آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:20:37:18
اليوم الصريمة وغداً محمد علي أحمد
علي ناصر البخيتي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

قد نتفق أو نختلف حول مدى صحة قرار الشيخ أحمد بن فريد الصريمة رئيس فريق القضية الجنوبية بالانسحاب من مؤتمر الحوار, لكن يجب علينا أن نبحث عن الأسباب التي تجعل تيار شعبي مهم في الجنوب يرفض الحوار ولا يعول على نتائجة.
أعتقد أن هناك أزمة ثقة عميقة لدى الجنوبيين تجاه كل الوعود التي تُقطع لهم, ومرد ذلك الى التجربة الطويلة لهم مع الوعود المتكررة الصادرة عن السلطة المركزية في صنعاء, والتي تتبخر بالتدريج الى أن تتلاشى.
كيف يثق الجنوبيون في سلطة لم تمنحهم حتى حرية اختيار محافظ لعدن التي تمثل لهم الكثير؟ كيف يثق الجنوبيون في سلطة تُعين محافظاً لعدن من تحالف 94م ومن الحزب الذي أفتى بعض فقهائه بقتل الأطفال والنساء والمستضعفين من أبناء الجنوب؟ كيف يثق الجنوبيون في أطراف سياسية ترفض مجرد الاعتذار وإدانة الفتاوى الدينية التي صدرت خلال الحرب؟
الاعتذار لا يحتاج إلا لقصاصة ورق لا تتجاوز قيمتها خمسة ريال, وإدانة الفتوى بحاجة الى بيان يصدر عن الجهة السياسية التي ينتمي اليها فقهاء الفتاوى, ومع أنهم وقعوا على النقاط العشرين إلا أنهم يتلكئون في تطبيقها, فكيف يثق أبناء الجنوب أن حقوقهم المنهوبة ستعود وهناك من لا يزال متمسك بشرعية حرب صيف 94م ويرفض مجرد الاعتذار وإدانة الفتاوى؟
على الرئيس هادي أن لا يسعى وراء النخب الجنوبية ليدخلوا الحوار, عليه أن يَخطب ود وثقة الجماهير في اللجنوب مباشرة, وذلك لا يتأتى إلا بإجراءات عملية وجداول زمنية واضحة لمعالجة ما ورد في النقاط العشرين, فإذا تغيرت نظرة الشارع الجنوبي أو جزء مهم منه تجاه الحوار وأصبح ينظر له بايجابية, فأن القادة الجنوبيين سيهرولون الى الحوار, وسيعود الشيخ أحمد الصريمة وغيرة عن مقاطعتهم للمؤتمر.
بحكم وجودي في فريق القضية الجنوبية تمكنت من استشعار ما سيحصل, لذلك حذرت في الأربعة المقالات السابقة من مثل هكذا سيناريو, عاتبني الكثيرون, قالوا أني متشائم, قلت لهم علينا أن لا ندفن رؤؤسنا في الرمال, وأن نواجه المشاكل بواقعية, وأن نعترف بالأخطاء ونعالجها بشكل حقيقي.
لقد تمكن الرئيس هادي من كسب ود الكثيرين خصوصاً بعد قراراته الأخيرة التي عزل فيها أغلب القادة العسكريين الذين كانوا السبب في الأزمة الحالية, وبقي خطوة واحدة ليكسب بها ثقة البقية شمالاً وجنوباً, هذه الخطوة تتمثل في تشكيل حكومة جديدة تَشرَع في تطبيق النقاط العشرين, وتكون رديفاً ايجابياً لمؤتمر الحوار, وتُعد – بحيادية - للاستحقاقات الوطنية المهمة في المرحلة المقبلة وعلى رأسها اعداد الخطط لتنفيذ مُخرجات مؤتمر الحوار والانتخابات القادمة.
تلك الخطوة لا يجب أن تتأخر حتى لا يفاجئ الرئيس بانسحاب محمد علي أحمد وبقية الجنوبيين من مؤتمر الحوار.

" عن صحيفة الأولى "

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل