آخر تحديث :الاثنين 25 نوفمبر 2024 - الساعة:17:36:55
كيف السبيل إلى يُوسُف؟
نشوان العثماني

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

جميل أن يشعر الإنسان بالاهتمام [من قريب أو بعيد], غير أنه يشعر بالألم إن أبان الاهتمام قصدًا في نفس إسحاق [كي يستريح يعقوب قليلًا].

ولذلك كان من الجميل جدًا أن يبدأ المجتمع الدولي, ومعه الإقليمي, الالتفات إلى «القضية الجنوبية», ويعقد من أجلها الاجتماعات ويقوم بالزيارات لذوي الشأن [وأن تأتي متأخرًا يا مرحبًا وأجمل من أن لا نراك], غير أن ما حدث في دبي بداية الأسبوع أظهر أن الاهتمام جاء من قبيل (المخارجة), كأن تقعد على صحن طعام, وتكمله, ولا يكفي عصافير بطنك فتطلب من النادل واحد (لحقة). وما حصل أن قيل للجنوبيين: تعالوا لحقةً, ادخلوا الحوار.

والإقليم والمجتمع الدولي ليسوا أعداء للقضية الجنوبية بكل تأكيد, ولا ينبغي استعداؤهما بأي شكل من الأشكال. فبمثل ما يُنتقد الخارج الإقليمي والدولي, يجب أيضًا أن تُنتقد مكونات الحراك الجنوبي. أجد المسئولية مشتركة, وما يُنتظر اليوم من الجميع: أن لا يُترك حبيبنا «يُوسُف» في «غيابة الجب», لنشاهد دموع العم يعقوب, وليس بأيدينا إلا المواساة.

ولا أستطيع أن ألوم الذئب في ظل صراع الرعاة. الغياب ملحوظ للقيادة. الضعف القيادي بادٍ للبصير. الخلافات عصفت وتعصف بقيادات الحراك الجنوبي [الذين لا يقل عمر الواحد منهم عن 70 عامًا؛ اللهم زد وبارك], كما أن منها غياب البرامج والمشاريع السياسية, حيث [يطّهوش] كل طرف على ما يقوله الرأس السبعيني حتى أنه من المخجل أن تمر قرابة 6 سنوات من النضال المُبهر فيما لم يتم فرز قيادات بديلة جديدة في الداخل. [القيادات البديلة, شبابية ومتوسطة, موجودة لكن هناك من يريد أن يجافي قانون التطور, ويصرّ: لا أريكم إلا ما أرى, وما أراه «لا يعنينا»].

وفي هذا الصدد, وكي لا تظل القضية «قضية عادلة محاميها فاشل», يُفترض أن ينعكس الفعل الداخلي على قوة تسويق القضية في الخارج, [يعني لزمًا يكون في تسويق وعمل في حدود فن الممكن الملبي لمطالب الشارع والكف عن «لا يعنينا ولا تعنينا»], وهذا لن يتأتى من خلال «أنا أشتي أكون زعيم, أنا أحق بالزعامة», [قبح الله الزعامة], بل من خلال سبل وآليات أخرى بديلة من المؤكد أن الحراك الجنوبي وشبابه وسياسييه ومفكريه ليسوا عاجزين عنها, شريطة أن يُسمع صوت العقل لا صوت القلب المصاب بخيبة 1990.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل