آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:23:21:59
الجنوب لم يعُد جليس حلاق
رفقي قاسم

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

بدأ الحراك الجنوبي رسميا في 2007 م وإن كان قد بدأ فعليا في عدن والمكلا في 1992 م بشكل فرديٌ هنا وهناك ..أي ان الحراك فعليا قد سبق ثورات الربيع العربي بسنوات وذلك بسبب ما عاناه الجنوب من ظلمٍ وحتى الآن وإن تغير الزمان ولكن اهل الزمن لم يتغيروا !! سواء بلحن القول أم بالقول  !! ومن ثم خرجت الجموع للساحات جنوبا وشمالا , وسرق قيادات القوم المتأصلة الثورة شمالا أما في جنوبها فلا تزال تُصارع وفرض شباب الأمة من ذكورها وإناثها والمخلصين من الرجال والنساء أنفسهم وبقوة الزخم والعقل والمنطق والتوجيه الغالب والأصح فيهم وإن شابه ما شابه من الإرباكات  بين الفينة والأخرى.

وتواصلا مع ما يدور بالتواصل الاجتماعي (الفيسبوك) والنقاشات الدائرة  بالصحف والمجلات والمنتديات وبقاء الساحات هي السائدة فإن الامر في تحسن مُستمِر ,, وأهداف الحراك السامية  تتواصل وتتحقق كل يوم أكثر وأكثر.. ولم يعد الجنوب جليس حلاق كما كانوا يقولون سابقا !! بمعنى الشخص يجلس على كرسي الحلاقة والحلاق يعمل ما يريده قولا وفعلا بمعنى الحُكًام ليسوا كما كانوا , ولا الجنوب كما كان عدن ليست كما كانت .. فالأوضاع تتغير بتغُير الظروف والمستجدات وليس بمقدور أي شخص او مجموعة  فرض آرائهم كما كانوا وذلك بتغُير الحال ووجود الساحات وبقائها,  التي تُفرِض بقوة تواجدها ما يريده المجتمع من تغيير وان اختلفت الرؤى بشكل او بآخر .. ونكون اكثر تعبيرا صادقا ودقيقاً ان عدن لم تعُد جليس حلاق كما كانت وهي الثغر الباسم للجنوب وملتقى الاعراق والأجناس.

اذن لا يعتقد من الآن وصاعداً ان بمقدور أي شخص آو أشخاص فرض آرائهم بقوة السلاح وعنجهية العقلية البائدة المعتادة , لأن الاجيال المتعاقبة لن تقبل هذا منهم , وحتى لو كانوا يحملون نفس الاصول منا وهم .. وليس هذا بالجنوب وهو الذي يهمنا عامة وعدن خاصة ولكن ايضا بالشمال لن يبقى الحال كما هو !!  من سالت دماء أبنائهم وإخوانهم والاخوات لن يرضوا بعودة الحال كما كان , وإن قبلوا بذلك منهم على مضضٍ ,, اذن ما هم إلا بائعون مشترون بدماء أبنائنا الغالين  !!

وأود هنا ان أنبه أن الساحات لم تعد محصورة لأناس دون أناس , فهي للمواطنين كآفة وإن كان لكل مجتمع خصوصياته ورغباته وعلى حسب تطوره وتطور ساكنيه وسلوكياته ,,اما من يحاول ان تفريق اواصر روابطنا بأفكارٍ مستجلبة لتثير الفتنة بيننا , نقول لهم ان عصر البلطجة قد ولى وعصر شراء الذمم والانفس بنص حبة قات  قد فات ومن نوى وفرض على عدن ان تكون قرية وللأسف بعقليتهم وبأيادي ابنائنا ,, نقول لهم ان الشباب قد ادرك المعنى ولن يبقى صغار العقول صغاراً اًبدا الدهر ولا لهم مغنى .. ساهموا جميعا للأسف بعودة عدن الي قرية كما  يحاولون ان يُعيدوها و باتفاقٍ مدروس لان النفوس هي النفوس !! ونفوسهم كما كانت حاملة الحقد المدسوس !! وليس هم وحدهم فقط لكن للأسف كبار مسئولينا في المحافظة ساهموا بهذا المغنى وبثمن  بخصٍ لا تتجاوز بقعة ارضٍ او حزمة قات شامي !! ولم يدركوا ان الزمن سيحاسب كل من باع نفسه وكان رخيص وان لبس اغلى الثياب وتكلم بأحلى مغنى.  فعدن يا سادة ليست قرية ولن تكون ,, ولم تعُد ولن تكون جليس حلاق !! عدن هي حب الجنوب وثغره الباسم ,,ويجب ان يبقى باسماً وجميلاً يعُف كل عِيفة وجِيفة ..ومن يريد ان يقطنها عليه ان يندمج مع هذا النسيج الرائع المتواجد فيها ومن كل حدب وصوب .. فأحبوها تحبكم وأبدلوا لها تبدل لكم اكثر ,,,,وسلام لها ولكم !!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص