آخر تحديث :الاحد 02 فبراير 2025 - الساعة:16:53:03
الحرب تسببت في حرمان المواطنين من تقديم الخدمات الطبية (تقرير وصور)
(تقرير / الخضر عبدالله)

المنشآت الصحية بمدينة زنجبار عاصمة أبين حقائق واقعة ومعاناة صعبة حروب أبين الأخيرة لم تبق ولم تذر، حتى المراكز الطبية لم تستثن، فهي إما أُجهز عليها بالكامل، أو أنها غير مؤهلة لاستئناف نشاطها بفعل المعارك المشتعلة وقتها.

انتهت الحرب ولم تنته فصول مأساة مرضى المحافظة الذين يئنون تحت وطأة الحاجة إلى إعادة العمل في هذه المراكز الطبية.

معوقات أمام الصحة بزنجبار

وحول هذا الموضوع، وماهي المعوقات التي تحول دون الإنجاز والإنجاز السريع تحديداً، يقول لـ"الأمناء" الأخ "قادري باجميل" مدير الخدمات الطبية بزنجبار عاصمة محافظة أبين, أثناء تحدثه عن الأضرار التي لحقت بالقطاع الصحي بالمحافظة: بعد إجهاز الحرب التي خاضها الجيش اليمني مع عناصر ما تسمى أنصار الشريعة على البنية التحتية للقطاع الصحي بالمحافظة وخاصة في مديرية زنجبار، حيث لم يبق مرفق صحي واحد يصلح للعمل، فجميع هذه المرافق دمرت بما فيها مستشفى  زنجبار الذي تضرر كثيراً جراء الحرب وقد بلغت تكلفة الخسائر مئات الملايين.

 مشيراً إلى أن الصعوبات والمعوقات بصحة زنجبار هي عدم وجود معدات وأجهزة طبية للمستشفى على الرغم من أن السلطة المحلية في المحافظة تولي اهتمامها في المتابعة للمعدات والأجهزة الطبية، إلى جانب الاستيلاء على بعض المرافق الصحية من قبل المواطنين مما سبب إشكاليات كثيرة.

 

وعن الخطوات التي قام بها مكتب الصحة والسكان في جانبي ترميم وتأهيل البنية التحتية للقطاع الصحي بزنجبار فقال:" نبذل جهوداً كبيرة لإعادة بناء البنية التحتية للقطاع الصحي  لعاصمة المحافظة ، حيث قام مكتب الصحة بوضع مصفوفتين للاحتياجات العاجلة والملحة الأولى لمديرية زنجبار والثانية لكافة مديريات المحافظة.

أما بالنسبة لما تم إنجازه في هذا الجانب، فبدعم سخي من منظمة الصحة العالمية استطعنا إعادة وترميم وتجهيز مركز الطوارئ التوليدية بمركز الأمومة والطفولة بمدينة زنجبار وعودته بجاهزية أفضل من ذي قبل، واستمرار العناية بتجهيز مستشفى الطوارئ بزنجبار.

أوضاع مستشفى زنجبار

وفيما يتعلق بوضع مستشفى زنجبار في الوقت الراهن تحدث متأسفاً؛ لتضرر مبنى مستشفى زنجبار كثيراً، جراء القصف الذي تعرض له أثناء المواجهات في حرب 2011م حيث أوصى فريق هندسي من قبل وزارة الصحة بعدم استخدام المبنى، وأملنا كبير في دعم ومساعدة منظمة الصحة العالمية، وهذا لا يعفي الجانب الحكومي من تحمل مسئولياته. 

وحول خدمة مستشفى زنجبار وما يقدمه للمواطن فقال إنه يقدم خدمة للمواطن بحسب الإمكانيات المتاحة, وهو يعمل على مدار الساعة بكادر طبي رغم عدم وجود معدات, وأجهزة طبية إلا أنه يعمل بوتيرة, ولم يتوقف طيلة فترة الحرب الأخيرة مع مليشيات الحوثي وصالح، رغم أنه موجود على خط النار, ومركز الأمومة والطفولة يعمل على مدار الساعة بكادر طبي نسائي  ثلاث نوبات متتالية على الرغم من أن الأوضاع في البلاد  مأساوية إلا أننا نعمل على مدار الساعة وحسب الإمكانية المتاحة .

وعن نقص الأدوية بمستشفى زنجبار والمراكز الصحية يقول: نعاني بصحة زنجبار من نقص في الأدوية وما يأتينا دعم لا يفي وغير كافي من قبل مكتب الصحة ومنظمة الصحة العالمية ولكن يظل نقص الأدوية من أهم مشاكلنا بصحة زنجبار, وعبركم لــ"الأمناء " نطالب مكتب الصحة بتوفير الأدوية للمرافق الصحية بشكل عام.

كما تحدث مدير الخدمات الصحية بزنجبار عن حملات تطعيم الأطفال بالقول: نشاطنا في جانب التحصين ناجح جداً بما في ذلك الحملات الاستباقية والاحترازية ، فالتطعيم ضد مرض شلل الأطفال يوجد لدينا تطعيم روتيني كل يومين في جميع المراكز الصحية في المديرية, إضافة إلى  القيام بحملة وطنية تنزل فرق التطعيم ضد شلل الأطفال إلى  جميع المنازل في كل أحياء المديرية لتطعيم جميع الأطفال.

وذكر أن الأطباء العاملين بصحة زنجبار ملتزمون بأداء واجبهم المهني في جميع المرافق الصحية"، مشيراً إلى أن هناك دورات تقام بين الحين والآخر في مجال التغذية، وكذلك في مجال التوعية والترصد الوبائي وبدعم من بعض المنظمات، لا سيما الصحة العالمية  واليونيسف.

وتطرق إلى المرافق الصحية وترميمها حيث قال بأن لديهم سبعة مرافق صحية في المديرية وحتى اللحظة لم ترمم بعضها, ومنتظرين الترميم حسب الوعود.

وشكر باجميل محافظ أبين "الخضر السعيدي" على دعمه لهم، في تسهيل مهام أعمالنا, وكذلك الشكر موصول لمنظمة الصحة العالمية على دعمها صحة زنجبار وعلى رأسهم الأستاذ "محمد علي كليس" ممثل المنظمة في عدن.

أوضاع صحية متردية

وخلال زيارة "الأمناء" للاطلاع عن حالة الأوضاع الصحية بعاصمة أبين زنجبار كان لها لقاء ببعض المواطنين منهم المواطن "خالد سالم"، الذي قال: “لا يختلف اثنان حول تردي هذه الأوضاع وكأن المواطن يعيش في القرون الوسطى، نظراً لعدم وجود العناية في هذا المجال من قبل مكتب الصحة في المحافظة وبدون وجود المراقبة من قبل السلطة المحلية والتنفيذية، حيث نجد الدولة تنفق ملايين الريالات في بناء المستشفيات والمستوصفات والعيادات؛ ولكنها تبقى خالية على عروشها، بسبب افتقار هذه المنشآت إلى الكثير من الامتيازات مثل: الطبيب المختص والكادر الصحي المؤهل، والأدوية، إضافة إلى ذلك افتقارها لبعض الأجهزة الطبية مثل: الأشعة وأجهزة المختبرات، لهذا يضطر المواطن للجوء إلى المحافظات الأخرى لتلقي العلاج نظراً لانعدام ثقته في صحة المديرية”.

وأسترسل قائلاً:“ ولعدم وجود الرقابة تواجدت العيادات والصيدليات غير المرخصة وغير المكيفة وكأنها (بقالات) مواد غذائية ما يؤدي إلى تلف الأدوية وضعف فعاليتها، وقد تهدد حياة المواطنين”، مضيفاً: “لهذا نناشد الجهات المختصة بوضع حلول سريعة ورفع المعاناة عن أبناء هذه المديرية الباسلة”. 

أما المواطن  "رضوان علي" فيقول إن الوضع الصحي بشكل عام يمر بمرحلة سيئة، ونحن نعاني انعدام الخدمات الطبية في منطقة زنجبار، وعدم توفر الخدمات الصحية اللازمة رغم الكثافة السكانية الكبيرة وتكبد الأهالي مشقة المواصلات إلى العاصمة عدن للحصول على الخدمات الطبية التي أيضاً لا نجدها سوى في العيادات والصيدليات الخاصة، والتي تكلف مبالغ باهظة لا يطيقها المواطن، ونطالب جهات الاختصاص بإصلاح الوضع الصحي في زنجبار وبقية المديريات 

 خلاصة القول

تبقى أبين وخاصة زنجبار العاصمة قصة معاناة لا تعرف لها نهاية، رغم وجود المشاريع الصحية والمباني والعيادات المتنقلة التي تعد لها الملايين إلا أنها مجرد مباني مهجورة يسكنها الغربان لا تقدم شيء للمحافظة والمديرية الذين ذاقوا الأمرين وعاشوا أقسى الظروف الصحية في إهمال وغياب تام لسلطة بالمحافظة، وكأن الحياة والصحة لهؤلاء الناس ليست ضرورية. 




شارك برأيك