آخر تحديث :الخميس 09 مايو 2024 - الساعة:11:34:51
كنا في هايد بارك بن حبتور
نجيب يابلي

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

30 مايو 2013م كان عجيبا وغريبا بكل المقاييس وهو انطباع مشترك عند كل من حضر فعالية تأسيس منتدى التنمية بعدن بناء على دعوة وجهها أ.د.عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن واكتظت قاعة محمد علي لقمان بالحضور بين مؤسسين وضيوف اجانب ومحليين وفي مقدمتهم ممثل الجهة الامريكية الممولة.

اول لحظة استغراب لمستها كانت عند بوابة ديوان الجامعة ذلك التي رأيت حراكيا يلف رقبته بشال يرمز الى علم الجنوب واتسعت رقعة الدهشة في قاعة لقمان عندما رأيت حراكيين حاملين اعلام الجنوب ويهتفون لفك الارتباط ونددوا بالحوار الوطني ومن شارك فيه.

علت عبارات الشتم داخل المحكمة واخذ احدهم نصيب الاسد في الشتم منه عام ومنه موجه لشخص الدكتور بن حبتور، سألت نفسي: هل انا في حلم ام في علم؟ هل انا في هايد بارك بن حبتور ، نظير هايد بارك البريطاني؟ هل انا في عرض من عروض مسرح اللامعقول الذي انتشر في ستينات القرن الماضي؟

فقرات الفعالية في جلها كانت جميلة وتصدرتها كلمة الجهة الامريكية المانحة التي تفننت بعالم الديمقراطية الضائعة عندنا وحتى اشعار اخر واتحفت الساحرة سحر درعان الحضور باغنية (عدن) للزميل عدنان الاعجم ، رئيس تحرير الزميلة "الأمناء" وبين الحين والحين ترتفع اصوات المطالبة بدولة الجنوب وتعالت اصوات بتعليقات لطيفة وجارحة، اللطيف منها على سبيل المثال تعليق احدى المشاركات على نص الاغنية التي عبرت عن مشاعر الزميل عدنان وهو يحب عدن بقوة ، فقالت المشاركة طالما وان هناك يفترض وجود جنود من الامركزي للتعبير عن القوة..

من حق الانسان ان يعبر ، عما يريد بطريقة سلمية وله ان يقول ما يريد على قاعدة "الحجة بالحجة" ولك ان تعبر عن رأيك في اطار الرأي والرأي الاخر وانك لا تملك كل الحقيقة وانك لمست الثورة وغيرك الثورة المضادة لان عقلية التخوين او عقلية المؤامرة بنشره في اوساط العرب والمسلمين واننا عانينا كثيرا من الاقصاء والتخوين وها نحن نكرر نفس الاسطوانة المشروخة، لك ان تأخذ وقتك وللاخرين ان يأخذوا وقتهم ولا لاحد وصاية على الاخر واذا لم نعرف بعضنا فكيف سنعرف غيرنا واذا لم نحترم بعضنا فكيف سيحترمنا الاخرون.

الانطباع الذي تولد عندي اولوي ان الدخول الى ديوان الجامعة والى قاعتها الكبرى بهذا الكم وبهذه الاعلام فقد احسنت قيادة الجامعة عندما اظهرت امام الضيوف بان الديمقراطية مجسدة الى ابعد الحدود وها انتم ترونها بأم اعينكم وقد استدرجت قيادة الجامعة اولئك المهرولين حتى تصور للضيوف بأن هؤلاء الذين يتشاورونهم هم اصحاب القضية الجنوبية .

اسمعوا يا هؤلاء: هناك قضية عادلة اسمها القضية الجنوبية ولن يهدأ لنا بال ولن يسعد لنا حال الا اذا استعدنا دولة الجنوب الجديد.. الجنوب الفيدرالي وارقى صوره كانت في ظل (اتحاد الجنوب العربي) واننا لن نسمح بالاقصاء والتهميش والتخوين للاخر.. ان هذه السياسة ما هي الا الارهاب بعينه.

احذروا الانجرار وراء دعوات الفتنة لان القبيلة المتنفذة في شمال الشمال التي لا تزال محافظة على قوتها وثرواتها واسلحتها وستعمل على تفجير حرب اهلية جنوبية جنوبية واعلموا ان تلك القوة المتنفذة احترقت ولا تزال تحترق كل المكونات في الجنوب بدءا من النوادي وانتهاء بالمنتديات.

حقيقة ان المشاركين في الحوار يقولون انهم لا يمثلون الجنوب وان الاخون في الحراك لا يمثلون كل الجنوب والا لبرزت قوة واحدة وقيادة واحدة تمثل الجنوب وهكذا اخبرنا التاريخ بان قيادات الشعوب واحدة بدءا من الصين وفيتنام ومرورا بجنوب افريقيا والبوسنة والهرسك وانتهاء بكوبا.

هل بلغت..اللهم اشهد!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص