آخر تحديث :السبت 18 مايو 2024 - الساعة:20:48:42
"الأمناء" تنشر أهم الرسائل التي بعثها الرئيس الزبيدي في الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي..
(الأمناء نت / خاص :)

- أكد أن الصبر بدأ ينفد وأن التسويف بالحلول مرفوض
- حذر من سياسة التلاعب بمعاناة الناس وأكد أن الوضع لن يستمر طويلا
- وجه رسائل قوية إلى رعاة السلام في الإقليم والعالم:
- الوضع لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط وسلق الحلول والتسويات
- خاطب دول التحالف العربي بالقول:
التهديدات المحيطة بنا وبكم تستوجب تأمين النصـر لصنّاعه الصادقين
- دعا القوات العسكرية الجنوبية إلى رفع درجة الاستعداد القتالي
السلام وخيارات الجنوب المفتوحة

 

شهد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي - أمس السبت، الحفل الخطابي الذي أقامته اللجنة العُليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات، بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي.

وفي الحفل، الذي حضره عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، والفريق محمود الصبيحي وزير الدفاع الأسبق، ووزراء المجلس في الحكومة، ومحافظو المحافظات، ورؤساء الهيئات المساعدة، والقيادات العسكرية والأمنية، وقيادات السلطة المحلية بالمحافظات، ألقى الرئيس الزُبيدي كلمة بالمناسبة، حيا في مستهلها شعب الجنوب بالذكرى الـ 7 لإعلان عدن التاريخي.

وقال الرئيس الزبيدي: "نعتز بصمودكم الأسطوري والتفافكم حول قضيتكم وتفانيكم في الدفاع عنها، ونقف بإجلال وإكبار أمام ما قدمه الشهداء الأبرار فداءً لهذا الوطن". مؤكدا أن إعلان عدن التاريخي لحظة تاريخية شكّلت تحولاً محورياً في مسار نضال شعب الجنوب ويمثل تجسيداً نضالياً عن استحقاق تاريخي تعثّر كثيراً.

وأوضح الرئيس الزُبيدي معاهدًا: "قطعنا عهداً على أنفسنا أن نسير على درب الشهداء حتى استعادة دولة الجنوب، وأن نظام صنعاء دأب على إخراج قضية الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات الأممية منذ 1994م ليكون إعلان 4 مايو ثمرة جهود عظيمة لوحدة الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب".

وأضاف قائلا: "لقد أتى إعلان عدن التاريخي في سياق أحداث ثورة شعب الجنوب التحررية العظيمة منذ صيف 1994م، ليمثل تجسيداً نضالياً عن استحقاقٍ تاريخيٍ تأخرَ وتعثرَ كثيراً طوالَ السنوات السابقة من عمر الثورة، بفعلِ فاعلٍ مستبدٍ بالجنوب، وجّه كل أدوات ووسائل طغيانه وفساده، لتمزيق اللحمة الوطنية لشعبنا وإفشال ثورته ووأد مشروعه التحرري الوطني في مهده، وجميعنا يتذكر تلك المخططات الممنهجة التي دأب عليها نظام صنعاء منذ 1994م، لإخراج قضية شعب الجنوب من دائرة اهتمام المبادرات التي ترعاها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى هامشها، وفي مثل هذا اليوم أتى إعلان الرابع من مايو 2017 ليشكل تتويجاً لجهود عظيمة متراكمة بُذلت في سياق إنجاز استحقاق وحدة الكيان السياسي الحامل لقضية شعب الجنوب والمعبّر عن أهداف ثورته".

وأشار إلى أن الهدف من إحياء هذه المناسبة ترسيخ الشعور الوطني لدى الأجيال بأهمية هذا الاستحقاق، وأن المجلس الانتقالي كيان وطني يمثل قضية الجنوب وثورته التحررية بمساريها السلمي والمقاوم.

وتابع: "التفويض الذي حملتمونا إياه لم يكن تشـريفاً بل تكليفاً شاقاً ومسؤولية وطنية وتاريخية، أمام الله ثم أمام شعب الجنوب وأجياله، لتحقيق شراكة وطنية واسعة وشاملة لاستعادة الوطن ورسم ملامح مستقبله من قبل جميع أبنائه في مرحلة نضال تحرري شاق وعسير، لذلك كان نهجنا الحوار ثم الحوار المستمر ونتائج ذلك ماثلة أمام الجميع، ولن نتوقف مطلقًا، فالوطن لن يستعاد ويبنى إلا بكل أبنائه".

وأضاف بالقول: "سبع سنوات مضت منذ إعلان عدن التاريخي، قطعنا خلالها شوطا كبيرا في ترسيخ وجودنا داخليًا وإيصال صوت شعبنا إلى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي، وعملنا بكل تفانٍ وإخلاص على تعزيز حضور قضيتنا الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية، وسنعمل على مضاعفة جهودنا خلال الفترة القادمة على المستويين الوطني والخارجي حتى الانتصار لقضية شعبنا واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة".

وتطرق الرئيس الزبيدي في كلمته إلى معاناة المواطنين قائلا: "نُدرك حجم المعاناة التي تكابدونها في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة وندرك بأنكم ترمون بالمسؤولية الأولى على المجلس الانتقالي بوصفه ممثلكم في السلطة القائمة وشريكاً فيها، ونتفهم ذلك وندرك أبعاده وأبعاد من يحاول استغلال ذلك بسوء نية وكيد سياسي، ولكن ثقوا بأن ذلك لن يستمر ولن نكون إلا معكم في كل حال ومآل، ولسنا صامتين أو متجاهلين كما يُروج له البعض أو يُظن، وستثبت الأيام ذلك".

ووجه الرئيس القائد رسالة إلى رعاة السلام في الإقليم والعالم قائلا: "إن الوضع في البلد لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، بل يستوجب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة، عملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين، لا تقوي طرفا على آخر ولا تنتزع حق أحد أو تحدد سقوف الحل مسبقا، عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب".

وأكد "أن شعبنا في الجنوب، الذي تحمّل سياسات التسويف والتأجيل والمماطلة زمنًا طويلًا قد نفد صبره، ولم يعد بوسعه التعاطي مع أي مبادرات لا تضع قضيته في طليعة جهود السلام، وإن التزام شعب الجنوب نهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لا يغفل جاهزيته لأي خيارات أخرى، إن لزم الأمر".

كما وجه الرئيس الزبيدي رسالة في سياق كلمته إلى الأشقاء في التحالف العربي قائلا: "لقد جاء تدخلكم إلى جانب أشقائكم في لحظة فارقة من تاريخ بلادنا، لحظة جسدتم فيها أبهى صور التضامن والأخوة والمصير العربي الواحد. نبادلكم الوفاء والعرفان نظير ما قدمتموه من دعم وإسناد وتضحيات، في ملاحم بطولية امتزجت فيها دماء شهدائنا وشهدائكم جنبًا إلى جنب، وسطرتم بموقفكم العروبي الأصيل مآثر عظيمة ستظل حيّة في ذاكرة شعبنا والأمة العربية".

وأضاف: "إن ذلك الانتصار الذي تحقق بتضحيات واستبسال أبطال الجنوب والسعودية والإمارات والبحرين والسودان، قد كفل تأمين أحد أهم المواقع الاستراتيجية وأكثرها حساسية في منطقة شبه الجزيرة العربية من خطر داهم كاد أن يُحيل آمال شعوب منطقتنا إلى كابوس. ورغم ذلك فإن التهديدات المحيطة بنا وبكم، تستوجب تأمين ذلك النصـر لصنّاعه الصادقين، وتجنب ربطه برهانات خاسرة".

ووجه الرئيس الزُبيدي رسالة لـ"القوات الجنوبية والأمن" بأنهم "حماة الجنوب والصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات، والوطن يستظل بهاماتكم الشامخة، والنصـر تصنعه سواعدكم وفوهات بنادقكم".

وتطرق الرئيس الزبيدي في كلمته إلى العديد من القضايا والمواضيع المهمة المرتبطة بما يدور على الساحة الجنوبية، ودعا القوات العسكرية الجنوبية إلى رفع درجة الاستعداد القتالي لمواجهة أي تحديات خلال المرحلة المقبلة .

وختم الرئيس الزبيدي كلمته بالقول: "نجدد التأكيد أننا دعاة سلام وسنواصل دعمنا لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا والمنطقة، فمشـروعنا مشروع سلام، ونهجنا الحوار والتسامح، ومثلما اتخذنا السلام نهجا، فلدينا الإرادة والعزيمة لحماية مكتسبات شعبنا ومصالحه الوطنية، والانتصار لقضيته العادلة".

 



شارك برأيك