
من لا يسمع اليوم طلب الأكاديمي والمعلم فسيسمع غدا أثر الانهيار
نناشد التحالف الضغط على الحكومة الشرعية لتلبية مطالبنا :
- انتظام صرف الراتب من البند الأول ومعالجة لوضع المعينين أكاديمياً
- صرف أراضي مخططات أعضاء هيئة التدريس وموظفي الجامعات عصل وعمران وحماية حرم جامعتي عدن ولحج
- تحسين الخدمات ومعالجة انهيار العملة ومحاربة الفساد
الأمناء / خاص :
أصدر أعضاء هيئة التدريس ومساعدوهم في الجامعات الحكومية عدن – أبين – لحج – شبوة بياناً هاماً طالبت خلاله دول التحالف أن تتحمّل مسؤوليتها كاملة أمام الله أولاً، الذي لا تخفى عليه خفايا الظلم والتقصير، ثم أمام قوانين المجتمع الدولي التي طالما رفعت شعارات الإنسانية، ومطالبتها أن تصغي لنداء ضمائرها، إن بقي فيها ما يستجيب، وأن تتذكّر أن التاريخ لا يرحم، وأن الأجيال القادمة ستقرأ وتُحاسب، وستسألكم أين كنتم حين كنا نحترق؟ إن الصمت لم يعد حياداً، والتخاذل لم يعد خفيّاً، وكل ساعة تمر دون موقف شجاع، هي دين في أعناقهم لن يُسقطه الزمن .
وأكد بيان صادر عن أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات الحكومية بمحافظات عدن، أبين، لحج، وشبوة، أهمية الدور المحوري لدول التحالف العربي في دعم الاستقرار في اليمن، مشددًا على ضرورة أن تتحمل تلك الدول مسؤولياتها الكاملة، ليس فقط من منطلق الشراكة السياسية، بل أيضًا من باب الواجب الأخلاقي والإنساني، تجاه ما وصفه البيان بـ"الانهيار المتسارع في قطاع التعليم".
وأشار البيان إلى أن السكوت على معاناة المعلمين والأكاديميين لم يعد موقفًا محايدًا، بل صار تواطؤًا غير معلن، وأن التاريخ لن يرحم من يتخاذلون في مثل هذه اللحظات المصيرية، مشددًا على أن كل ساعة تمر دون تحرك جاد، هي بمثابة دينٍ في أعناق الجميع لن يُسقطه الزمن.
وأعلن البيان عن تدشين لجنة التصعيد المشتركة، التي توحّد صفوف الأكاديميين والمعلمين في موقف موحد، واصفًا هذه الخطوة بأنها "ولادة من رحم المعاناة"، لكنها تحمل في جوهرها وعدًا بالعمل الجماعي لتحقيق مطالب مشروعة تتعلق بالعيش الكريم، وصيانة كرامة حاملي رسالة العلم.
واعتبر الأكاديميون أن وقوفهم أمام مقر التحالف العربي في عدن ليس موجّهًا للاتهام، وإنما للتذكير بمسؤولية التحالف، كشريك رئيسي في المشهد اليمني، تجاه تدهور الأوضاع المعيشية والتعليمية، مشيرين إلى أن التحالف كان حاضراً حين أطلقت "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وعليه اليوم أن يكون حاضراً لإنقاذ ما تبقى من الأمل، خصوصًا في قطاع التعليم الذي يُعدّ أساس بناء الدولة واستقرارها.
كما حذّر البيان من تداعيات انهيار العملية التعليمية، واعتبر أن غياب المعلم لا يعني فقط توقف الدرس، بل يعني نشوء جيل بلا علم ولا قيم، في بيئة خصبة للتطرف والعنف، وهو ما يُهدد ليس فقط اليمن، بل أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وطالب البيان دول التحالف العربي بالتدخل العاجل لدى الحكومة اليمنية، من أجل إنصاف الأكاديميين والمعلمين، عبر رفع الرواتب إلى الحد الأدنى الذي يكفل لهم حياة كريمة، مقترحًا أن يكون الحد الأدنى لراتب الأستاذ الجامعي 1000 ريال سعودي شهريًا، مع تثبيت الرواتب بالريال السعودي، معتبرين أن ما يتقاضونه حالياً – والذي يتراوح بين 200 إلى 400 ريال – لا يكفي لسد الرمق، ويُعدّ إهانة للرسالة التعليمية.
وشدد البيان على ضرورة الاستجابة لمطالب النقابات، وعلى رأسها إعادة صرف الرواتب من البند الأول بعد هيكلتها، وإنهاء معاناة المعينين أكاديميًا وإداريًا، وصرف أراضي المخططات المستحقة لأعضاء هيئة التدريس والموظفين، بالإضافة إلى تحسين الخدمات العامة ومكافحة الفساد، ومعالجة الانهيار المستمر للعملة.
وختم البيان بالتأكيد على أن الأكاديميين لا يطالبون بامتيازات، بل يذكّرون بشراكة قائمة على الأمل، داعين قيادة التحالف إلى إعادة ترتيب أولويات الدعم، ليكون الإنسان – وتحديدًا المعلم والأكاديمي – في صدارة الاهتمام، لأن مستقبل أي وطن يبدأ من قاعات التعليم لا من جدران الإعمار.
