آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:01:19:13
عبدربه في عين المملكة
منصور هائل

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

 

يحق للمملكة العربية السعودية ان ترسل الوفود السرية وتتواصل هاتفيا مع الرئيس عبدربه لتستوضح رأيه بشأن حرب الخليج الثالثة بالارتكاز على رأيه بشأن حرب الخليج الثانية، وفيما اذا كان مع غزو صدام حسين للكويت أم مع حق شعب الكويت في تحرير بلاده واستعادة دولته؟

 

يحق للمملكة ان تسأل عبدربه حول تقديراته للآثار التي يمكن ان تترتب على ترحيل مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين في قادم الايام بالانطلاق من تقديراته السابقة للمترتبات التي نجمت عن عودة مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين على إثر الاقتراف الكارثي الذي اقدمت عليه القيادة السابقة –هي لم تزل- حين باركت الغزو الصدامي لدولة الكويت؟.

 

ويحق لعبدربه ان يقول بأنه ليس من حق المريض في غرفة الانعاش ان يدلي برأي أو يتبنى موقفا؟

ولكن.. إذا ما كان الاستقطاب على درجة بالغة من الحدة التي تستلزم الخروج عن "صمت الحملان" وديدن النعام!

 

وإذا ما كان الاخوة في الجوار وهم من نشامى ساسة البدو الاقحاح الذين يتمتعون بصبر الجمال وحقد الجمال ايضا، وخاصة أولئك الذين سحبوا سفراءهم من الدوحة يطلبون من عبدربه موقفا حاسما وواضحا لا يحتمل اللبس ولا الغموض: إما معنا أو ضدنا؟

 

ترى كيف سيكون الرد الصادر عن عبدربه؟

لقد تكالبت المحن والامتحانات على هذا الرجل وكانت فوق طاقته وقدرته، كما كان مستوى استجابته لها او تفاعله معها دون مستوى الدفاع عن النفس حتى الآن.

 

ثمة فرص كثيرة أتيحت للرئيس عبدربه وأهدرها ببراعة حتى بدا وكأنه يتمتع بموهبة اهدار الفرص قبل غيرها ودون غيرها.

القرارات الرئاسية الاخيرة التي صدرت عنه بما في ذلك قرار تشكيل اللجنة الدستورية، تؤشر بوضوح الى ان الرجل يندفع بجموح نحو التطويح بمخرجات الحوار الوطني التي طالما تفاخر بها واتكأ عليها كمرجعية.

 

الرئيس عبدربه رجل طيب ويبدو ان مستشاريه الذين يتكلمون ويفكرون من بطونهم، لم يضعوه في صورة الكيفية التي تشكلت بها لجان الدساتير في تونس أو مصر، كما يبدو أن مستوى استشعاره للخطر محقون بتعويله على القضاء وقطر، وفي الرهان على "الاخوان" مهلكة الشعوب والبلدان والأوطان.

 

لاشك ان الرئيس عبدربه كان يعتزم الحضور والمشاركة في قمة الكويت القادمة قبل ان تطرأ هذه المستجدات الدراماتيكية في المنطقة، وهي مستجدات أضحت تستوجب القراءة المعمقة والحذرة والمسؤولة، والذهاب الى أبعد من مستوى تدوير المخلفات بقرارات تستبدل الوزراء الفاسدين والفاشلين بالافسد والافشل، وتقصي القامات الحقوقية والمدنية لحساب تمكين ديناصورات ما قبل الدولة والاجندة الايديولوجية المحنطة.

 

سامحك الله يا عبدربه وعافاك، اما نحن فلا نملك إلا ان نتضرع للرب في الاعالي بأن يغفر لنا سهونا ويسامحنا يوم تمادينا في بلاهة الاعتقاد انك سوف تستطيع القفز فوق ظلك فـ"الزواحف لا تطير" –نيتشه.

 

ليس ثمة ما ينطوي على بارقة معجزة تلوح في الافق، ولن يتدلى عنقود فرصة ذهبية أخرى امامك وامامنا بسهولة بعد كل الذي صار من فوات وهدر لكل الفرص والصدف يا.. عبدربه!

 

عبدربه.. يحق للمملكة ودولة الامارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان ان يتشاركوا في اختبار ذاكرتكم بسؤال: ما هو اسم الدولة الخليجية التي تحفظت على "المبادرة الخليجية" التي استهدفت تدارك الانفجار الشامل والانهيار الكامل للأوضاع في اليمن وامتنعت عن مباركة المبادرة حتى بعد انقضاء اكثر من عام من ابرام التوقيع عليها، وعن مباركة تسنمكم لمقاليد كرسي الرئاسة، ولم تلتحق بالشأن اليمني إلا من باب تمويل الثائرين والثائرات بملايين الدولارات للقنوات الفضائية والتوسط بين قيادات تنظيم القاعدة والدول الاجنبية ودفع الفدية لـ"القاعدة" بملايين الدولارات؟.

 

من هي الدولة التي استباحت الحدود والسيادة اليمنية بحقائب دبلوماسية تحوي ملايين الدولارات وأخرجت المدرسة السويسرية سيلفا خلسة من مطار صنعاء وكانت حكومتكم الموقرة آخر من يعلم؟.

 

من هي الدولة التي حرصت على التوحل في اليمن عبر دعم "الثوار في الساحات" واسقطت من الحسبان دعم امكانية استعادة هيبة سلطة الدولة من تحت الخرائب والاطلال؟

 

المؤكد ان المملكة ليست في مصاف القديسين وانها ليست في وارد تقديم وجبات مجانية لليمن في مقابل حق الجيرة وأكذوبة العروبة، والمؤكد اكثر ان مصالح اليمن مع السعودية اكبر واكثر من تلك التي تجمعها بقطر، وان حسابات السياسة تقاس بالمصالح.

 

والمعلوم ان اليمن لم تستفد من جيرانها في دول الخليج باتحادهم وتوحدهم ولم تبتكر لنفسها دورا ايجابيا عندما يختلفون ويتنازعون، وقد حان الأوان لتغادر أساليب الكمون والكمين والابتزاز واللعب على التناقضات لأنها في حالة انكشاف تام، ولأن قدرها الجيوسياسي يدعوها لأن تعي دورها ومكانتها ومكانها في الفضاء الإقليمي.

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص