آخر تحديث :الخميس 09 مايو 2024 - الساعة:20:51:39
د. ذكرى مدي في كلام للناس: نصيحة والتماس
نجيب يابلي

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

تتميز عدن عن سائر المدن في الجزيرة العربية بالعنصر النسوي والذي تراه بأم عينك في أي فعالية أو ندوة علمية أو وقفة تضامنية.. وترى قوة العنصر النسوي في عدن عند زيارتك لأي مستشفى أو كلية جامعية وخذ مثلا كلية الطب.

زخرت عدة عوامل لإخراج هذا العمل إلى النور ومنها: الآثار المدمرة لمرض التلاسيميا وهو من أمراض الدم, والدكتورة ذكرى مدي حاصلة على الدكتوراه في الطب من السودان في أمراض الدم في مجال تخصصها في طب الأطفال، أسرة مدي من الأسر العدنية العريقة والكريمة ولعبت تلميذتها الدكتورة سعاد عبدالحبيب دورا في تواصلي مع الدكتورة ذكرى وأطلعتني الاخيرة بأنها متزوجة من الدكتور عبدالحكيم التميمي وهنا برز الإسقاط القرآني (الطيبون للطيبات والطيبات للطيبون)، حدثتني الدكتورة ذكرى مدي عن الآثار المدمرة لهذا المرض الوراثي وكيفية تجنبه وانتهت إلى الجانب الإنساني فيه بحث المواطنين على التبرع بالدم وسنبين ذلك لاحقا.

من واقع الورقات العشر المطبوعة التي قدمتها لي الدكتورة ذكرى عن هذا المرض الوراثي الخبيث أقدم موجزا منها لإفادة القارئ الكريم.

التلاسيميا مفردة يونانية معناها فقر الدم في منطقة البحر الابيض المتوسط ، حيث ينتشر ذلك المرض في دول حوض البحر الابيض المتوسط وفي فلسطين وسوريا ولبنان وايران والعراق ودول الجزيرة العربية.

تلاسيميا هو خلل وراثي انحلالي يؤدي الى نقص حاد في انتاج بروتينات خاصة في الدم تسمى جلوبين وهو المكون الرئيسي في خلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين هي المسؤولة عن نقل الدم من الرئتين الى سائر انحاء الجسم.

يحمل الشخص المصاب بالتلاسيميا جينتين واحدة من الاب واخرى من الام وبوحدة الجينتين يحدث التطور المدمر عندما تتكسر خلايا الدم الحمراء وتبدأ اعراض المرض بالظهور ، شحوب البشرة يرافقه احيانا اصفرار وفقدان الشهية وتشوه في العظام خاصة عظام الوجه ولطالما وان المستهدف من ذلك هي خلايا الدم الحمراء فيعني ذلك ان المصاب يظل في حاجة متواصلة الى الدم عن طريق التبرع وهنا يأتي الدور الانساني الذي يضطلع به افراد المجتمع لان طاقة الاسرة محدودة جدا لان الشخص المصاب يلزمه جرعتان على الاقل في كل شهر والاسرة فقيرة ووزارة الصحة افقر لان لان صاحبة النصيب الافقر من الموازنة العامة التي لا تتجاوز الـ 1.5% في حين ان الدفاع والامن يحظى بـ 40% واي امن واي دفاع؟

انه غياب الضمير عند اهل السلطة واهل البرلمان واهل الشورى واهل منابر المساجد واهل المعارضة واهل الحوار الوطني.

تحدثت الدكتورة ذكرى مدي عن الارهاق والاستنزاف الذي تواجهه الاسرة فالاب منقطع عن العمل وما بالكم اذا كان صاحب عمل خاص امام الام المسكينة التي تنقطع عن عملها داخل البيت لترابط الى جانب طفلها.

ما ذنب هذا الطفل الذي لا ينعم بالصحة ولا الغذاء لان شهيته سقيمة ولا ينعم بسويعات مع اقرانه في المدرسة او الحديقة او الشارع ، لقد كتب عليه الشقاء وكأنه يردد مع الشاعر العباسي الاشهر ابي العلاء المعري "هذا ما جناه علي ابي ولم اجني على احد"، المكتوب على شاهد قبره بناء على وصيته.
حيث هذا المسلسل العبثي يتلخص في روشتة الدكتورة ذكرى مدي التي قالت ان دولا متقدمة بعثت بها مؤخرا بعض الدول الخليجية تقضي بعدم عقد الزواج الا بعد فحص الزوجين وتستكمل اجراءات العقد اذا تبين ان احدهما او كلاهما خاليان من هذا الخلل الوراثي .

تصل الدكتورة ذكرى الى الخلاصة بتقديم النصح بالفحص المختبري للراغبين (ذكر وانثى) في الزواج، اما الالتماس الذي قدمته الدكتورة ذكرى الى الطيبين من افراد هذا المجتمع ان يهيبوا الى بنك الدم لتقديم ما تيسر من الدم للاطفال لتخفيف معاناة الاطفال وافراد اسرهم ففيهم ما يكفيهم.

اذكروا هذا اليوم.. اليوم العالمي للثلاسيميا واذكروا الدكتورة ذكرى مدي ومن معها من الطيبين.

هل تلتقط وزارة الصحة هذا الالتماس وهذه النصيحة من الدكتورة ذكرى مدي.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص