- نادية شـبيل: نأمل بتدخل عاجـل من قبل أي منظمة مهتمة بقطاع الصحة

ـ الدكتور الماطـري: المرضى من الفقراء والنازحين غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج بالقطاع الخاص

ـ الشحـيري: المختبر ساعد الجميع في إجراء الفحوصات بكل سهولة ويسر

يعتـــمـد قـطاع الصحة في محافظة لحج وتحـديداً بعد حرب 2015م، على تدخل المنظمات المحلية والدولية التي أسهمت اسهاماً كبيراً في رفـد المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية بكل أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية والمختبرية، وأيضاً بدعم المتطـوعين والمتعاقـدين وبعض المـوظفين بحوافـز مالية لمساندتهم على استمرارية تقديم الخدمات للمرضى، مع توقف التوظيف الحكومي واعتماد المـوازنة التشغيلية بأثر رجعي لعام 2014 وإلى اليوم في ظل ارتفاع صرف العملات الاجنبية، والتدهور الاقـتصادي.

ولقـد قامت المنظمات على إسناد المـرضى بالحصول على العـلاج المجاني والفحـوصات بسعر أقل، وكذا مقابلة الطبيب وعمليات الوضـع ميسرة ، وخصوصاً في عـدد من الوحدات الصحية في بعض قـرى محافظة لحج، إلّا أنه مع قــرارات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة بوقـف عمل المنظمات الأمريكية في اليمن، وكذا المنظمات التي تتحصل على دعم أمـريكي يتوقع حدوث أزمة حادة في الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى ، فهذا القــرار أحدث ضـربة غير متوقـعة لقطاع الصحة في لحج ببدء تطبيق القرار من شهر يناير 2025، وهو الأمر الذي سوف ينتج عنه أزمـة حادة في العديد من الوحدات والمراكز الصحية، نظـراً لتوقف الحصول على الأدوية، والمستلزمات الطبية، والحوافـز المالية، وانعكاس هذا الوضع الطارئ سلباً على شريـحة واسعة من المـرضى الفقـراء في العديد من القرى البعـيدة عن مـركز المدينة، وأيضاً احتمالية حدوث أزمة في بعض المستشفيات التي سوف يتوقف فيها دعم المنظمات، ولا يعلم كيف سيكون وضع مكتب الصحة لمجابهة هذة الأزمة المفاجئة؟ وماهـو اثرها على المـرضى بمختلف الأعـمار في مناطق المحافظة من شريحة الفقراء والنازحين ؟ .

الأمناء زارت الوحدة الصحية بمنطقة الحُـبّيل مديرية تبن بلحج، وهي واحدة من الوحدات المتضررة من قـرار ترامب بتوقيف دعم منظمةADRA، والتي كانت تدخلت لدعم الوحدة الصحية واسهمت اسهامـاً فـعالاً في تحسن الخدمات الصحة من خلال توفير الأدوية والأجهزة المختبرية والحوافـز المالية لعدد من أفـراد الكادر الطبي المتطوع لغرض استمرارية الخدمة الطبية والصحية بالوحـدة لجميع المرضى، إلّا أنه مع بداية شـهر يناير ٢٠٢٥م تفاجئ الطاقم الطـبي بإشـعار تلفـوني من المنظمة بتوقـــفها التام عن التدخل في الوحـدة الصحية، وهذا التوقـف يشمل تدخلات المنظمة في مختلف القطاعات بالمحافظة مع بقية المنظمات التي شـملها قـرار الرئيس ترامب

الأدوية لفـترة محدود :

مديرة الوحدة الصحية بمنطقة الحُـبّيل مديرية تبن بلحج الدكتورة ناديـة شـبيل، أكـدت للأمناء عن توقـف عمل المنظمة كامـلاً وبصورة مفاجئة في إسناد الوحدة الصحية، اعـتباراً من بداية هذا العام وبموجب إشـعار رسمي من المنظمة، وأشارت المديرة بوجود أدوية بالوحدة الصحية لفـترة محدودة، وعند نفادها سوف تعجـز الوحدة عن صرف الأدوية للمرضى، مما يتطلب تدخل عاجـل من قبل أي منظمة مهتمة بقطاع الصحة كي تتمكن الوحدة من الاستمرار في تقديم خـدماتها للمرضى ، كون توقـف المنظمة سيحدث عنه إرباكاً في عمل الوحدة مما سيؤثر على حياة المرضى وكذا على الحوافز المالية التي يحصل عليها الطاقم الطبي لكونهن متطوعات وغير موظـفات رسـمياً

خدمة الفـحوصات :

وفي مختبر الوحدة الصحية تحدث للأمناء فني المخـتبر عبدالله عبدالعزيز امشـحيري ، وأشاد بتدخل منظمة ادرا ودور مكتب الصحة في المديرية، وتوحد هذا العمل الثنائي لفترة نتج عنه رفـد المخـتبر بأجهـزة طبية حديثة ساعدت المرضى على الحصول على حق الفحوصات بمبلغ رمـزي ومن خلاله يتم شـراء المحاليل الطبية لمواكبة استمرار عمل المختبر بتقديم خـدماته ، ويرى الشـحيري أن توقف المنظمة عن دعم الوحدة وعدم وجود داعم بديل ربما سيحدث أثـراً سلبياً على المرضى لتوقف صرف الأدوية المجـانية، وخصوصاً ان معظم المرضى من الفقــراء والنازحـين، وأضاف نتمــنى حـدوث تدخل عاجـل لأي منظـمة في إسـناد الــــــوحدة الصحية لمساعدة المرضى من مختلف الأعـمار، كون المنطقة تبعد عن مركز العاصمة ومعظم الناس غير قـادرين على دفـع تكاليف الفحوصات في القطاع الخاص.

مخـاوف من توقـف العمل :

واشــاد الدكتــور محمد احمد ماطـــر، طيبب عام متطـوع بالوحدة ،بتدخل منظمة ADRA، وكذا بكل مايقدم من قبل مدير عام الصحة بالمحافظة لحج ومدير الصحة بمديرية تبن، الهادف إلى الإرتـقاء بخدمات الوحـدة، مـؤكداً على ان الوحـدة الصحية تكتظ باازدحـام المرضى من مختلف الفئات العمرية بشكل يومي، نظـراً لتوفر الخدمات الراقية التي تقدمها الوحدة، وايضاً لوجود دعم المنظمة بالأدوية التي تصـرف مجاناً للمرضى.

وقال ماطـر إن توقف المنظمة عن دعم الوحدة سينجم عنه أثر سلبي على المـرضى في حال عدم وجود تدخل جديد من قبل اي منظمات أخرى، وخصوصاً في عملية رفـد الوحدة بالأدوية وعدم المقدرة بصرف العلاجات للمرضى كما كانت تصـرف في ظل وجود دعم منظمة ADRA، وأردف قائلاً  : " نأمـل من تدخل عاجــل بالوحدة الصحية بوجود بديل عن منظمة ADRA، حتى تستمر الوحدة الصحية بتقديم الخدمات الصحية للمرضى دون أي توقف ، فمعظم المرضى يعانون من الوضع المعيشي الصعب ولا توجد لديهم مصادر دخـل إطلاقاً ، ونــوه الطبيب ماطـر إلى انه يوجد بالوحدة متطـوعون كانت تصرف لهم حوافـز مالية من قبل المنظمة، وتوقف عمل المنظمة سيحدث إرباكاً في عمل الطاقم الصحي بالوحدة في حال عدم وجـود إسناد مالي لهـؤلاء العاملين بالوحدة المعتمدين من سابق على دعم المنظمة.

العاقـل يناشـد :

وناشد عاقـل قرية الحُبّيل بدر أبو اصيل عبر الأمناء المنظمات الإنسانية إلى سـرعة التدخل في الوحدة الصحية في القرية بهدف استمرارية انتظام عمل الوحدة، مشيداً بما تقدمه من خدمات لجميع المـرضى، وأضاف العاقل ونتمنى من الصندوق الاجتماعي للتنمية بعـدن، التدخل الإسعافي على اعتباره صاحب الفضل بعد الله في إنشاء مبنى الوحـدة الصحية ، وهـذا المنجـز الطبي ساعد الصندوق بحصول المـرضى على حق العـلاج داخل منطقتهم بكل يسر وسهولة .

أزمـة عامـة :

بعـد قرار الرئيس ترامب بإيقاف عمل المنظمات الأمريكية في اليمن، ومن خلال هـذا الاستطلاع نجد أن الوحدة الصحية في الحُبّيل هي أنموذج لعدد من الوحدات التي تعاني نفس الأزمـة من توقف الدعـم بالأدوية والحوافـز في بقية الوحـدات والمـراكز في إطار مديرية تبن بلحـج، وأن استمرارية توقف الدعم لربما يتحول الوضع إلى كارثي بهذه الوحدات الصحية في ظل زيادة انتشار الأمـراض مع تدهور الوضع المعيشي للمواطنين وعدم القـدرة على توفير تكاليف العـلاج في المراكز والمستشفيات الخاصة .

ناقوس الخطر :

 الأمناء تطـرق ناقوس خطـر توقـف المنظمات عن دعم الوحدات والمـراكز الصحية مع إطلاق مناشدات لبقية المنظمات العاملة في عدن بالتدخـل العاجـــل، ورفـد الوحدات والمراكز التي توقفت عن دعمها المنظمات الأمريكية بموجب قرار ترامب، من خلال توفير الأدوية، والمستلزمات الطبية، والحـوافـز المالية، من أجل استمرارية الخدمات الصحية وعدم توقـفها  .