- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
- سقطة مدوية للريال اليمني صباح اليوم الجمعة
- قناة سعودية : واشنطن بدأت تغيير نهجها تجاه الحوثيين في اليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
- تقرير خاص بـ«الأمناء»: من يوقف عبث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بالمال العام؟
- الرئيس الزُبيدي: تصنيف أستراليا للحوثي كجماعة إرهابية يدعم توحيد الموقف الدولي لردع هذه المليشيا
- الرئيس الزُبيدي: نعوَّل على دعم الأشقاء والأصدقاء لإخراج البلاد من أزمتها
الجمعة 10 نوفمبر 2024 - الساعة:20:59:49
في عام 1551 ميلادي أو 52 عندما هجم الإحتلال العثماني على إب والجنوب تم إخراجه من الجنوب بسرعة ولم تتم سيطرته إلا على عدن فقط ، وهنا كان هناك تاريخ لمملكة اسمها المملكة الصدرية وتم تضييع تاريخها نهائياً لعدة أسباب.
تم مهادنة أبناء الجنوب من قبل الأتراك الذين كانت سيطرتهم على عند أطراف الضالع وعلى عدن ، تم القبول على أن يظل بقاءهم في عدن كحماية تحسباً لهجوم الإحتلال البرتغالي.وتم قيام المملكة الصدرية في يافع وحالمين حكمت كل الجنوب حتى حضرموت وأيضاً حكمت البيضاء ، أما إب وتعز فظلت تحت حكم الأتراك.، وكانت هذه المملكة موالية للدولة العثمانية.
لماذا سميت بالمملكة الصدرية ؟
أسرة متفرعة من القادري آل جعموم وهم من تولوا الحكم.
إحداهما أطلق عليه الصدر الأعظم ، ومعروف أن الصدر الأعظم مصطلح أوجده الأتراك في بداية دولتهم ، والصدر الأعظم معناه نائب الخليفة وله كل الصلاحيات المطلقة.
المصادر:
روايات الأجداد التي تحدثت على أن مملكة القادري في حالمين التي سقطت عادت بعدها وسميت المملكة الصدرية ولكنها لم تعد وتحكم إب.
وبعد جهد جهيد من البحث وصلت لبعض النتائج.
_ حصلت على وثائق تصف أحد من أبناء جعموم بالصدر الأعظم متزامن تاريخها بعهد الإحتلال العثماني الأول.
_ أيضاً لدي وثيقة تنسب جعموم للقادري عام مائة وسبعة عشر هجرية.
لماذا طمس الأتراك هذا التأريخ ؟
لأنه يكشف عدم سيطرتهم الحقيقية على جنوب اليمن ، إذ وجدت هناك مملكة هي من تحكم الجنوب ، وجودهم مجرد قاعدة عسكرية في عدن كحماية قبلهم أبناء الجنوب لصد الإحتلال البرتغالي خوفاً أن يستهدف مكة بعدها.
أي كانت سيطرة الأتراك محصورة في مدينة عدن فقط.
عيوب هذه المملكة.
تركت إب تحت حكم سلالات تركية ولم تستعيدها.
أي ظلت سيطرتها على حدود الضالع كالحدود بين الجنوب والشمال قبل عام 90.
إب في هذه الفترة.
_ في عهد الإمام المطهر شرف الذي كان قبل الإحتلال العثماني الأول ، حلت قبائل تدعي الأنتماء لآل البيت وأخرى من ذمار والمحويت وماجاور صنعاء ، بعد التدمير والنهب والقتل ، حلت محل آل القادري في الحكم.
مثلاً جاء الشبيبي من ذمار آنس والذين يدعون إنتسابهم لآل البيت وهؤلاء غير آل الشبيبي الذين هم من حبيش قديماً وهم إمتداد منا وذو قرابة ويتواجدون في حبيش والجنوب ويافع وحضرموت.
الذين جاءوا من ذمار مع الإمامة حل جزء منهم في حبيش وحكموا حبيش والقفر وحزم العدين.
وجزء حل في البخاري وأستولوا على دار القادري وأجبروا القادري والحماطي الذي كان في تلك البقعة الرحيل لقرية أسفل المنطقة تسمى المقلد.
وجزء منهم حل في بعدان.
_ في عهد الإحتلال العثماني الأول: أصبحت إب تحت حكم أسرة تركية كآل الجلال والزوم الذين حلوا في حبيش وجبلة وبعدان والمخادر وغيرها.
دار القادري الذي كان في حبيش بالجميمة والجميمة إسم مطابق لإسم الجميمة في بلاد القادري بحالمين ، أستولت عليه أسرة من آل الشبيبي القادمة من ذمار في عهد الإمام المطهر ، وفي عهد الإحتلال العثماني الأول أصبح استولى عليه أسرة تركية من آل الجلال والذين أيضاً أستولوا على حصن خدد أيضاً.
لم يعيد الأتراك ما تم نهبه في عهد إمامة آل شرف الدين ، إنما استولوا على جزء مما تم نهبه وجعلوا البقية تحت ملكية الناهبين ، فقط تم إعادة حصن شافة لآل القادري في ناحية القادري بحبيش ثم تم سلبه منهم في في عهد الدولة القاسمية لأسرة أخرى.
في الجنوب ليس هناك أسر تركية حلت في غير مدينة عدن وتولت الحكم ، فقط ظل الأتراك داخل عدن محصورين ومعهم أيضاً بعض الأسر الجنوبية كعمال.
عودة إمارة القادري إلى حالمين والهجوم الزيدي الثاني على حالمين ويافع العلياء.
في عام 996 هجرية حدثت انتفاضة ضد الأتراك ، بدأت من يافع العلياء وحالمين وعادت إمارة القادري إلى حالمين وحكمت عدن وأبين ولحج والبيضاء وأستمرت لمدة أربعة واربعون عاماً أو خمسة وستون عاماً ، وإنما تم تضييع هذا التأريخ وطمسه ما بين نسبه لآل السعدي السليماني وإمارة آل أحمد الأخيرة ، وهنا أريد أن أوضح اللبس وبالأدلة ، مع إحترامي للجميع ولكن لكل تأريخه.
_ في كتاب اللطائف السنية للمؤرخ الكبسي ، ذكر أن وقع تمرد في يافع عام 96 هجرية وانه توجه أحد الولاة العثمانيون إليها بأحناد كبيرة وأنه ظل حتى سنة 99 هجرية حتى ارغمهم على دفع المستحقات المفروضة عليهم ، والحقيقة أنه التمرد أرغمهم على الإنسحاب من عدن والسبب أيضاً المواجهات في صنعاء كون في هذا العام قامت الدولة القاسمية وتقدمت لصنعاء كما في تاريخ الدولة القاسمية التي بدأت من عام ألف هجري.
وفي هذا العام خرج الأتراك من عدن وعادت إمارة القادري في حالمين بدأت بأمير أول إسمه أحمد وثم تم نقلها إلى خرفة الأمير كندح القادري الأخير غير كندح السابق وثم الأمير الأخير حسين.
_ تجنباً للخلط بين السليماني والسعدي وتضييع تاريخ إمارة حالمين والادعاء أن الأمير عبدالقادر اليافعي السعدي السليماني هو من أخرج الأتراك في عدن وأنه انطلق من خنفر أبين اوضح الآتي.
السليماني الذي ثار على الأتراك وخرج من خنفر هو بن مطلق السليماني عام 954 هجرية كما ذكر ذلك كتاب تأريخ العربية الجنوبية وتم قتله من قبل الأتراك ، وليس الشريف عبدالقادر السليماني الذي سيطر على عدن وليس من يافع وكان قائد جيش الإمامة على عدن هو والعبدلي كما تؤكد وثائق وكان في عهد الدولة القاسمية وتم ذكره في ما بعد تاريخ الف وأربعين هجرية ، أما السليماني السعدي صاحب يافع فهو صالح بن سليمان فقد كان عامل على عدن عام ألف ومائة وأربعة عشر هجرية كما ذكر صلاح البكري في كتاب شرق اليمن يافع صفحة ثمانية وثمانون.
وهنا يتضح الفرق وكيف أن التزوير خلط بين هؤلاء الثلاثة ، وأما الشريف عبدالقادر السليماني فسيتم توضيح بعض من حقيقته ومن يكون في هذا البحث.
_ وثائق تؤكد وجود أمراء قادريين قبل عام الف وأربعين هجرية.
وثيقة تذكر أحد أبناء العمومة في حالمين ، ذكرت بحضور الشيخ حسن ابن الأمير أحمد ، تم كتابتها في عام ألف وسبعين هجرية ، ومعروف أن القاعدة الزمنية لتسلسل الأسماء تحتوي على ثلاثة أسماء كل مائة عام ، ذكر الشيخ حسن عام ألف وسبعين هجرية معناه أن ابوه الأمير أحمد كان قبل عام الف وأربعين هجرية ، وفي الوثيقة مذكور وجود نقيب يافع وهنا يتضح أن في ذلك العام كانت حالمين تابعة لسلطة نقباء يافع ، ومعروف أن مصطلح النقيب جاءت به الدولة القاسمية في عهدها.
كما أن ذكر ال شعفل كما في كتاب المؤرخ لقمان وتاريخ إمارة الضالع وملحقاتها كقاسم شعفل وأحمد ابنه كان في ما بعد الألف والمائة هجرية أي في عهد الدولة القاسمية.
وهذا ما يؤكد أن الأمير المذكور وأمراء حالمين هم ال القادري في فترة عودة الإمارة بحالمين والتي أسقطتها الدولة القاسمية.
كيف أستطاعت الدولة القاسمية الزيدية إضعاف إمارة حالمين والسيطرة على الجنوب.
السلاطين تأريخ كان أوله مدعوم وموالي للإمامة وآخره ضد الإمامة ، ولكن لا يصح أن ينسبوا تاريخ غيرهم لهم.
بعد سيطرتها على إب وتعز وارتكاب أبشع الجرائم.
قامت الإمامة القاسمية بتفربخ الجنوب عبر دعم إقامات سلطنات مشيخات والتحالف لإضعاف إمارة حالمين الحاكمة لعدن وأبين ولحج والبيضاء وتقليصها ثم الهجوم عليها والسيطرة على الجنوب.
في عام ألف وتسعة وثلاثين هجرية تم إقامة سلطنة بن عفيف في يافع ثم ذهبت لمبايعة الإمامة في إب.
الدليل وثيقة ومخطوطة قديمة أظهرت الزيدية ونشرتها.
قامت سلطنة الرصاص عام ألف وخمسة وأربعين هجرية كما أظهرتها وثائق تأريخ السلطنات.
في حضرموت أصبح الحاكم السلطان بدر بن عبدالله الكثيري كما ذكر حمزة لقمان.
قامت سلطنة في العوالق ومشيخات في أبين كالفضلي والضالع كآل الأميري والواحدي والجرشي كما ذكر في كتاب تأريخ العربية الجنوبية.
أصبحت عدن تحت سيطرة الشريف عبدالقادر السليماني الأميري ، والذي كان له علاقة جيدة مع الإمامة في صنعاء كما ذكر حمزة لقمان في كتاب معارك حاسمة ضد الأتراك في اليمن.
هذه السلطنات والكيانات المستقلة أضعفت إمارة حالمين وقلصتها حتى أصبحت سيطرتها على حالمين والشعيب وردفان ويافع العلياء فقط.
ذكر لقمان في كتاب معارك حاسمة أن عبدالقادر اليافعي ساند الإمامة ضد الأتراك في تعز والمخاء ، وهذا دليل على أنه ليس يافعي وإنما من الإشراف السليمانيين الذي ساندوا الإمامة القاسمية ضد الأتراك وقاتلوا في المناطق الشافعية تعز وإب وتهامة ثم ساندوها ضد الجنوب ، وهؤلاء الأشراف يلقبون بالأمير وحلو بعدها في شبوة والضالع بلاد الأشراف وفي تعز والجوف ومأرب ويطلق عليهم بالشريف والأمير ، وهم في الحقيقة ينتسبون لعبدالله بن حمزة بن سليمان كما يروي بحث للباحث محمد زمام.
وذكر في كتاب تأريخ العربية الجنوبية أن الأمير عبدالقادر كانت فترة حكمه لعدن أقل من عقد من الزمان وان ابنه حسين بن عبدالقادر تولى بعده عام ألف وواحد خمسين هجرية ، وهذا ما يؤكد أن عهده كان حوالي ست أو سبع سنوات أي من عام ألف وأربعة وأربعين هجرية.
تم إخراج الأتراك من عدن في عام ألف هجرية وليس في عام ألف وأربعة وأربعين هجرية كما يقول المؤرخون الجنوبيون ، والدليل وثايقنا التي تثبت أنه كان هناك أمراء قادريون في عهد مابين الف هجرية إلى الف وأربعين.
أما في عام ألف وأربعة وأربعين هجرية فكانت سيطرة الدولة القاسمية على تعز وتهامة ، وسيطرتها على إب كانت في عام ألف وثلاثين هجرية وسيطرتها على صنعاء كانت قبل سيطرتها على إب.
أرتكبت الدولة القاسمية الزيدية جرائم بشعة في اليمن الأسفل إب وتعز وتهامة وأيضاً في حالمين ويافع العلياء وحضرموت.
بعض أئمة الزيود المجرمين في اليمن تعاملوا مع أراضي الشافعية في ما يسمى اليمن الأسفل والمشرق (التي تشمل تعز واب وماجاورها بالاضافه الى ارض تهامة وجزء من الجنوب شبوة ولحج ) باعتبارها أراضي خراجية يؤخذ منها الخراج كما يؤخذ من أراضي الكفار!!!!
وذلك بعد أن كانت سابقا أراضي عشرية تؤخذ منها العشور كزكاة مثلما تؤخذ من المسلمين.
وهذا الأمر حصل في عصر الدولة القاسمية الزيدية. وبالتحديد في عصر الإمام المتوكل إسماعيل.
وقد وقف مع ذلك الإمام الزيدي الظالم عامة فقهاء المذهب فأفتوا له بصحة موقفه، وبأنها اراض خراجية تعامل معاملة أراضي الكفار، وعلى ساكنيها دفع الخراج لإمام المسلمين!!!
وحجتهم المتهافتة في ذلك الأمر أن الذين كانوا يحكمون تلك المناطق الشافعية هم جيوش الدولة العثمانية، وقد انسحبوا من اليمن حينذاك فاعتبر الإمام المتوكل وعلماء السوء الذين حوله أن العثمانيين كفار كفر تأويل لأنهم من ناحية مشبهة مجبرة كفار، ومن ناحية ثانية يحكمون بالقانون (رغم أنه كان حينذاك مستمدا من الشريعة الإسلامية)، وبما أنهم كفار فإن الأرض الموروثة منهم في اليمن أرض كفار يجب على الناس فيها أن يدفعوا الزكاة مثلما يدفعها اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم!!!!
وقد انتصب لهم حينذاك العلامة الحسن بن أحمد الجلال رحمه الله، فألف رسالته (براءة الذمة في نصيحة الأئمة) بين تهافت الفتوى وانحرافها وضلالها، ووجهها لذلك الإمام الغاشم فلم يقبل العمل بها واستمر على غيه، هو وفقهاء السوء الذين حوله.
وقد نقل المؤرخ يحيى بن الحسين في بهجة الزمن ردا من الإمام إسماعيل على الاعتراض ضد عمله قال فيه: (وما كان الظن أن يخفى ذلك وجهه، فالحق بين والحمد لله، وبيان ذلك أن مذهب التوحيد (المعتزلة) أن المشبهة والمجبرة كفار، وأن الكفار إذا استولوا على أرض ملكوها، ولو كانت من أراضي المسلمين وأهل العدل، وأنه يدخل في حكمهم من والاهم واعتزى إليهم، ولو كان معتقده يخالف معتقدهم، وإن البلد التي تظهر فيها كلمة الكفر بغير جوار كفرية، ولو سكنها من لا يعتقد بالكفر، ولا يقول بمقالة أهله، هذه الأصول معلومة عندنا بأدلتها القطعية، ومدونة في كتب أئمتنا وسلفنا، ولا ينكر ذلك عنهم أحد من له أدنى بصيرة ومعرفة بمصنفاتهم كالأزهار وغيره) 1/290
وليس هذا فحسب بل كان أئمة السوء الزيود يحاولون إهانة أهل تلك المناطق بشتى الوسائل، فقد كانوا يفرضون عليهم ضرائب مختلفة بمسميات بعضها مضحك؛ كما يذكر المؤرخون.
وكانوا يسمون تلك الضرائب مطالب!!، فمنها مطلب سفرة الوالي (مبالغ تؤخذ من الرعية من أجل أن يستخدمها الولاة وأمراء المناطق والألوية لأكرام ضيوفهم الرسميين) إلى مطلب التنباك (التبغ والتتن)، إلى مطلب جعالة العيد (تؤخذ من الرعية في الأعياد لمظاهر احتفال الولاة) إلى مطلب صلاة المصلي بدون إمام!!!! وغيرها من الخزعبلات، ولينظر من شاء الاستزادة في كتاب (الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم) لسلوى الغالبي ص 166.
قيام سلطنة في يافع السفلى ذهبت لمبايعة الدولة القاسمية ، ثم الهجوم على عدن بقيادة الشريف عبدالقادر السليماني عام ألف وأربعة وأربعين هجرية ثم قيام سلطنة الرصاص في البيضاء عام ألف وخمسة وأربعة هجرية قلصت إمارة القادري وأصبحت لم تعد مسيطرة إلا على حالمين والضالع ويافع العلياء.
في عام ألف وثلاثة وخمسون تم الهجوم على حالمين خرفة مركز الإمارة بعد أن كان قائد جيش الإمامة القاسمية هو الشريف حسين بن عبدالقادر السليماني.
تم قتل الأمير كندح بن أحمد القادري الذي كان قد نقل عاصمة الإمارة من وادي الأقدور بلاد القادري في حالمين إلى خرفة. وهروب أبناءه العشرة الذي لا نعلم أينهم ، وقتل الكثير من أبناء حالمين وآل القادري بما فيهن نساء من بنات الأمراء القادريين وكان الزيود يقطعوا أصابعهن التي فيهن خواتم الذهب وأذانهن التي فيها الخروص وعندما عاد بعضهم إلى صنعاء كان يبعون الأذن والأصبع التي فيها الذهب في باب اليمن بصنعاء.
ومثلما عملت الدولة القاسمية هذه الجرائم في حالمين ، فقد عملت مثلها عندما سيطرت على إب من قبل كما يذكر الباحث محمد زمام الذي تحدث عن جرائم الدولة القاسمية الزيدية في بلاد الشوافع.
كيف زور المؤرخون الجنوبيون هذه الحادثة.
نسبوا أنه هجوم من قبل الدولة القاسمية على عدن الذي كان حاكمها وسيطرت الدولة القاسمية عليها ، مع العلم أن ذلك الأمير هو أمير الجيش وبعد وفاته تولى أخاه الأمير النمي إمارة الجيش كما يذكر في كتاب تأريخ العربية الجنوبية من بعد الإسلام والمؤرخ العبدلي في تحفة الزمن أن عبدالقادر السليماني كان له من الأولاد الأمير حسين والأمير النمي أي أنه بعد حسين كان هناك أمير اسمه النمي.
كما يذكر المؤرخون الجنوبيون زوراً أنه حدث خلاف بين الإمام القاسم وابن أخيه وفر الأخير إلى عدن وأكرمه الأمير عبدالقادر ثم عاد بعد أن عرف مكامن الضعف وقضى على الأمير حسين بن عبدالقادر عام ألف وثلاثة وخمسين وقضى على إمارة عبدالقادر السليماني ، وهذا كلام كذب وعار من الصحة.
والحقيقة أن الخلاف الذي حدث هو بين السلطان الكثيري في حضرموت وابن أخيه واستغل الإمامة ذلك الخلاف بعد ذهاب ابن اخو السلطان الكثير الذي اعتنق المذهب الزيدي إلى صنعاء ليستعين بالإمامة بعد أن كان قد كسب إلى صفه ضد عمه عدد من أبناء حضرموت كالعلويين وغيرهم.
وهذه القصة ذكرها عدة مؤرخون من بينهم مؤلف كتاب تأريخ العربية الجنوبية بعد الإسلام في الصفحة اربعمائة واربعون.
بعد أن تم الهجوم على حالمين وخرفة ، فر اخو الأمير كندح الأمير حسين بن أحمد القادري إلى يافع العلياء ، وهناك ظلت الإمارة محصورة داخل يافع العلياء فقط ، وهي الأمارة الوحيدة بجانب سلطنة الكثيري في حضرموت الرافضة لحكم الدولة القاسمية ولم تدين لهما.
في عام ألف وخمسة وستون هجرية بعد أن استغلت الإمامة الخلاف بين السلطان الكثيري وابن أخيه ، قامت الإمامة القاسمية بشن الهجوم على يافع العلياء وحضرموت ، وارتكبت أبشع الجرائم في يافع من نهب وقتل وتدمير ، وتم قتل الأمير حسين بن أحمد القادري وقطع رأسه وتعليقه في باب اليمن بمدينة صنعاء لمدة شهر.
مزورون التأريخ وبالذات الجنوبيون أدعوا أن من تم قطع رأسه وقتله هو السلطان حسين الرصاص ، في أكبر عملية تزوير مفضوحة ، كون السلطان حسين الرصاص كان في البيضاء وليس في يافع ، والسلطان حسين الرصاص الذي اختلف مع الإمامة في كان في عهد الأمامة المتوكلية وأخذ الإمام يحيى ابنه رهينة ولم يكن في عهد الدولة القاسمية واقرأوا مخطوطات سلطنة الرصاص وتاريخها.
بعد سيطرة الدولة القاسمية على يافع العلياء وحضرموت عام ألف وخمسة وستون هجرية ، ظلت مسيطرة على الجنوب لمدة ثمانية وثمانون عاماً ، وهي المدة التي يتفق عليها أغلب المؤرخون كالبتول في كتابه خيوط الظلام وكحمزة لقمان أيضاً ، وهذا ما يعني أنه ما ينسبه المؤرخون من أحداث خلال فترة الثمانية والثمانين عاماً كإدعاء خروج الزيدية وعودتها هي عارية من الصحة ، وخروج الدولة القاسمية من الجنوب هي عندما قام عامل الإمامة العبدلي بالتمرد والسيطرة على عدن مستغلاً الخلاف بين أئمة الدولة القاسمية وهنا كان لبقية السلاطين موقف جيد ضد الإمامة التي تم إخراجها من الجنوب كله ، إلا أنهم كان لديهم علاقات جيدة مع الأئمة والدليل أنهم لم يساندوا ثورة الشوافع في إب ضد الإمامة الزيدية القاسمية التي قادها الفقيه سعيد رحمه الله.
وكما ذكر المؤرخ العبدلي في هدية الزمن أن إخراج الدولة القاسمية من عدن وقيام سلطنة العبادل هو في عام ألف ومائة وثلاثة وأربعين هجرية.
هذا جزء بسيط ومختصر من أدلة على هذه الفترة اختصرناه تجنباً للإطالة على القارئ ، وتفصيل أكثر والانتقال لمرحلة ما بعد هذه الفترة سنتحدث عنها في بحوث قادمة فكونوا معنا.