحمد لإنقاذه لكن كانت رصاصة الغدر أسرع فاخترقت رأسه وسقط مضرجا بدمه بجانب أخي الشهيد الذي حاول إسعافه حينها علا صوت أذان المغرب مباشرة.

تقبلك الله يا أحمد وأسكنك فسيح الجنان وجمعني وإياك وجميع شهدائنا في جنان رحمته مع الشهداء والصديقين .



شارك برأيك