آخر تحديث :الاحد 01 ديسمبر 2024 - الساعة:02:14:34
شيء من كيد النساء
منصور صالح

الاحد 00 ديسمبر 0000 - الساعة:00:00:00

شيء مستفز إن ترى الآخر يستهدفك ويبذل قصارى جهده لإحباطك حتى يبدو وكأن كل همه كيف يجعلك أسير ألمك وجرحك ومعاناتك.

وكذلك هو أمر محزن إن تراه من يحتفل بجرحك ويجتهد لتعميقه فيما يغضبه إن يراك تتعافى وتستعيد شيئا من قوتك ومجدك وتضع قدمك في الخطوة الأولى من طريق طويل وشائك.

وفعل مخز أيضا إن ترى هذا الآخر إعلامي أو مثقف أو سياسي ينهج في خصومته معك أساليب كيد النساء وهو يمارس الفعل السياسي بل إن من النساء من تأنف وتربأ بنفسها عن السقوط في سلوك الفتن والقلاقل والتفريق بين الناس.

اسلم كفكرة عامة إن السياسة بلا أخلاق وإنها في أحيان كثيرة تشبه العهر الأخلاقي لكن ذلك يظل محصورا في قضايا ذات شأن سياسي محظ أما حين يكون لهذا الأمر غاية أخلاقية فأرى إن من المعيب أن يسقط هذا المثقف أو السياسي أو الإعلامي في سلوك كهذا ليتحول بذلك من موجه للرأي ومرشد للأمة إلى مفتن أو محارش باللهجة البلدي.

تابعت بقرف زائد كيف استفز البعض لقاء بيروت بين الرئيسين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وعجبت لذلك الكم من الحقد المدفون في تلك النفوس التي استنفرت كل قواها لتقول ما معناه لا تصالح لا تقارب بل دعت لاستمرار حالة القطيعة ولو ملكت الأمر لأعلنت الحرب نيابة عن الرجلين.

ندرك إن للقاء معنى ومغزى سياسي عميق يدركونه هم كما ندركه نحن لكنه في الأساس يحمل قيمة اجتماعية وإنسانية هامة انتظرها شعب الجنوب لسنوات طويلة باعتبارها وسيلة مثلى لتجاوز حالة الاحتقان في النفوس ناهيك عن كونه-اللقاء-مثل مطلبا ضروريا سيما بعد إعلان الجنوبيين عن تبني خيار التصالح والتسامح لدفن الماضي وتجاوزه.

ما كان ينبغي لهم إن يكشفوا عن سوأتهم ويعلنوا جهارا رغبتهم في بقائنا مختلفين متصارعين لأن سلوك مشين كهذا غير لائق خاصة حينما تزعم انك تريد بناء وطن جديد وبأنك تحترم إرادة الآخرين

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص