آخر تحديث :الاحد 22 ديسمبر 2024 - الساعة:00:45:15
همّ الجبناء وليس أنتم يا والدة!
علاء عادل حنش

الاحد 19 ديسمبر 2020 - الساعة:17:38:30

 مساء يوم الإثنين 17 فبراير / شباط 2020م ونحن على متن (الباص)، صعدت امرأة مُسنة، بلغت من العمر عتيا، برفقة ابنتها الصغيرة، وهما تحملان أكياس بداخلها طعام من خضار وغيرها.

وقبل أن تنزل من (الباص) قالت: "يا أولادي.. بكرة ايش في؟ ايش بيحصل؟".
قلتُ لها: "إن شاء الله لن يحصل أي شيء، الأمور بخير يا والدة".
قالت: "كيف؟ ونحن سمعنا انهُ سيكون هناك عصيان مسلح، ويمكن تخطبت الدنيا".
قلتُ لها: "لا تصدقي يا والدة، كل الذي سمعتيه اشاعات، وكذب.. فلا تقلقي".
هزت رأسها بحسرة، وقالت: "الحمد لله.. بس شف كيف نحن جبناء، خرجنا نشتري أكل علشان لو حصل حاجة، وصدقنا الذي سمعناه على طول".
فرديت عليها سريعًا: "لا يا والدة، لستمّ أنتم الجبناء.. الجبناء هم من روجوا، ونشروا تلك الاشاعات الكاذبة ليقلقوكم، ويزعزعوا استقراركم.. أما أنتم فكان تفكيركم طبيعي؛ فأنتم تحرصون على توفير المأكل والمشرب لأولادكم تحسبًا لأي طارئ، وهذا شيء يفعله أي أب وأم لأولاده.. لكن المصيبة، يا والدة، في من سمح لضميره بنشر مثل هكذا اشاعات واكاذيب اقلقت سكينة كافة المواطنين، ولم يضع أي اعتبار للمواطنين البسطاء الذين لا ناقة لهم في هذا ولا جمل.. لكن اطمئني يا والدة، فلا صحة لتلك الاشاعات الهادفة لإقلاق سكينة المواطنين، والأمور كلها بخير، ومستقرة تمامًا، ولا يوجد ما يدعو للقلق".
فقالت: "الحمد لله.. الله يحفظك يا أبني".. ثم نزلت من (الباص).
*صحيح أن من رجوا وبث تلك السموم الخبيثة (اشاعات العصيان المسلح في عدن) كان غرضه أحداث دربكة أمنية لزعزعة أمن واستقرار العاصمة الجنوبية #عدن، لكنهُ، ولخبثه ونذالته، لم يفكر ابدًا بالمواطنين البسطاء، وكيف سيتلقون هذا الخبر، وهو يعلم بأن المواطنين في عدن، ومحافظات الجنوب عامة، ما زالوا لم يخرجوا من مآسي وتبعات حرب (الحوثيين وأتباع صالح)، بالإضافة إلى الأحداث التي مروا بها خلال السنوات الماضية، وانهُ لم يعد بمقدورهم تحمل مزيدًا من المعاناة.
رسالتي لمحبيّ الفتن والاكاذيب وترويج الاشاعات: "أن كان هدفكم استهداف الجنوب (امنه، وقواته)، فالشمس والقمر أقرب لكم من ذلك؛ فـ(الجنوب) اليوم يمتلك كل مقومات مواجهة أي عدو يحاول استهداف أمن واستقرار الجنوب، ولديه استراتيجية تجعله يتجاوز أي مؤامرات ومكائد مهما كانت "خبيثة ولئيمة"، ومهما كانت قوة العدو هذا.. فقط اقول لكم: "لكل حرب أصول، وأخلاقيات، وقيم، ومبادئ، وأنتم تجاوزتم كل أصول الحرب واخلاقياتها، وقيمها، ومبادئها، فحاولوا فقط أن تضعوا اعتبار للمواطنين البسطاء أن كان هناك قليل من (الرجولة!)".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص