آخر تحديث :الاربعاء 15 مايو 2024 - الساعة:02:37:00
آخر الأخبار
هل من الضرورة الاحتفال بذكرى الوحدة في الجنوب الآن؟
علي ناصر البخيتي

الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

تسعى بعض القوى الى الاحتفال بذكرى الوحدة في بعض المحافظات الجنوبية في هذا التوقيت الحساس والتوتر الذي تشهده تلك المحافظات, خصوصاً بعد الفعالية الأخيرة في ذكرى الاستفتاء على الرئيس هادي التي سقط فيها العشرات ما بين قتيل وجريح.
تعتقد تلك القوى انها بذلك الاستفزاز لمشاعر الجنوبيين تدعم وترسخ الوحدة اليمنية, والحقيقة أن تلك التصرفات تؤدي الى تعميق الشرخ أكثر, وتدفع باتجاه فك الارتباط.

الوحدة ليست شعارات واحتفالات وبرامج تلفزيونية وطبل ومزمار, الوحدة هدف وليست غاية, فاذا لم يحس المواطن في الجنوب أن الوحدة حققت له مصالح مادية واجتماعية وسياسية فلا معنى لها, ولا يهمه أصحاب الأيدولوجيات الذين يطرحون الوحدة من زاوية دينية ويسرقون ما في جيبه, لا يهمه من ينظر للوحدة على اعتبار أنها فريضة اسلامية مع الجنوب وليست فريضة مع باقي الأقطار الخليجية مثلاً, ذلك التنظير يتوقف عند حدود السعودية وعمان, وكأن الوحدة الاسلامية فريضة تقتصر على الجنوب اليمني, لذلك يمكن أن ندعم مثل هذا الخيار في حالة اذا اعلن أصحابه الجهاد لتوحيد اليمن مع السعودية مثلاً.

يمكن الاحتفال بعيد الوحدة في صنعاء أو في أية محافظة شمالية, وليس بالضرورة أن ندخل في أزمة سياسية واجتماعية وانسانية جديدة  بسبب الاحتفال به في الجنوب, وسيأتي الوقت الذي تتنافس كل المحافظات اليمنية شمالاً وجنوباً على استضافة مثل تلك الفعاليات, لكن بعد أن يتم اصلاح مسار الوحدة واستعادة دولة الوحدة التي كان الجنوبيون شركاء أساسيين فيها.

والى أن يأتي ذلك الوقت يجب أن يدرك الجميع أن مثل تلك الاحتفالات والمناسبات تعد استفزاز لمشاعر الجنوبيين, وتعد احراجاً لمن يشارك منهم في الحوار.

يجب ان نعترف أن مصطلح "الوحدة" أصبح مشوهاً في الجنوب بشكل عام بسبب استخدام الوحدة مظلة للنهب والبسط والاقصاء لأكثر من عقدين من الزمن, فأصبحت الوحدة مقرونة بالفقر والفساد وبتراجع الخدمات والانهيار الأمني و القيمي بل والأخلاقي.
لم يكن الجنوب ديمقراطياً, لكن على الأقل كانت توجد فيه مواطنة متساوية ودولة نظام وقانون على الجميع, وكان الأمن مستتباً والخدمات متوفرة, وحتى في المجال الديمقراطي كانت هناك دراسات ومراجعات قام بها الحزب الاشتراكي قبل الوحدة, وأعدها المرحوم الشهيد جار الله عمر, وكانت ستؤدي الى الانتقال الى الديمقراطية في الجنوب على حدة, لكن بعض القيادات رأت أن يعم الخير جنوب اليمن وشماله, فحدث العكس, ولو بدأ الحزب ذلك المشروع في الجنوب لفترة زمنية الى أن تترسخ فيه الديمقراطية لتغير سيناريو الوحدة تماماً.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص