آخر تحديث :الاحد 05 مايو 2024 - الساعة:21:36:42
سر مشاكلنا !!
باسم سيف الصمدي

الاحد 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

إن المراقب لما يجرى في اليمن عموماً، وفي الوطن العربي منذ سنين، ليجد إنما هو نتاج لعقول طبقة النخبة الحاكمة المتصارعة فيما بينها، التي كانت السبب الرئيسي في تصدير هذا التباين والاختلاف إلى جموع الشعب اليمني، وسوف أورد مثال هذا القصور في التفكير (الوحدة اليمنية) وما جرى فيها من قصور ناتج عن قصور في عقلية الطبقة التي أنتجت الوحدة دون ان تضع اتفاقا محكما يؤسس لدولة يحكمها القانون، وقد غاب عن عقول النخبة الموجودة في عدن حجم سكان اليمن الشمالي، ومستواه التعليمي المتدني الذي لا يؤهله لفهم الواقع السياسي، عدا ما يصدر لهم عن طريق المشائخ، فهم عبارة عن تابعين لما يقوله (الشيخ)، حيث كان يجب قبل الدخول في الوحدة العمل على نشر التعليم بالذات مناطق شمال الشمال.

ثم بعد ذلك يمكن التفكير بالوحدة، وليس الوحدة الاندماجية الكاملة، بل كان المفروض أن تبدأ بخطوات وليس دفعة واحدة مثلا الفيدرالية من إقليمين قابلة للتطور الى مراحل الاندماج إذا توفرت الظروف، ونجحت الخطوة الأولى، أيضا غاب عن عقول النخبة الجنوبية إعادة الممتلكات الى أصحابها وتمليك من ليس لديه شيء، نظرا لأن البلاد في حال الانتقال الى الرأسمالية سيكون هؤلاء المواطنين في الجنوب من أفقر المواطنين، لكن كل ذلك غاب، وتم تسليم دولة اشتراكية تملك كل شيء إلى نظام قبلي يأخذ كل شيء، ويعتبره من أملاكه.

إن نتيجة هذه الإخفاقات والتقارب في مصالح النخب السياسية كان السبب وراء ما نعانيه، وما سوف نعانيه، سواءً في الجنوب او الشمال، والناظر لحال الحراك الجنوبي وأعداده يدرك معنى كلامي، وما سوف يكون اذا انفصل الجنوب، والحقيقة إن المواطنين المساكين لا حظ لهم ولا أحد يلتفت إليهم، أهم شيء نفسي ويرثني ابني من بعدي.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل