- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
- وعود حكومية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعدن
- المعلمون بالعاصمة عدن يشكون تأخر صرف مرتباتهم لشهر اكتوبر
- الوزير بن بريك يناقش التحديات الاقتصادية والمالية مع المستشار الاقتصادي للأمم المتحدة
- "جوع الحرب": انتشار استهلاك الأغذية غير الصحية يزيد معاناة اليمنيين في مناطق الحوثيين
- مدير صحة تبن الرفاعي يحذر: الكوليرا تفتك بالأرواح وتستدعي تحركا مجتمعياً عاجلا
- الرئيس الزُبيدي يثمّن الدعم الإنساني الذي تقدمه جمهورية الصين لبلادنا
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
يُذكرني اليوم هذا الاصطفاف الشعبي ،بسخافات الأيام الستة المجيدة التي حدثت في بداية السبعينات من القرن الماضي عندما خرج الشعب في جنوب اليمن بمسيرات جماهيرية حاشدة يطالب فيها بتخفيض الراتب في الوقت الذي كان فيه هذا الشعب نفسه يعاني من الفقر والجوع والحاجة الماسة إلى أبسط مقومات الحياة المعيشية إذ كان متوسط دخل الفرد وقتذاك 300 شلن وقصعة لا نجوس أي ما يعادل (40 دولار شهرياً )لا تكفيه لتلبية احتياجاته الضرورية طوال الشهر ولا توفر له حياة معيشية مستقرة وآمنة.
رغم كل ذلك للأسف خرج إلى الشارع وعلى مدى ستة أيام متتالية ينادي بأعلى صوته (واجب علينا واجب تخفيض الراتب واجب).. شعبٌ يطالب بتخفيض راتبه وتجويع نفسه أيُّ شعبٍ هذا (هزلت).
كذلك اليوم .. بالرغم من أن الشعب في اليمن يعيش أوضاعاً كارثية لا تحمد عقباها.. فقد أوصلت البلاد والعباد إلى طريق مظلم ومجهول لا يعلم به إلا الله.. ورغم أنّ هذا الشعب المكابد والصابر بكل مكوناته وأطيافه وشرائحه المجتمعية، بلاؤهم واحد وهمهم واحد ومعاناتهم واحدة ويدركون أنّ مصيبتهم الكبرى تكمن في فساد السلطة التي تعبث بكل مقدراته وخيراته وثرواته، وجعلته شعبا فقيراً ومُعدماً مسلوب الإرادة لا حول له ولا قوة .. غلاء فاحش مقابل رواتب ومعاشات حقيرة جرعات قاتلة أشبه بتلك الجرعات الكيماوية التي تعطى للشّخص المصاب بالسرطان.
رغم كل هذه المعاناة للأسف يخرج هذا الشعب في مظاهرات عجيبة وغريبة من أجل تجويع نفسه وتثبيت الجُرعة السعرية الأخيرة التي قصمت ظهره، ويقف بسخفٍ واعتباط في تظاهراته المؤيدة والداعمة لمن كانوا سبباً في بؤسه وشقائه وحرمانه من حقه في الاستمتاع بنفطه وغازه وكل ثرواته.. أيُّ شعبٍ هذا تستخفُّ بعقله هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة الغير رشيدة وتخرجه إلى الشارع باسم الاصطفاف الوطني، بينما هي أول من شقّت الصف الوطني ومزّقت وحدته حتى أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن.. فهل هذا هو الاصطفاف أم أنه مجرد استخفاف؟ وضد من خرج هذا الشعب البائس؟..ضد نفسه.. ضد رفع المعاناة عن كاهله.. فعلاً إن التاريخ يكرر نفسه يعيد لنا نفس الواقعة الاعتباطية التي حدثت قبل أربعين عاماً ويا للعجب.