آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:01:11:24
لن تنجح المؤامرات
نصر هرهرة

الخميس 20 مارس 2021 - الساعة:20:11:51

كلما اقترب شعبنا أكثر من الاستحقاقات السياسية التي يستحقها بجدارة - وهي استحقاقات مشروعة كفلتها له كل الشرائع السماوية وكل الأعراف والقوانين الإنسانية  - اشتدت المؤامرات وتوجهت نحو القيادة السياسية لشعبنا الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يواجه اليوم أشرس تلك المؤامرات ومن عدة اتجاهات ، بغية ضرب الجنوب وقضيته في رأسه الصلب وحامل قضيته لتستبدله بقوى هشة ضعيفة لا تمثل إرادة الشعب بل تمثل مصالحها الأنانية الضيقة التي تفضلها على المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب، والأكثر غرابة أن قوى النفوذ والاحتلال اليمني تريد أن تختار لشعب الجنوب من يمثله، وتلك القوى ماضية تحت مظلتين الأولى تعادي شعبنا صراحة وتنكر أننا شعبا ووطنا وهوية مستغلة وبالتالي تنكر علينا حق تقرير مصيرنا وفي مقدمة تلك القوى هي الأحزاب والمكونات اليمنية التي تم يمننتها وتريد أن تيمنن شعبنا ووطنا وهويتنا تبعا ليمننتها وفي المقدمة والأكثر شراسة منها الإخونج التي لا تعترف بالشعوب ولا بالأوطان ولا بالهويات والثانية تتدثر بأهداف وتطلعات شعبنا وهي تضمر الشر فهي تعلن أنها مع استعادة دولة الجنوب واستقلاله ولكنها تعمل على تشتيت قيادة شعبنا وتفرخ نتوءات تدعي الريادة والقيادة بهدف التشويش على الحامل السياسي والممثل لشعب الجنوب الذي هو ثمرة نضال وكفاح وتضحيات شعب الجنوب بعد أن كانت تقول لا قيادة بعد اليوم تريد أن تثبت ما تقوله قوى النفوذ والاحتلال اليمني أن الجنوبيين لن يتفقوا وسوف يتقاتلون من طاقة إلى طاقة.

 ولو كانت صادقة فيما تدعيه من أنها تعمل على تحقيق استعادة الدولة الجنوبية واستقلال الجنوب لكانت دعمت وازرة القيادة السياسية الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية التي تعتبر فعل حقيقي على الارض لإنجاز الاستقلال واستعادة الدولة لا أن تخلق العراقيل أمامها بمجرد انها تريد ان تكون هي  في المشهد العام ودون ان يهمها تحقيق الهدف الوطني.

وكلا الاتجاهين الأول والثاني فإنهما في المحصلة النهائية ضد إرادة شعب الجنوب ونستثني من ذلك القوى والشخصيات الوطنية  الحقيقة التي تنشد الشراكة الوطنية لا العرقلة لتحقيق الأهداف ،  والتي هي على استعداد للحوار وتقديم النقد البناء لتصحيح أي أخطاء أو اعوجاج  وهي بالفعل تهدف إلى إنجاز تطلعات شعب الجنوب حتى وإن اختلفت مع المجلس الانتقالي الجنوبي  فهذا أمر طبيعي  وظاهرة صحية طالما الهدف واحد فلتتعدد المسارات السياسية.

إن الأسطوانة المشروخة التي ترددها قوى النفوذ والاحتلال هي عدم وجود ممثل حقيقي لشعب الجنوب وتعمل على خلق الفتن والتشققات السياسية وقد وجدت ضالتها في بعض العناصر النفعية الضعيفة الهشة  التي لا يخلو منها أي شعب من شعوب العالم  لتكبرها وتجعل منها مزاحم على تمثيل الجنوب مستقلة الصرعات السياسية القديمة بينما هي وتلك العناصر تدرك ان تأثيرها على الارض الجنوبية صفر  من الشمال ولا تمتلك اي قوة تستطيع  ان تدافع بها عن حياض الوطن وتطلعاته في ظل التكالب الشرس على ارضنا وثرواتنا وسيادتنا وان شعبنا قد شب عن الطوق وتسامح وتصالح ولن ينساق خلف تلك الترهات ،  ان تلك المشكلات السياسية رغم خطورتها الا انها لن تنال من اننا شعب واحد ووطن واحد وان الجنوب لكل الجنوبيين وبكل الجنوبيين  وعلينا ان نقبل بما هو في كل شعوب الارض بان هناك قيادة وهناك معارضة ايضا ونقبل بممارسة الحق للقيادة التي تمثل الاغلبية ان تمضي بالقرار الجنوبي الى الامام وان المعارضة هي الوجه الاخر وتعمل لتصحيح الاخطاء والسعي لإقناع الشعب ببرنامجها ، ومع اننا اليوم في مرحلة استكمال التحرر الوطني فليس من الحكمة معارضة استعادة الوطن لجميع ابناءه،  واليوم وليي غدا  يجب ان نتفق جميعا على الموجهات الدستورية وشكل الدولة القادمة  ونظامها السياسي وطريقة الوصول الى السلطة وكيف ينتظم الجنوبيين سياسيا  واعتماد التعدد السياسي والتنافس الشريف للوصول الى السلطة وحينها فليتنافس المتنافسون على تحقيق افضل الانجازات لهذا الشعب الذي يستحق ان ينعم بحريته وسيادته على ارضة وبثرواته التي حباه الله بها.

إن كل تلك المؤامرات لن تنجح بإذن الله وبقوة وصلابة إرادة شعبنا وتطابق مصالحة وتطلعاتها مع شعوب المنطقة وسعية لتحقيق أمن واستقرار الملاحة الدولية وأمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب ودفاعه عن الهوية العربية والإسلامية والريادة العربية للمنطقة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص