- صحة البيئة بالمنصورة تسحب وتتلف 116 ألف قطعة كيك "لول" غير صالحة للاستهلاك
- قوات الحزام الأمني تُتلف شحنة استهلاكية منتهية الصلاحية في العاصمة عدن
- تصفح العدد الإلكتروني لصحيفة "الأمناء" الورقية رقم 1692 الصادر اليوم الخميس الموافق 23 يناير 2025م
- قوات الحوثي تقوم بإعتقال عشرة مواطنين في قرية رباط الحرازي بمديرية دمت في الضالع
- مسلحون حــوثيون يعتدون بوحشية على مواطن أمام ابنته في تعز
- وزير خارجية سلطنة عمان يعلق على اطلاق سراح طاقم سفينة جالكسي
- انخفاض حاد في حركة الواردات بميناء الحديدة
- الرئيس الزُبيدي والمبعوث السويسري للمنطقة يبحثان جهود إحلال السلام
- ترامب يعيد تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"
- أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 23 يناير
الخميس 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00
لا جديد يذكر في المشهد السياسي اليمني, لا شيء تخلق على صعيد الواقع أو أنجز فهيكلة القوات المسلحة التي زعموا إعادتها لم تتم ولم يتجاوز الأمر سوى بضعة قرارات على الورق.. في حين ظلت الأمور كما هي.
فالفجر لم يتنفس في صنعاء بعهد جديد، كما لم يتحول مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة للورد والياسمين ومتنفس لأهالي مدينة سام ابن نوح.
أحلام قاعة فندق الموفنبيك تبخرت فها هي أصوات المدافع تعلو في أنحاء صعدة الجرح النازف إلى ما لا نهاية.
كما عادت الأمور في جنوبنا الصابر إلى سابق عهدها.. قوات تحاصر المدن والقرى في عدن وحضرموت وردفان والضالع .. دماء تنزف كل يوم وبشاعات ترتكب كل لحظة.. قوات عسكرية مدججة بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة ومواقع استحداثات جديدة لتمركزها، إنهم قطعا لم يأتوا ليوزعوا الشوكلاتة والورد على أطفالنا بل ينشرون حمم الموت القادم من مراكز النفوذ المستأثرة في صنعاء تلك القوى التي لا يوجد في قاموسها وتاريخها ما يشير إلى تحكيم العقل والمنطق والاعتراف بحق الآخرين في العيش بكرامة.
الجنوب قدم حتى اللحظة الآلاف من الشهداء والجرحى رغم ثورته السلمية التي قطعا لا يمكنها أن تحترم أو تجد آذانا صاغية من قبل قوى متخلفة تاريخها حافل بالنهب والقتل وإشعال الحروب والعيش على نكبات شعبها.. إننا نواجه نمطا من الغطرسة والتعالي والاستهانة بالأرواح والإنكار المطلق لحقنا التاريخي في أرضنا .
هكذا تمضي الأمور نحو مزيد من التداخل والتعقيد في القضية الجنوبية كما هو الحال أكثر مأساوية في قضية صعدة أعتى القضايا الأساسية التي قيل إن الحوار قد أتى بدرجة اساسية من أجل حلها.. بالإضافة إلى ما قيل أنها الهيكلة وبناء الدولة العصرية الحديثة.
وبالمجمل لم يتم أي تقدم يذكر في مثل تلك القضايا المحورية ولا يمكن حدوث ذلك بالمطلق، الأمر الذي دعا حوار الموفنبيك للإمساك بتلابيب القضية الجنوبية رغم أن لا طرف جنوبي يمثلها في حوار صنعاء ومع ذلك ما زال الحاكمون يعلنون شدة تفاؤلهم بالوصول إلى خاتمة الحوار.. وهي خاتمة من وجهة نظرهم لابد أن تتجاوز معضلة الجنوب لا عن طريق حلها.. إنما بطريقة حل تختاره أطراف النفوذ باعتباره يمثل مصالحها وهذه سابقة تاريخية غريبة أن يكون الخصم هو الحكم لذلك الحل يعبر عن رؤية وحلم أطراف جنوبية هي جزء من السلطة وتدرك سلفا قدر إساءتها للجنوب وأن لا مكان لها في جنوب المستقبل.
هكذا يتكشف مشهد التآمر والحقد ضد الجنوب، وبتلك الحدة والحسابات المسبقة أعيد نشر القوات العسكرية على الأراضي الجنوبية لإدراك أطراف النفوذ أن ذلك يمثل السبيل الوحيد لإبقاء الجنوب تحت قبضتها .
نعم حوار صنعاء ومخرجاته لا يعني الجنوب بالمطلق لأننا في الأصل غير مشاركين فيه. إلا أن المؤشرات والتصريحات كافة تشير بوضوح سافر إلى تجاوز قضية الجنوب ومحاصرة مدنه وقراه بالقوات العسكرية واستخدام القوة في فرض ما يريدون على شعبنا غير مدركين حجم الرفض الجنوبي وقوة الإرادة الشعبية الرافضة كل الرفض البقاء تحت شرنقة الاحتلال البغيض .
بالمجمل لقد أيقن فرسان الحوار البؤساء عجزهم عن حل القضايا الأساسية التي من أبرزها وأهمها إعادة هيكلة القوات المسلحة وتفكيك القوات الخاصة .. عندها لم يجدوا سبيلا إلى تركيز كل اجتهاداتهم لاختيار حل يروق لهم بالنسبة للجنوب وعند هذه المفردة تدور رحى حوارهم البائس علهم بمثل هذه الاجتهادات يكونون محل رضا من أطراف النفوذ .. فهل ينط هؤلاء عبر جدارنا القصير ، حيث لا مدرعات ولا راجمات صواريخ ولا حتى صواريخ سكود المتواضعة يمكنها إعاقة مضيهم.. عدا أنهم يواجهون شعبا جبارا تاريخه مليء بالمآثر في الذود عن حياضه.
إنه التقدم المزعوم في العملية السياسية, إنه البحث المضني عن شكل الدولة القادمة ولكنها دولة لا سلطة لها على الأمن والجيش وينبغي لها أن تعمل في ظلال أطراف النفوذ المهيمنة.
وإلا فإنها ستفقد هذا الحيز الضيق الذي أتيح لها عنوة وفي سبيل تجاوز ثورة التغيير ليس أكثر ولا أقل.