آخر تحديث :الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة:16:36:32
مدير الأمن مطلوب لغزوان!
تعز اليمنية.. كيف تحولت العصابات إلى دولة والدولة إلى عصابة؟
("الأمناء" تقرير/ موسى المقري:)

غزوان يُعلن عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عن مدير الأمن

طفل أبكم يرهب دولة!

بعد (10) أيام من الحملة.. غزوان يدعو الأكحلي لتسليم نفسه

اتهامات لمحور تعز الإخواني بدعم غزوان

سكان تعز يذوقون الأمرين.. إلى متى؟

قائد كتيبة بمحور تعز يهدد قاضي محكمة بالتصفية

تفاصيل محاولات اغتيال مدير مكتب النقل بتعز ونهب سيارته

 

لم تمضِ أيام من ظهور الحملة الأمنية لمطاردة الخارجين عن القانون لكي تنعم مدينة تعز اليمنية بالأمن والأمان، لكنها باءت بالفشل في زمن السلطة الضعيفة التي ربَّت العصابات المسلحة.

 

غزوان يدعو الأكحلي لتسليم نفسه

وسخر ناشطون من الفشل الذريع للحملة الأمنية في مدينة تعز بعد أكثر من عشرة أيام على إطلاقها، مطالبين بمحاسبة قيادة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية على العبث الذي تعيشه المدينة.

وكانت الشرطة قد أطلقت حملة أمنية لاعتقال قائد العصابات الشهير غزوان المخلافي ومجاميعه إلا أنها سرعان ما تراجعت وتيرة تصعيدها بعد إصدار الأخير تهديدات بالانتقام لشقيقه صهيب، الذي قتل في اشتباكات مع عناصر الأمن.

وعلق الناشط رائد الحميري، في منشور له على (فيسبوك) ساخرًا بالقول: "الشيخ غزوان المخلافي يدعو مدير الأمن لتسليم نفسه".

فيما تداول ناشطون تغريدات تهكمية تدعو إلى تقديم جائزة لمن يدلي بمعلومات عن مدير الأمن منصور الاكحلي.

ويقول الناشط ربيع الجنيد معلقًا على صورة نشرها للأكحلي: "من يعرف مكانه يكتب رسالة للشيخ غزوان بالخاص وله مبلغ مالي كبير، نعم لملاحقة الخارجين عن القانون".

من جانبه كتب المواطن عبده محمد علي الشدادي: "غزوان المخلافي في تعز، طفل أبكم يرهب دولة أوهن من بيت العنكبوت"، بالإشارة إلى عجز الأمن عن اعتقاله طيلة هذه المدة.

ووصفت الصحفية والناشطة سناء البدوي قائد العصابات غزوان بطفل الدولة المدلل، بالإشارة إلى تلقيه دعما عسكريا وماديا من قبل قيادات وكتائب عسكرية في المحور، قائلة: "طفل الدولة المدلل غزوان المخلافي بحماية المحور يعبث بتعز ويقتل وينهب ويحرق ويقلق السكينة العامة ويخيف النساء والأطفال وكل يوم مصيبة جديدة، دون أي قوانين تحمي الناس البسطاء من بطشه".

وتشير سخرية أبناء تعز من الحملة الأمنية، التي كانت تحظى بارتياح شعبي وتأييد واسع عند انطلاقها، إلى يأسهم وعدم ثقتهم بأجهزة الأمن التي لطالما تحدثت عن ضبط العصبات المسلحة المنضوية في الجيش، ولا يعدو كلامها سوى ذرٍ للرماد على عيون سكان المدينة الذين يذوقون الأمرين من انتهاكاتهم.

 

تهديدات قاضٍ بالتصفية الجسدية

هدد المدعو عرفات الصوفي، قائد كتيبة عسكرية في اللواء 170 بمحور تعز، بتسجيل صوتي، فضيلة القاضي صادق العبيدي قاضي محكمة شرق تعز بالتصفية الجسدية واقتلاعه من منزله على إثر إصداره قرارًا قضائيًا ضد الصوفي.

وتلقى نادي قضاة اليمن واقعة الاعتداء على فضيلة القاضي صادق العبيدي، وما تعرض له من تهديد ووعيد من قبل المدعو عرفات الصوفي قائد كتيبة في اللواء 170 محور تعز، والتسجيل المعروض على قيادة النادي والمتضمن تهديدا صريحا وواضحا للقاضي على إثر إصداره قرارا قضائيا ضده.

وعلى إثر البلاغ المرفوع من رئيس محكمة شرق تعز لرئيس نيابة تعز بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية لضبط المذكور وإحالته للمحاكمة وتوفير كامل الحماية للقاضي المعتدى عليه، طالب فرع نادي قضاة اليمن بتعز اليمنية النائب العام ووكلاءه ومحافظ تعز رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة بسرعة إلقاء القبض على المتهم الصوفي وتوفير كامل الحماية للقاضي العبيدي وتحميلهم كامل المسؤولية على حياة القاضي وأسرته.

ودعا النادي إلى سرعة اتخاذ الموقف المناسب والرفع لقيادة النادي بما تم وبشكل عاجل.

 

تفاصيل محاولات اغتيال نعمان ونهب سيارته

في السياق، تعرض مدير عام مكتب النقل في مدينة تعز عارف نعمان لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل عناصر مسلحة تتبع قائد كتيبة في اللواء 22 ميكا المدعو أبو ذر.

وتعرض نعمان الخميس لوابل من النيران أثناء اقتياده لسيارته في سوق الاشبط وسط مدينة تعز سقط على أثرها جرحى تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وبعد فشل اغتيال المدير نعمان نهب المسلحون سيارته (نوع برادو بيضاء)، ولاذوا بالفرار مخلفين حالة رعب وهلع أصابت المواطنين من كثافة الرصاص.

وأكدت مصادر مقربة من مدير عام النقل إن دوافع الاعتداء كانت لرفض مدير النقل تأجير نقاط التحصيل بخط (التربة- المسراخ) لقائد المجموعة المسلحة بدلا عن موظفي المكتب المكلفين قانونا بتحصيل الإيرادات العامة.

واضافت المصادر أن "تعميما صادرا من محافظ المحافظة يلزم المكاتب التنفيذية وبقية المكاتب الإيرادية بوقف تأجير النقاط".

وكانت نيابة البحث أصدرت حينها أوامر قهرية موجهة للنقاط العسكرية بالقبض على قائد المجموعة دون جدوى والذي وجه قبل أسبوع رسالة تهديد ووعيد لمدير النقل وتم إبلاغ المحافظ الذي بدوره حرر برقية لمدير الشرطة بإلقاء القبض على المدعو أبو ذر الذي نفذ تهديده ظهر الخميس بالاعتداء المسلح وخطف سيارة مدير النقل في ظل عجز الأجهزة الأمنية على القبض على العصابة.

يذكر أن المدعو أبو ذر هو ابن رئيس فرع اتحاد القوى الشعبية بتعز التربوي عبدالله حسن خالد ويتهم أبوذر باختلاس مبالغ مالية مهولة أثناء عمله في تحصيل الضرائب وتدعمه قيادات عسكرية وأمنية نافذة بالمحافظة.

 

انتقادات شديدة

بدوره، وجه المحامي نجيب قحطان، مدير عام الإعلام السابق بتعز، رسالة شديدة اللهجة لمن أسماهم بـ"مفصعي البنادق" أوضح فيها بأنه: "ليس هناك قُبحاً في تعز أسوأ من قبح مفصعي البنادق، الذين أرهقوا تعز وأرهقوا سكانها". واصفا إياهم في منشور على (فيسبوك): "بالشرذمة الرديئة التي تريد أن تجعل تعز فِرزاً لهم، ويجعلوا من أبناء تعز شُقاةً لتحقيق نزواتهم الدنئية".

وأضاف قحطان: "أولئك الواهمون المتنطعون بأنه لولاهم لسقطت تعز، وأنه لولاهم لما كان لتعز اسم يذكر، لأولئك الشرذمة: إن دافعتم عن تعز شبراً، فقد دافعنا عنها ذراعاً، وإن دافعتم عنها ذراعاً فقد دافعنا عنها باعاً، وإن قدمتم نفرين من جرحاكم، فقد قدمت تعز قُرابة 7 ألف شهيد، و26 ألف جريح، وما زالت التضحيات مستمرة".

وتساءل بالقول: "فمن أنتم إذن أيها العابثون؟ وما هو حجم تضحياتكم أمام حجم تضحيات تعز؟".

وتابع قحطان: "ليعلم أولئك العابثون أنه ليس كل من تبندق مناضلا، وليس كل من وطئت قدمه جبهةً مقاتلا".

وأكمل: "المقاتلون الحقيقيون هم أولئك الصامدون في مواقعهم، الصائمون في متارسهم، العاكفون في محراب جبهاتهم، أولئك الطاهرون المناضلون، الذين انشغلوا بالدفاع عن شرف وكرامة وحياة تعز، ولم ينشغلوا بحر وجرف أراضي تعز والاستيلاء عليها، وتحولوا من مقاتلين إلى مقاولين، فأكلتم الأخضر واليابس، ونهبتم الأملاك والأوقاف، وسفكتم الدماء، وعثتم في الأرض فسادا، ثم تتنطعون بأنكم حماة تعز وبنادقها".

وأردف: "ايها العابثون بتعز، تعز بريئة منكم ومن قُبحكم، فتعز اكبر منكم ومن ترهاتكم، وتعز أعظم من أن ترتكز على أقزام مثلكم، فتعز تعرف جيداً رجالها، ومقاتليها ومناضليها الشرفاء، الأطهار الأبرار الأنقياء، أما أنتم فلستم سوى سراب في بقاع تعز الفسيحة، ولستم سوى مصاصات سامه لامتصاص دماء تعز، وتعميق جراحها". مؤكدا في ختام منشوره أن: "العيب ليس فيهم لأنهم العيب بكله، ولكن العيب في قاداتهم، الذين ارتضوا لأنفسهم بأن يشوهوا تاريخ نضالهم، وبأن يتحولوا من قيادات إلى بيادات لعبور قُبحهم".



شارك برأيك