- تسليم أدوية ومستلزمات طبية لمرضى الفشل الكلوي في عدن برعاية العميد طارق صالح
- أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم السبت 8 فبراير
- كسر هجوم حــوثي على قرية حنكة مسعود بمديرية قيفة
- عدد الساعات التي يحتاجها جسمك لنوم صحي بحسب العمر
- الحكومة تجدد رفضها لتهجير الشعب الفلسطيني
- أسعار الخضروات والفواكه صباح اليوم السبت 8 فبراير بالعاصمة عدن
- أسعار المواشي المحلية بالعاصمة عدن اليوم السبت الموافق 8 فبراير
- دخول 8 ملايين طن من الوقود والغذاء إلى موانئ الحوثيين في 2024
- أسعار الأسماك اليوم السبت فى عدن 8 فبراير
- أسعار الذهب اليوم السبت 8-2-2025 في اليمن
السبت 16 فبراير 2020 - الساعة:20:18:39
صدمت جميع شعوب العالم في مطلع العام الميلادي الحالي ???? بظهور وباء جديد لمرض رئوي خطير ينقله فيروس كورونا المستحدث، ذلك الفيروس الذي شهدت مدينة ووهان الصينية أنطلاقة شرارته الأولى، ولا أحد يعرف سبب إنبثاق هذا الفيروس في هذه المدينة الضخمة التي كان يجهل إسمها معظم شعوب العالم، فساق لها القدر ذلك الفيروس الغامض، لتكتسب شهرة ولكنها مصحوبة برزية هذا الوباء، الذي عبث بمعظم دول العالم، كما ساقت القنبلة الذرية شهرة واسعة للمدينتين اليابانيتين، هوريشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية عام ????م، ولكن خطورة ضرر هذا السلاح الفتاك خص المدينتين وشعب اليابان فقط، فكانت اليابان هي الهدف والتجربة لهذا السلاح الذري المرعب والجديد، والذي كان له مزية إستسلام اليابان وإنهاء الحرب العالمية الثانية، كما كان لأثار دماره الهائل والموت البشع التي خلفهما هذا السلاح الفائق الوحشية والذي استخدم للمرة الوحيدة، دور هام في التمهيد لصنع السلام وأحكام وضع صمام الأمان المانع لنشوب حرب عالمية جديدة.
ولكن وباء كورونا، لم يخص ضرره الكارثي مدينة ووهان فقط بل كانت ووهان هي ساحة المعركة الأولى التي فجرها هذا الوباء، وعصفت سهامه فيها بارواح الآلاف من سكانها، ولكن بعض سهامه طاشت واستقرت في مدن أخرى في الصين، وبعضها تجاوز حدود الصين ووقع في دول قريبة وبعيدة من الصين، وعليه إستحدثت ساحات حرب جديدة وفي دول عديدة، واستمرت دورة السهام الطائشة في نشر حرب الوباء من بلد إلى آخر، حتى اجتاح الوباء معظم دول العالم وأشعل نيرانه في جميع الساحات، ليدخل العالم في حرب عالمية ثالثة ولكنها من طرازٍ جديد، فسهام بنادق العدو فيها غير مرئي وصوت انطلاق القذايف غير مسموع، ودمار المنشأت غير مشهود على الأرض ولكنه ملموس ماديا واقتصاديا، فلا تسمع في ساحات المعارك سوى صوت أنين المصابين وحشرجة صدورهم، ولا ترى دماً منهمر ومع ذلك تلحظ كثافة عدد الآموات، وكثرة الودائع التي ترد إلى خالقها، ومئات الملايين من البشر الذين أسروا في منازلهم!.
فهي حقاً حرباً عالمية ثالثة، طابعها مختلف ونارها خافتة، لم تحدث أنقساماً عالمياً ولم تنتج أحلافاً متنافسةً، لأن العدو في هذه الحرب ليس من البشر، وإنما كائن تاجي متناهي الصغر، لا فيه جمال التاج ولا نور القمر، بل هو قبيح الفعل غامض الضرر، لم يجتاح حدود الدولً بدباباته، بل دخلها عبر المطار دون خوف أو حذر، فهو مكتسي بضحيته متخذها طاقية إخفاء، يتسلل عبرها بجواز السفر.
وكما يبدو أن إلحاق الهزيمة بجائحة كورونا، لن تكون بالمجابهة، وإنما بالتباعد بين الناس بحاجز ومسافة، ففيروس كورونا كائن شبه ميت، يستمد الحياة من ضحيته والتي يتخذها مطيته، فحين يستوطن الرئة وينهش خلاياها، ويجعلها ترسانة لسلاحه، فينتج في كنفها فيروسات جديدة، ويحض المصاب على إطلاقها بصورة لاإرادية وبإتجاهات عشوائية، لذا إحراز النصر عليه يقتضي عزل المصاب عن الناس وطالما حالات كثيرة يصعب فيها التمييز بين المصاب والسليم، يستوجب عزل الكل، فيسلم السليم من عبث فوهة بندقية المصاب، وحين تظهر الاعراض على المصاب يعالج إذا كان له عمر.
يدور أحياناً في تصوري أن فيروس كوفيد ?? فُطر على العدالة والمساواة، حيث تظهر عدالته في توجيهه مقدار ثابت من القوة مع الكل صغيراً كان أم كبير، وقد فاته أن هناك تفاوت بقدرات الجهاز المناعي، فالصغير يستطيع هزيمة الفيروس لأن قدرته المناعية أقوى من المسن، أما المسن فيكون أكثر عرضة للهزيمة، كما أن اسلوب المساواة واضح عليه من خلال عدم تمييزه بين الناس، فهو يتربص بالغني والفقير، والعامل البسيط والوزير، ويأسر في المنازل جميع الناس، بمختلف فئاتهم وتنوع مناصبهم، فالناس أمامه سواسية، وربما يعود إنتهاجه للعدالة والمساواة إلى جذوره التي ينتمي إليها والتي ترجع لبلد متجذر بنهج النظام الأشتراكي!.
![](images/whatsapp-news.jpg)