الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

احد السحرة الهنود جاء الى لحج يقدم العروض السحرية، واجتذبت هذه العروض الكثير من المتفرجين، وكلما شاهد احدهم هذه العروض اخبر من يعرفهم به فيتزايد عددهم من يوم الى اخر.

ومن ناحية اخرى كانت الاخبار تتوارد الى لحج عن الامام يحيى حميد الدين، وقدراته الخارقة في معرفة من هم اصدقاؤه، ومن هم اعداؤه، ومن من اصدقائه سيتحول الى عدو، وذلك بحكم امتلاكه عددا من الجن والشياطين الذين اذا امرهم بشيء فإنهم ينفذونه في لمح البصر.

واكثر اشاعة سرت بين اوصال اهالي لحج حين هدد هذا الامام افراد شعبه كما كان يسميهم بأنه سيطلق الجان تلك الليلة، وعلى افراد شعبه وضع نقطة قطران على جبينهم حتى يتجنبوا أذاهم، ويبدو ان نقطة القطران اليمنية تشبه الى حد كبير النقطة الهندية الحمراء التي تضعها المرأة الهندية المتزوجة، لكن النقطة اليمنية سوداء بينما النقطة الهندية حمراء.

جاء القمندان من عدن على سيارته الفارهة في ذلك الزمان، ورأى حشدا من الجمهور في ميدان (الروضة) سأل السواق: ماذا في لحج اليوم؟ رد عليه السواق: لا اعلم، ولكني سوف استفسر الامر من المارة.. هز القمندان رأسه ينتظر الاجابة من اي احد.. لكن الاجابة جاءته من رجلين من لحج يعلم فيه الواحد الآخر بحقيقة ما يجرى في ميدان الروضة.

يقول أحدهما للآخر: هيا الحق نفسك وشوف هذا الهندي يسوي لنا عجايب، شوه الذي يسويه؟ قلت لك يسوي عجايب روح شوف انت بنفسك انا لا اريد ان افسد عليك فرصة التمتع بالمشهد!!

هذا كلام اثار حفيظة (القمندان) وقال لسائقه: توقف هنا.. انا بانزل بنفسي اشاهد هذا المنظر.

الساحر الهندي كان مختالا معجبا بنفسه وبقدراته العجيبة من السحر ومزاجه رائقا لأن الفلوس التي جمعها من المتفرجين تكفيه عدة اشهر.. وبينما كان الهندي يستعرض سحره، وجد امامه الامير احمد فضل القمندان يسأله ان يعيد له المشهد الذي عرضه لهم من سابق.

وضع الهندي فراشا على الارض، وكان معه طفلا هنديا، يمدده على ظهره في الفراش، ويقول للناس هذا الطفل راقد في الفراش ومعه (رأسه)، بعد ذلك يغطي الهندي الطفل (بطراحة) وبعد عدة دقائق يفتح الساحر الهندي الطراحة ويكشف عن الطفل، فيظهر الطفل الهندي بدون رأس (مقطوع الرقبة).

وتحت تأثير هذا السحر، استخدم القمندان (عصاه) ليكشف للمتفرجين كذب سحره.. فماذا عمل القمندان؟.. قام القمندان بضرب الطفل وهو نائم بدون رأسه.. الامر الذي جعل الطفل يصرخ من آلام الضرب، وقام يجري في كل اتجاه مذعورا من الضرب.

قال القمندان للمتفرجين: شفتوا ان الطفل راح يبكي وكان بلا رأس، هل يخرج الصوت من الانسان بدون رقبته.. يا ابناء لحج اليوم الأعبار مليانة بالسيول كل واحد يروح يتفقد ارضه ويسقيها ويزرعها، لحج بحاجة الى عقول تزرع وايادي تحصد المحصول.

واختتم القمندان عبارته بالقول:

يا عيال الـ (.....) وقعتوا بين اثنين.. واحد يملك الجن والثاني يملك السحر!!